وحدات الجيش المتواجدة مع لجنة الوساطة الرئاسية بدماج في الحقيقة هي
قوات حفظ سلام ، لما تقوم به على أرض الواقع ، هذا إن لم تكن في نظر
البعض غير ذلك بسبب موقفها من تهجير السلفيين من دماج على يد مليشيات
الحوثي المحتلة .
وما قام ويقوم به الجيش اليمني في دماج دماج لا يرقى إلى أن يكون من
واجبات الجيش الوطني تجاه وطنه ومواطنيه، والذي يتمثل في الدفاع والحماية
، ومن العيب أن نصف الجيش اليمني بحماة الوطن في ذلك الموقف وهو لم يرقى
إلى هذه المنزلة، ولم يقوم بواجبه في حماية بلاده وشعبه من عدوان
المليشيات المسلحة، والأجندة الخارجية وأياديها العابثة في الداخل .
وفي هذا المقال يجب أن ننسى شيء اسمه وحدات من الجيش اليمني في دماج،
وسنطلق عليها صفة وحدات من قوات حفظ السلام، وقد يكون هذا لائق ومتناسب
كثيراً مع العمل الذي تقوم به والمهام التي تزاولها هذه الوحدات
العسكرية، والذي يشبه كثيراً دور قوات حفظ السلام الدولية في الكثير من
القضايا العربية والدولية، والذي تظهر فيها مائلة إلى الجهة الأقوى .
قوات حفظ السلام اليمنية بعد وصولها منطقة دماج ودخولها بين طرفي النزاع
كانت تقود مبادرة سلام تنص على تسليم طرفي النزاع لمواقعهم العسكرية،
ولكن مساعيها باءت بالفشل، بسبب ضعف هيبتها على أرض الواقع، وأخيراً
توصلت قوات حفظ السلام في دماج إلى تهجير أحد طرفي النزاع بعد تفويضه لها
في حسم القضية، وأقدمت على ذلك دون النظر فيمن يستحق التهجير والترحيل،
الطرف الغازي والمعتدي أم الطرف المدافع عن عرضه وأرضه ؟؟.
وبعد التفويض وضعت قوات حفظ السلام اليمنية وثيقة حل كامل شامل، تحتوي
على العديد من البنود المهمة لحل القضية واستئصال جذورها، وتم التوقيع
على الوثيقة من قبل طرفي النزاع في المنطقة، وقد كان من أهم بنود القضية
استلام قوات حفظ السلام لمواقع طرفي النزاع والتمركز فيها .
هذا البند الذي ينص على تسليم مواقع طرفي النزاع لقوات حفظ السلام كان هو
الحل الوحيد الأمثل والأفضل الذي وضعته قوات حفظ السلام في المبادرة التي
باءت بالفشل قبل تهجير السلفيين وترحيلهم من دماج .
ومن المستحيل أن يسلّم الحوثي مواقعه بعد أن نزلت الحلول عند رغبته، هذا
إذا لم يستحوذ الحوثي على مواقع السلفيين في دماج .
قمة المهزلة والاستخفاف بالعقول أن نكون على ثقة من أن قوات حفظ السلام
اليمنية ستتسلم مواقع ومراكز طرفي النزاع بعد تهجير السلفيين، ولو كانت
على ثقة من استلامها لما كانت هناك من حاجة إلى تهجير السلفيين .
بعد أن جاءت حلول قضية دماج تلبّي رغبات الحوثي لا نستبعد سيطرته على
مواقع السلفيين، وطمعه الكبير في طرد قوات حفظ السلام اليمنية من الوسط،
وتهجيرها من دماج بعد أن صَغُر مقامها أمام ناظريه لمواقفها الركيكة
..!!.
بهذا أصبحت قوات حفظ السلام تواجه خطر كبير بسبب همجية الحوثي واستخفافه
بها، إلى حد قيام مليشياته بمحاصرة وحدات الجيش التابعة لها ومنعها من
الانتشار والقيام بمهامها في تنفيذ بنود الاتفاق حسب تصريحات يحيى أبو
أصبع رئيس لجنة الوساطة وقد اتهم الحوثيين بالتململ والتراجع والعنجهية،
وبأنهم يسعون إلى طمس أي رمزية للدولة .
وهذا يستدعي تدخل ألوية من القوات المسلحة اليمنية إلى جانب قوات حفظ
السلام هناك لحفظ السلام وبسط نفوذ الدولة، أو حتى تزويدها بوحدات عسكرية
من الجيش اليمني لمساندتها لتنفيذ مهامها أو على الأقل حمايتها من عدوان
مليشيات الحوثي قبل أن يصبح مصيرها التهجير ..!! .