لقد أثبت الحوثيون أنهم كائنات تعيش على القلاقل والاضطرابات والأراجيف والدماء وهو ما ظهر جلياً ويظهر كل يوم من مشروعهم الدموي الإستئصالي ,الذي لا يقبل الآخر ولا يقبل منه..
فهم لا يريدون للحوار النجاح, ولا يريدون للبلاد الأمن والاستقرار, لمعرفتهم وإدراكهم أن مشروعهم التطهيري سيفشل ويتلاشى بوجود الأمن والأمان والسلامة..
فكتبهم التي يدرسونها تحدثهم أن مهديهم المنظر.. لن يظهر عليهم إلاَّ بوجود الخراب والقتل والفساد والدمار في الأرض.. ولذا فهم يتقربون بما يُعجِّل خروج إمامهم الذي قد تجاوز عُمْرُهُ عُمْرَ نوحٍٍ عليه السلام..!
- الحوثيون لم يكونوا مع الحوار الوطني من البداية.. مقاطعات وتغيب وتهرب وتعذر ومماطلة.. فما قاموا به ما هو لعبة من لعبهم الوسخة, يد تحاور ويد تسفك الدماء..!!
- واغتيال الدكتور أحمد شرف الدين, مؤامرة مقصودة, هدفها إفشال الجلسة الختامية للحوار الوطني.. لمعرفتهم ما سيترتب عليها..
شرف الدين كان في طريقه للتوقيع علي الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني وهو ما يرفضه الحوثيون ..
- وقد كشف عبد الملك المخلافي عن أسباب الاغتيال..أن الدكتور شرف الدين, كان قادما إلى مؤتمر الحوار للتوقيع على وثيقة الضمانات, ولا صحة لما قاله عبد الكريم الخيواني, من انه كان رافضا لها, ويبدو أنه اغتيل لأنه أراد التوقيع وأعضاء الفريق التسعة عشر.
ولعل الاغتيال سبقه تهديد بالتصفية ما لم يحدث تراجع عن التوقيع من قبل الدكتور وهو ما اتضح من كلمة الخيواني..!
وكما يظهر جلياً - أيضا - من خلال كتابة ابنه حسن - الوزير المستقبل - الذي كتب على صفحته في الفيس بوك, قبل سويعات من حادث الاغتيال, وقد قال: "أرجو أن يكون صباحكم ويومكم .. خال من المدعين والمنافقين والكاذبين ..خال من المرائين والنمامين والمغتابين ..خال من المتسلقين وا?نتهازيين والوصوليين ..خيالي أنا .. أليس كذلك ؟".
وهي كلمات ممزوجة بالقلق والترقب مما سيحدث..!!
- ليس غريباً.. فقد قام أتباع المهدي المنتظر, بقتل الملحق الإيراني من قبل, حتى يفتحوا مواجهات جديدة مع السنة بعد فشلهم في صعده, ثم قتلوا جدبان لأنهم لا يريدوا منافساً لخستهم المتوارية في الكهوف, ثم جاء الدور المُرَتَّب والمُعَدّ بدقةٍ لأحمد شرف الدين, فتوقيت الاغتيال بالمخرجات النهائية للحوار وبالتوقيع على الوثيقة وتحديد الشخص والمكان, كان مدروساً بعناية دقيقة وفائقة ..!!
حضور الرئيس عبد ربه منصور للحوار كان صفعة كبيرة.., لأنه لم يكن مرتبا كما أكده أمين مؤتمر الحوار الدكتور احمد عوض بن مبارك, حيث قال: لم يكن هناك مخطط أن يحضر الرئيس هادي للجلسة وكان من المفترض أن تكون هناك جلسة في الغد يحضرها الرئيس لكن اغتيال الدكتور احمد, اضطر الرئيس للحضور.
وهو ما قوض المخطط الهمجي الذي كان يسعى له أتباع الغائب.. فقد كانوا متهيئين نفسياً وجسدياً للانسحاب من قاعة المؤتمر بعد جريمتهم ,متذرعين بالحماية لهم ,وأملاً منهم أن تحدث فوضى وارتباك ..!
ليتمكنوا بعدها من مواصلة القنص والتصفيات والاغتيالات الممنهجة, والمخطط لها مسبقاً بعد دخول البلاد في دوامة, ثم الترويج الإعلامي لذلك..!
- كما أن رد الرئيس هادي على انسحاب الحوثيين كان موفقاً ومتعقلا ومعبراً عن روح وطنية غيورة, رغم حماسته حينما قال: من ينسحب من الحوار يسمح لقوى الشر بالسيطرة, والخروج والهروب هو الضعف والتسليم لقوى الشر بالقيادة, ومن أراد الخروج يخرج والحوار سيستمر..!
لقد كان كلامه بسيطاً لا تكلف فيه, وقد ظهر عليه حديث المتألم المحزون لما يجري, كما ظهر عليه الحرص على وحدة وسلامة اليمن أرضاً وإنساناً, كما أنه تكلم بصراحة تامة على الأوضاع التي مرت بها البلاد, وكيف تسلَّمها.., وقد عبَّر عن كلمته التي سبقت الكلمة الرسمية بأنها من القلب إلى القلب.. وقد كانت أبلغ من الكلمة الرسمية المقروءة ..لأنها كانت مكاشفة ومصارحة ..!
- الحوثيون ومناصريهم والداعمين لهم.. فضحوا بكلمة الخيواني.. وفضحوا بكلمة ابن الدكتور شرف الدين.. وفضحوا باستباقيات الأحداث..!
فشلوا فشلا ذريعا .. فشلوا بحضور هادي الغير متوقع.. وفشلوا بالانسحاب الغير موفق.. وفشلوا بتذرعهم الكاذب بالحماية لهم.. وفشلوا باستكمال جلسة الحوار.. وفشلوا بشائعاتهم الإعلامية الكاذبة والمنحطة.. وفشلوا بوعي وإيمان وحكمة أبناء اليمن العقلاء..!!
أيها الحوثيون: لقد أصبحتم أقراصاً مضغوطة بالحقد واللؤم..!!
أيها العبيد: لن تقدروا على تغيير منحة ووسام رسول الله لليمنيين.. فالإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان..!!