الكل يدرك أن الفقر والفساد يدمران حياة الشعوب والدول، فالدولة الفقيرة تتآكل من نفسها على المدى والدولة الفاسدة تأكل نفسها بنفسها، وتنتهى كما حدث فى تونس ومصر ولبييا، واليمن خلال العقود الماضية، فالمسئولون وقتها كانوا يحكمون باسم العدالة والمساواة فى التوزيع العادل للثروة وهم أول من استأثر بالسلطة والثروة معا.
كل منابع الثروة الظاهرة والباطنة كانت تذهب أولا لجيوب الفاسدين من كبار المسئولين وصغارهم، لم يكن يصدق أحد أن فلانا يملك حصة فى الحقول النفطية مصدر الدخل الرئيس لمعظم الدول العربية، ولم يكتف المسئول العربى بذلك فقط بل كدس معظم أمواله فى بلاد أخرى، ربما تناسى هؤلاء المسئولين أن ما جمعوه من ثروة وأرصدة يعود لشعب فقير يعانى الجوع، كما أن معظم الثروة صعب استرجاعها أو سحبها بسهولة.
فالمسألة أولا وأخيرا مسألة ضمير، مسألة انعدام الأمانة فى نفس المواطن والمسئول، فديننا الإسلامى يحثنا على الأمانة والعدل والمساواة، كيف توصل الغرب إلى ذلك ولماذا يكتفى كل مسئول غربى براتبه فقط.
نحن أمة أصحاب دين الحق، كان أحرى بنا النهوض من غفوتنا التنموية قبل الغرب أو ما يسمى بالعالم المتحضر.
صحيح أن الكثير أصبح الدين عنده شكلى أكثر مما هو جوهرى لأننا لا نطبق من ديننا سوى ما يخدم مصلحتنا الشخصية فقط.
فالدين عندنا بضاعة يروج لها متى أراد مسئولينا.
لن تنفع كل الثورات العربية ولو أقمنا 100 ثورة فالإنسان العربى غلب عليه الطمع والجشع والفساد، الطامة الكبرى الذى انتشر فى كل المؤسسات الحكومية العربية عامة، ولن يردعه إلا قوة القانون الصارم الشديد، فلن تنفع هذه الثورات طالما الضمير العربى الغالب معدوم.