" وثيقة بنعمر " لا حلول ولا ضمانات

2014/01/04 الساعة 10:47 مساءً

كثر الحديث والجدل والاخذ والرد حول وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية والمعروفة بوثيقة بنعمر , والحقيقة ان كل هذه الضجة  ليس مرجعها  القبول او عدم القبول لما تضمنته الوثيقة ( كوحدة واحدة ) وانما مرجعه ان مضمون الوثيقة غير واضح وغير محدد في اكثر النقاط المحورية التي تتضمنها  .

من يعترضون على وثيقة بنعمر هم في الحقيقة يعترضون على نقطة او مجموعة نقاط فيها , ومن يقبلون بها هم ايضا ذات الشيء , بينما مضمون الوثيقة يجعل من غير الممكن اتخاذ موقف بالاعتراض او بالقبول للوثيقة  ككل , لان هناك اكثر من نقطة محورية فيها تحتاج للتوضيح حتى يمكن القول بانها مقبولة او انها مرفوضة , وبعبارة اخرى يمكن القبول او الرفض لبعض الوثيقة ولا يمكن ذلك للوثيقة كوحدة واحدة .

ما ارجحه انا ان هذه الوثيقة " المقترحة "  لم تأتي كخطوة  من خطوات الحل  القضية الجنوبية بقدر ما كانت خطوة في مواجهة " الهبة الشعبية " في المحافظات الجنوبية  , والهدف من هذه الوثيقة كان تحريك بارز للقضية الجنوبية  - لذات التحريك -  يعيد  الامل الى  من فقدوا الامل  في الشارع  الجنوبي  من  قدرة مؤتمر الحوار الوطني  على انتاج حل لمشكلة الجنوببغرض الحد من التداعيات التي قد تترتب على  " الهبة الشعبية  "  ,  وهذا الامر هو ما يمكن ان نلحضهمن خلال الاستعجال في العمل على الوثيقة , ومن  خلال الاكتفاء بماامكن من التوقيعات عليها لإعلانها ,ومن خلال  عدم الاعلان عن انها مجرد " مقترح " سيعرض على فريق القضية الجنوبية للقبول  او الرفض .

لست بصدد توضيح غموض وعدم واقعية هذه الوثيقة , وان كل هذا التدافع الحاصل بين الاطراف السياسية حولها ليس الا نوع من المحاكمة على النوايا لا اكثر ,  و ما  اريده هو  توضيح ان كل هذه الضجة حولها  لامبرر لها , فالوثيقة  لم تحسم في اي تفصيل من تفاصيل القضية الجنوبية , واكثر من طرح الحل الاتحادي بصورة صريحة لأول مرة  في وثيقة بهذا المستوى من وثائق  مؤتمر الحوار لا يوجد شيء , وحتى هذا الطرح عن الحل الاتحادي يضل غير واضح فيما اذا كان  " فيدرالي " او " كونفدرالي " , لاعتبار ان هناك عبارات و مقترحات  في الغالب  توحي بالأول  ولكن هناك عبارات و مقترحات  توحي بالأخر او انها  تتناقض مع الاول   .

هذه الوثيقة لا تضيف اي شيء محدد وواضح  , ولا تحقق اي تقدم في مسار حل القضية الجنوبية عمليا , وكل ما فعلته على وجه التغليب هو انها جمعت كل تفاصيل ومقترحات الحلول  للقضية الجنوبية في " ورقة  " واحدة ,ولا زال مطلوب من مؤتمر الحوار الوقوف امام القضية الجنوبية في نفس الموضع الذي كان عليه قبل هذه الوثيقة .