الحكاية الخامسة من مؤتمر الحوار الوطني " وقائع الجلسة الثانية مخدرة بلا ولي ولا والي "

2013/06/23 الساعة 06:26 مساءً

 

تبدأ الحكاية الخامسة  من مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، بعد انتهاء وقائع الجلسة الثانية ، ولست بحاجة إلى شرح ما حدث في الجلسات ، لان عدسة كاميرا الشاشة الصغيرة كانت أبلغ مني في التعبير، ترى هل يستطيع منذوبي الدول الراعية لمؤتمر الحوار الوطني تفسير ما حدث في قاعة أحداث الجلسة الثانية  ومعرفة مؤشرات تلك الوقائع ؟ ، وهل يستطيعوا تحديد أتجاه مسارات مؤتمر الحوار اهي متجه صوب النجاح أو الفشل ، وتقييم مؤتمر الحوار؟ فالنجاح أو الفشل لا يقتصر على إنسحاب مكون أو مكونين ، وإنما شمل حتى مجريات سير وقائع المؤتمر؟ مؤشر النجاح هو الفعل على الارض من اجل أولئك البسطاء ، هو اتخاذ قرارات حاسمة تجاه العبث والظلم والفساد ، والمرحلة الانتقالية ليس شماعة لصعوبة الوضع كي يعبث العابثون ويستشري الفاسدون وتتسع رقعتهم  ، بل هي مرحلة لإصلاحه وتصحيحه ، حتى وأن تطلب الامر استخدام عصا من حديد ضد العابثين والفاسدين والمتنفذين وليس ضد الناس / الشعب .  .

