كان توقيت خاطئ ظهور الزعيم المؤتمري يوم أمس خلال حوار تلفزوني لقناة يملكها هو شخصيا.
ويكمن الخطأ في كون ظهوره رافق اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني والإحتفاء بمخرجاته.
لم يكن الزعيم يريد من خلال ظهوره يوم أمس وفي هذا التحديد الزمني سو? أن يشكك المجتمع اليمني أنه مازال بإمكانه تقديم دورا في المشهد السياسي وفي رسم نتائجه.
مع أن الزعيم المؤتمري في الحقيقة صار عاجزا تماما ولم يعد يمتلك سو? لغة الإيهام التي يريد من خلال ممارسته لها أن يوحي لبعض فئات المجتمع أنه مازال بإمكانه التأثير في المعادلة السياسية وفرض نتائجها، وهذا لم يعد ممكنا بالنسبة له.
كما أن الزعيم يحرص جيدا عل? أن يصاحب لغته الإيهامية نوع من التحدي، وذلك حين قال في حواره يوم أمس :إن الأهم من نجاح الحوار هو تنفيذ مخرجاته، قوله هذا يعود بي إل? زمن التوقيع عل? المبادرة الخليجية حين قال :ليس المهم التوقيع عل? المبادرة الخليجية والأهم هو تنفيذ آليتها المزمنة، مع مقارنتنا لقوة الزعيم وضعفه بين كلا القولين له.
عل? أية حال، فأن الزعيم المؤتمري صار الآن غاب قوسين أو أدن?، وحاله اليوم كما يقول المثل الشعبي :"ما مع المشنوق إلا لسانه "
شيء أخير يغضب الزعيم الصالح 'وهو وصفه في حديثه يوم أمس للمبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر "بالرجل المستفز " ووصفه هذا يأتي بسب أن بن عمر يصف نظام الزعيم السابق بالنظام الفاسد.
المشكلة هنا ليست في جمال بن عمر وإنما في الزعيم نفسه، لأنه مازال غير مقتنعا بأن نظامه كان فاسدا.
فلو لم يكن نظام الزعيم فاسد، لم اندلعت ثورة عرمرمية ضد نظامه وأطاحت بحضرة الزعيم من عل? كرسي الحكم.
أما إذا كان في الأمر شيء غير ذلك، كأن وجود بن عمر في اليمن يشكل ضيقا لنفسية الزعيم "مثلا "، فيجب عل? الزعيم أن يدرك أنه لولا تعنته وحبه للسلطة والمال لم عرفت اليمن وشعبها أي شيء عن بن عمر، مع أن الشعب اليمني صار اليوم ير? في جمال بن عمر يمنية خالصة أشد من يمنية الزعيم نفسه، وصار أيضا يكن لبنعمر كل الحب والاحترام.
أخير.... بقي أمام الزعيم أمرا واحدا يمكنه تنفيذه، وهو أن لا يظهر مجددا ليكشف عن ضعفه المتهالك يوما بعد يوم أمام قوة وإرادة الشعب التي لا تلين ولن تعرف الإنكسار.