يبحثون عن حلول لمشاكل الوطن اليمني في تقسيم الوطن الى فيدراليات قد تكون وفق أقاليم مدروسة وهذا ما طالبنا به في مقالات سابقة أن تكون الأقاليم وفق دراسات إقتصادية مع قدسية السيادة الوطنية او قد يتم تقسيم اليمن لصالح حسابات تشطيرية او جهوية او مذهبية او خارطة حزبية مستقبلية او أجندة خارجية وهذا هو الخطر القادم عل اليمن وشعبه !
ونقول لمن تولى المسؤولية الوطنية التاريخية لهذا الوطن من القيادات السياسية والحزبية مهما كان تقسيم اليمن الى فيدراليات في دولة مركبة دولة اوبقت دولة بسيطة لن يكون هناك حل لمشكلات الوطن ما لم يكن الحل في تغيير عقلية الإدارة المؤسسية والمجتمعية وتحقيق العدالة والقضاء على الفساد الإداري وإخضاع تجار الحروب وأمرائه ومافيا الثروة لقانون الدولة وهيبتها ودستورها.
الشعب اليمني لايبحث عن رسوم حدود فيدراليات على خارطة الجفرافيا اليمنية واين يكون موقعه فيها بقدرما يهمه هو الأمن النفسي والأمن الغذائي والتأمين الصحي وعدالة القضاء وحماية الدولة له ولحقوقه وحماية المال العام وحماية سيادته الوطنية.
قد تكون الفيدرالية لدى الساسة طوق النجاة من مخاطر إنفصال والحل لديهم في صياغة شكل الدولة من خلال نموذج إتحادي يحافظ على وحدتها لكن الأهم هو كيفية إدارة الأقاليم والدولة بشكل عام.
أخشى ان تكون النتيجة عكسية بدلاً من الخوف أن تنقسم اليمن الى دولتين لما قبل 1990 سيكون الأخطر أن تصبح الأقاليم دويلات غادرت الوطن الأم ما لم تحصن هذه الفيدالية بعدالة توزيع الثروة وقدسية السيادة الوطنية وحسن إختيار الكفاءة الإدارية الوطنية والقضاء على ثقافة التحريض التي تهدد السلم الإجتماعي وغرس ثقافة الولاء الوطني للدولة الإتحادية وهيبة الجيش الذي يحمي كل تراب الوطن.
على القيادات السياسية والحزبية إذا هم يريدون بناء دولة مدنية حديثة عليهم بالتركيزعلى الإنسان وليس على الجفرافيا وثقافتها المناطقية التي تهدد السلم الإجتماعي ويغلبوا مصلحة الوطن على كل المصالح الأنانية.
والإنسان الذي أقصده هنا هو الكادر المهني الذي يتم إختياره على أسس المهنية والكفاءة للإدارة الأقاليم او الدولة بشكل عام.
والسؤال هنا لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني في حالة تم إعتماد الأقاليم من الذي سيتولى شؤون حضرموت عدن تعز صنعاء صعدة عمران وغيرها من المحافظات أعرف ان تعز سوف يديرها ابن تعز وحضرموت ابن حضرموت وصعدة ابن صعدة وعمران ابن عمران وعدن ابن عدن وكذلك كل المحافظات ليس هذا ما اقصده هذا أمر طبيعي في الفيدرالية الذي اقصده هنا والخطير على مستقبل الوطن والتنمية والإدارة هومن في تعز هذا التعزي ومن في عدن هذا العدني وفي حضرموت من هذا الحضرمي وفي صنعاء من هذا الصنعاني وفي صعدة من هذا الصعدواي وكذلك في كل المحافظات.
ماذا سيستفيد أبناء حضرموت من إقليم يتولى شؤونه مسؤولين حضارم عليهم قضايا فساد وإنتهاك لحقوق المواطنة ماذا سيستفيد أبناء تعز من إقليم تعز ويتولى المسؤولية عليهم أفسد أبناء تعز في الإدارة المؤسسية والمجتمعية ماذا سيستفيد أبناء صنعاء من إقليم يتولى شؤونه أفسد أبناء صنعاء وكذلك كل المحافظات لأن الهروب سيكون من فساد المركزية الى فساد المحلية بل المحلية أفضع لأنها تستند الى شرعية جديدة تحت كل المسميات!
هل هناك معيار وطني مهني للإختيار ام الإختيار سيكون حسب الإنتماءات الحزبية والمناطقية والقبلية والجهوية وهذا يعني فشل للدولة وتهديد لمستقبلها وسلمها الإجتماعي.
وكما اشتكى أبناء تعز من مركزية صنعاء سيأتي اليوم الذي يشتكي أبناء شرعب من أبناء الحجرية او أبناء الحجرية يشتكون من أبناء شرعب في السيطرة على المناصب وإدارة المحافظة في داخل الإقليم لأن عقلية الإدارة ملوثة بالمناطقية والحزبية وليست الكفاءة والمهنية لايمانع أن يكون كل من يدير تعز من منطقة معينة مادام فيهم الكفاءة والمهنية ومحددة في دستور وضوابط تنفذ لا حبر على ورق لكن المستقبل الخطير على الوطن هو قوة النفوذ من ستفرض السيطرة المحلية في كل الأقاليم !
وعلى رئيس الجمهورية والقيادات السياسية والحزبية وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الإنتباه لهذا الخطر قبل التقسيم الفيدرالي وإيجاد الحلول و يتحملون كل المسؤولية الوطنية التاريخية لمستقبل اليمن إذا لم توضع ألية واضحة ومدروسة للتعيين كل مناصب الدولة في الفيدرالية الإتحادية.