الجلسة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني يعجر القلم عن رص الكلمات لوصفها ، حكايات ولا حكايات الف ليلة وليلة ، كل صباح يشبه عرس أختلف فيه اهل العروس والعريس ، حينا على اختيار الفنان وفرقته ، وحينا أخر على اختيار القاعة والمدعون والمدعوات ومن سيستقبل المعازيم وعلى نشرة العرس *"1" ، وأجرة المشترحة والطبالات ، وبلاطجة عائلات العرس ومن سيقدم فقراته ومن هو الشاطر الذي سيلم النقطة *"3"...,إلخ ، بلى كان الوضع أشبه بالمخدرة * "2" إلى حد كبير، لا تجد شيء له علاقة  بشعار مؤتمر الحوار الوطني  " شركاء في المسؤولية ، شركاء في صنع المستقبل " ، نعم نحن نتحمل جزء مما حدث  ولكن تتحمل الامانة العامة وهيئة رئاسة المؤتمر الجزء الاكبر منه ، لديهم نظام داخلي لم يلتزموا به ويخترقوه بشكل دائم واستمرار دون أدنى اهتمام  ودون إبداء الحرص وليس الحرص الشديد بأن تنقل وقائع الجلسة العامة  نقلا مباشرا وحيا إلى الشعب ، " ليس في هذا أي شفافية ، بل استخفافيه بعقول الناس / المشاهدين " ، حتى نقاط النظام التي قدمها الاعضاء لم يتم النظر فيها أو مراجعتها للتخفيف من وطأة حدة الاحباط واليأس لدى المشاهدين ، كان الاولى الاستماع للملاحظات ويليها التصويت على القرارات وإعادة مالم يتم التوافق عليه إلى الفرق لاستكمال ما تبقى وما أستجد وكتابة تقرير تكميلي تضع لجنة التوفيق بصماتها عليه ، لا أن تتدخل لجنة التوفيق بهذا الشكل السافر وتضيف وتحذف وتبدع في القرارات والتقارير مثل ما حدث في تقرير فريق قضايا ذات بعد وطني والمصالحة الوطنية و العدالة الانتقالية ، ذلك الفريق الذي لم يناقش قط موضوعه الاساسي  " العدالة الانتقالية وآلياتها وعكسها على جميع قضايا المجموعات " طيلة فترة " 3أشهر" من عمر مؤتمر الحوار الوطني ، ظل الفريق يناقش الاجراءات فقط وفجأة جاءت هذه القرارات ليتم مناقشتها وتعديلها وتنقيحها والاضافة عليها من قبل الفريق ورفعه للجنة التوفيق وإعادته إلى الجلسة العامة الثانية وحدث ما حدث " واتذكر جيدا حين جاء مقرر هيئة الرئاسة يشخط ويصرخ فينا يستعجلنا على كتابة التقرير وكأننا طلاب مدرسة " ، و انتهى الامر بالفرض بأن يناقش الفريق قانون المصالحة الوطنية التي جاء به رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني بعد الجلسة العامة الثانية "عذرا أقصد المخدرة " هكذا دون أي مقدمات ، ولا أعرف لماذا يكبد الرئيس نفسه كل ذلك لأنه في الاخير هو الذي ستعود إليه قرارات اللجنة التوفيقية للفصل فيها وفقا للنظام الداخلي ، ناهيك عن تقرير بناء الجيش والامن الذي لم يعرض على لجنة التوفيق ومع ذلك تمت مناقشته ووضعت الملاحظات عليه ، كان من الافضل نزول وزيارة لجنة التوفيق " التي تأخر استكمال تشكيلها كثيرا على حساب أعضاء الحوار وجهودهم " إلى جميع الفرق لمعرفة القضايا محل الخلاف ومعالجتها ابتدأ / كما هو منصوص عليه في النظام الداخلي ، عوضا من أن يتم التعامل مع الاعضاء من برج عاجي لأننا في الاخير جميعا متساووين في الحقوق داخل قاعات مؤتمر الحوار الوطني ، طالما وإننا ننشد صنع المستقبل بالمساواة والعدل ، وتقرير القضية الجنوبية التي لم تعد تحتاج إلى تشخيص وتلخيص جذورها ومحتواها ، لان الجميع يعلمها عن ظهر قلب دونما حاجة للأبداع والتأليف ، وكان من الافضل لضيق الوقت المتبقي لمؤتمر الحوار وضع المعالجات والحلول ومناقشتها لأهميتها وربطها مع المخرجات التي تناولتها قرارات الفرق الاخرى ، والوصول مباشرة إلى ما هو مطلوب احتراما لعقول الاعضاء والمشاهدين ، وإزالة احتقان الشارع  في الجنوب ، وبعث نفحات الامل في نفوس الناس بأن المستقبل سيكون لهم ومن حقهم خارج المخدرة ،  وإلا كان من الأفضل أن يكون شعار مؤتمر الحوار الوطني " هم شركاء في المسؤولية وصنع المستقبل / مع استثناءنا " نحن" .

 ومن يصدق بأن كل ذلك يحدث أمام الخبراء الاجانب الدوليين والاقليميين المنشغلين بالاحاديث الجانبية والتفكير بالنقطة التي ستكون من نصيب من ؟

و قبل عمل الفرق ورفع المخدرة رسالة ختام / الفرح وأهل الفرح والعريس والعروس/ وعم برعي والمعازيم ، وأهل الحتة / وأنا وأنتم وكل الجدعان / وبتوع الشرايط السودا والحمرا والخضرا ، والتنمية بلا هيمنة ، والهيئات واحتكارها / وصعده ومشايخها / والجيش والامن والحفر والدفن  / وبتوع  الحقوق المدنية القبلية والعدالة الحزبيه / والكهربه المطفية وجنيتها / والمكونات وحالتها وخالتها  وكمان عمتها / والدولة ، وبناء الدولة / والمقاولة الحوله  / والقضية الجنوبية في جولة واحد يرفس والثاني بيشوت حكوله  / والخبراء الاجانب دول لهم في الحب جانب واحد متعجب والثاني شامت / وهزي يا وز على أدر العز، وخمسمائة ريال ونص وكيلو كباب وكفته ، وأزازتين كولا بلدي ، لأولاد بلدي  / وسلام مربع لوالدي ولولدي  / وآه آه آه آه على مستقبلك يابلدي .......وسمعني أحلى تم تترم ترمم ، بم ، بم ، بم ، ترمم بم بم  بم ، ترم .    

 

                                                   إعداد : الناشطة الحقوقية المحامية / عفراء الحريري