(عرفت الشهيد الدكتور احمد شرف الدين عن قرب رجل شجاع في مواقفه وعالم شفاف في فكره, يحمل فكر لا يساوم أبدا في تجسيد الحق, ويمتثل لمواقف لا تهاب أحدا في قول الحقيقة .. فهل كانت خصاله الحميدة وصفاته الشجاعة تلك هي السبب الوحيد في مقتله !؟ ) . هل كان هدف المجرمين قتل الشهيد احمد شرف الدين أم خطفه ..؟ وبين الرصد والتربص للقتل العمد لإبعاد الشهيد نهائيا من المشهد الساسي الراهن , والعمل على الخطف من باب الرغبة والحرص على الاخفاء الموقت للشهيد من مسرح الحوار الذي يوشك على انهاء اعماله بالتوقيع على الوثيقة النهائية للحوار وهي مسك الختام .. تكمن عوامل كثيرة تشير بجلاء للمخططين للجريمة وللجناة ..بل وتوضح الهدف الاول والاخير من العملية برمتها .. وهنا تشكل الاجابة على هذا السؤال قرينة هامة تساعدنا نحن رفاق الشهيد وزملائه ومحبيه كما تساعد ايضا الأجهزة المعنية على معرفة هوية الجناة .. ولكنها ايضا اجابة تزيد من غموض القضية لسبب بسيط وهو ان هذه القرينة كما تشير لأكثر من فاعل يشترك في المصلحة الواحدة التي تتحقق من الهدف النهائي من وراء هذا الفعل الاجرامي سواءً كان بغرض الاخفاء المؤقت (الخطف) او التغييب النهائي للشهيد من المسرح السياسي (القتل) ! فهي ايضا (هذه القرينة)تشير بأصابع الاتهام لأكثر من جاني يقف وراء هذه الجريمة سواءً بالتخطيط أو التنفيذ! . ويبقى السؤال الملح : هل تم قتل الشهيد احمد شرف الدين لأنه رفض التوقيع على الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني كما يقول الأخ علي البخيتي ؟ أم أن هناك محاولة تمت لخطفه عندما كان ذاهبا في طريقه للتوقيع على تلك الوثيقة (حيث بات من شبه المؤكد انها كانت السبب الوحيد لاغتياله) فقاوم ذلك الاختطاف الغادر بعناد غربيب فكان القتل البشع مصيره المحتوم ايضا, كما يقول الأخ عبدالملك المخلافي رئيس لجنة اعادة صياغة تلك الوثيقة الحوارية ؟ . كما أعتقد أن منشورات الزميل علي البخيتي (الناطق الرسمي لجماعة الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني) على حائطه في شبكة التواصل الاجتماعي - الفيس بوك - تكشف عن الكثير من الأمور الخفية في هذا الجانب وتجلي بعض من خفايا هذا السر الغامض! . ولنتجنب كل هذا الغموض ونتخلص من كل هذه الحيرة علينا فقط أن نطبق القاعدة الجنائية الأشهر وهي ايضا إحدى القواعد الفقهية المعروفة والتي تقول : إذا أردت اكتشاف الجاني عليك معرفة من المستفيد من الجريمة . نعم علينا أن نعرف فقط من هو المستفيد من وراء هذه الجريمة النكراء وعملية اغتيال الشهيد الدكتور احمد شرف الدين فنعرف تحديدا من هي الجهة الخبيثة المخططة لاغتياله ومن هو الجاني الآثم . ولكن المستفيدين في هذه الحالة أو الذين من مصلحتهم تغييب الدكتور احمد شرف الدين عن المشهد السياسي الراهن وافشال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقيام المجتمع اليمني المدني الحديث وعوضا عنه قيام حرب أهلية كما يريدون تقسيم الوطن وتشرذم أهلنا في اليمن هم كثيرون ويمثلون جهات واطراف عديدة في النظام السابق والحالي متضررة من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني إلا انهم معروفين لدينا جميعا وعلينا فقط أن نشير لهم بأصابع الاتهام حتى يكفوا عن أعمالهم الاجرامية المشينة وينالوا عقابهم الرادع وقبل ان يستفحل الأمر وتصبح كارثة تحرق الجميع ونعجز عن ايقافها لاحقا, ولذلك فإن من الحكمة والمنطق تدارك هذه الكارثة منذ الأن, ولا نامت أعين الجبناء . دعوة حصيفة : الدعوة التي وجهها بعض الزملاء الكرام من أصدقاء الشهيد بعدم الاستمرار في نشر صورة الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين في وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى ذلك النحو الذي يثير المشاعر والوجدان, مما يعمق أكثر من جراح أسرته ويزيد من أحزانهم, ومن الأفضل التوقف عن ذلك، فالجناة تجاوزا كل أفعال البشر القبيحة والمشينة في جريمتهم البشعة و النكراء, ولذلك نرى انها دعوة حصيفة لا بد منها ويجب أن نمتثل لها جميعا, كما أنه موقف انساني حميد سيكون من الجميل أن نراعيه ونقتدي به نحن زملاء الشهيد ومحبيه والمدافعين عن الحق والانتصار للحقيقة كافة . والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق .