( في هذا السياق الهام أوجه هذا التنويه اللازم إلى جميع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل القائم حاليا في صنعاء, كما أرفع هذا البلاغ الغاضب إلى من يهمه الأمر وأصحاب الشأن في هذا الوطن المعطاء !) . وللسادة والسيدات الكرام في مؤتمر الحوار الوطني بفندق الموفنبيك أوجه خطابي هذا فأقول لهم جميعا وعلى حد سواء, لمن هم في هيئة الرئاسة أو كانوا في جموع المتحاورين :هناك من يسيء اليكم كأفراد وشخوص كما يسيء ايضا للحوار كقيمة انسانية وحضارية راقية, وهم رفاق لكم وجزء منكم ورواد من بين صفوفكم يجلسون معكم إلى طاولة الحوار ولكنهم لا يشعرون بأدنى مسؤولية نحوا أهلهم والمجتمع, ولا تهمهم مطلقا المصلحة العامة وقضايا الوطن .. كما انهم ايضا غير جادون في تعاملهم مع قضايا الحوار ومصالح الشعب العليا, ولذلك فأن عقولهم لا تفكر مطلقا بقضية مجتمعية, وقلوبهم لا تخفق كثيرا بمشاعر حب الوطن أو تهتم لأحد من العامة, كما أن عيونهم لا تنظر ووجدانهم لا يشعر ويهتم إلا بأمين الصندوق ولا أحد سواه في مجتمع الحوار ذاك !؟. نعم هم مهمومين ومشغولين بقضية واحدة فقط طوال اليوم ,وهي, كم سوف يستلمون من النقود الاجنبية في بداية اليوم! ثم ينشغلون في نهايته بالسؤال عن سعر صرف عملة الدولار الأخضر ! ولا شيء غير ذلك يسكن ضمائرهم الضائعة أو يشغل عقولهم الخاوية أو يحدد مواقفهم المنافقة. ولذلك نجد تلك الفئة الفاسدة من المتحاورين, ومع وصول الحوار (اليوم) إلى نهايته الطبيعية ومحطته الأخيرة, يسعون بغوغائية مزعجة وانتهازية مفرطة لتمديد الحوار دون مبرر يذكر أو سبب يعرف فيتم إشهاره على الملأ ويقنع أحد من الخاصة أو العامة بوجاهته الإيجابية وفاعليته المفيدة, بل يتمادون في فعل ذلك لمآرب شخصية وأهداف ذاتية, أقل ما يقال عنها إنها تنطلق من دوافع أنانية ومعبرة عن نزعات عدوانية في مبررات سطحية لا يستصيغها المرء ولا يقبل بها العقل والمنطق . نعم أولئك النفر المشاكس والجمع المشاغب يختلقون القضايا من العدم ويفتعلون المشاكل الجوفاء ولغرض واحد فقط هو التمديد لمزيد من الوقت الاضافي لتحقيق المصالح الخاصة ولكسب المزيد من النقود الحرام !. مع العلم أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية رئيس الحوار قد أشار أكثر من مرة وبعد استكمال المدة المقررة للحوار وهي الستة الاشهر التي نفذت منذ مدة طويلة مضت, بأنهُ ؛ قد تم استنفاذ الميزانية المخصصة للحوار(وأكثر من مرة) والممولة من الجهات الخارجية الداعمة للحوار وكذا من الحكومة اليمنية ولم تعد تتوفر لدينا الموارد اللازمة والقدرة المادية والسيولة المالية لتغطية تكاليف الحوار أكثر من هذا الوقت الذي تجاوز حده كثيرا ! . ثم أعاد هذا التنويه الدكتور أحمد عوض بن مبارك أمين عام الحوار في مؤتمره الصحفي يوم أمس ! . فهل تعون بعد القضية وتتفهموا جوهر الأمر, فتكفوا عن هذا التسويف الأرعن وتخجلوا من تلك المماطلة الغريبة, وتتكلون على الله وتعزمون الأمر, فتكملوا الحوار وتعلنوا عن اختتام أعماله, فقد نفذ الوقت كما نفذ المال كما نفذ صبرنا.. (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا) . وللمتحاورين المعنيين بهذا الشأن نوجه النصيحة لهم فنقول : ريحة فسادكم قد فاحت كثيرا وانتشرت في كل مكان, وعرف عنها جميع أفراد الشعب الصغير منهم قبل الكبير, فعجلوا باختتام أعمال الحوار قبل أن تخسروا جهودكم الحميدة وتضيع عليكم أعمالكم الخيرة فتذهب ريحكم الطيبة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . أيها المتحاورون الكرام عجلوا باختتام أعمال الحوار أثابكم الله وأكسبوا الأجر في الدنيا وفي لأخرة . نعم أيها المتحاورون لقد نفذ الوقت والمال والصبر, فماذا أنتم فاعلون ؟. (عندما أكون في حالة إفلاس شديد – حراف حاد - ويطالبني أحد أبنائي الصغار بالنقود أقول لهم بتلقائية طبيعية تعودت عليها - ما فيش فلوس يا حبيبي ما فيش فلوس - فأجدهم يعوا الأمر بذكاء فطري متناهي, وفي بساطة شديدة يتفهموا وضعي ذاك ويقدروه, ولا يفتعلوا أي مشاكل أو يظهروا شيء من الانزعاج أو يمارسوا الإزعاج, بل ويذهبوا عني بهدوء ودون أدنى تردد) [email protected] والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق .