تهديد الإعلاميين لن يُكّسِبْ القضيةَ أو يبني وطن ..

2014/01/27 الساعة 11:59 صباحاً

لاشك أن كل مجتمع  ووطن لديه قضيه ومطالب وحاجيات وحقوق ، من حقه أن يطالب بها ويعبر بالطرق المشروعة عنها ، ولن يخلو أي مجتمع في أي بلد غنيآ كان أم فقيرآ عن ذلك .

وليس ذلك بغريب أن يتحرك المجتمع أو ممثليه تحركآ علنيآ سلميآ للتعبيرعن مطالبه من الدوله والتي هي المسؤولة عن دراسة وتنفيذ تلك المطالب الشعبيه ،

ومطالب الناس هنا بالتأكيد تختلف من منطقة لأخرى ، فليس غريبآ أن تكون أولويات وحاجيات مجتمع تندرج في اطار الحياة الكريمه وأهمها توفير وسائل الحياة الأساسيه كالماء والكهرباء والطريق ، ولا يهمهم بعد ذلك الشأن السياسي أو من يحكم البلاد مادامت اساسيات مطالبهم قد توفرت . وآخرون في منطقة أخرى من أي وطن مطالبهم

تختلف كلية عما قبلهم فالكهرباء والمياه والطرق متوفره لديهم ولا خلاف في ذلك ، فتجدهم يعبرون عن درجة أخرى من المطالب ، تندرج عند الآخرين من قبلهم بالترفيهيه كالحدائق والملاعب  وأشكال الزينه وغير ذلك .

وهناك فئات من المجتمع لها رؤية مختلفه عن كل هؤلاء ، فأهم مطالبهم هو شأن سياسي حزبي وان غُلِفَ بصورة دينيه أو سياسيه أو ربما مناطقيه وطائفيه ، ومن خلالها ينظرون أو يعتقدون أنهم سيحققون مطالب كل الفئات  .

وكل تلك الفئات من المجتمع يعبرون عن وجهة نظرهم عن قضيه هم مقتنعون بها وليس بالضروره الجميع مقتنع معهم بكل مطالبهم والحقوق اتي يناضلون من أجلها . وبالتأكيد كل فرد أعلامي سياسي له رؤيه تختلف عن الآخر.

وهنا بيت القصيد ، فاذا كنت مؤمن بقضيه ومطالب معينه كفرد أو كمجتمع  فانه من حقك أن تعبر بشكل سلمي وقانوني عن ذلك  ، وفي نفس الوقت فانه من حقي كفرد من هذا المجتمع أو حتى من خارجه أن أختلف معك  فيما تطالب ، وقد يكون اختلافي على البعض وليس على الكل ، وقد يكون أختلافي على الآليه وليس على  المطالب ، وقد يصل الأختلاف بيننا الى رؤيتنا لتلك المطالب من منظار كل فرد ، فربما أرى أنا أن تلك المطالب ستؤدي الى مالايحمد عقباه من فتنه وحروب ، وقد تنظر لها أنت بمنظار غيرك دون أن تعي ، وقد أكون أنا مخطئآ وأنت على صواب والعكس صحيح ، هنا يجب أن ترتقي لغة الخطاب والتخاطب وسنة الأختلاف والنقاش وكذلك قبول الأختلاف

بدلا عن لغة التخوين والتهديد والوعيد بسبب الأختلاف خصوصآ اذا كانت قضيتك عنوانها سياسي بامتياز

فمن لديه قضيه وهو مقتنع بها عليه أن يمارس حقه السلمي والقانوني في التعبير عن قضيته بعيدآ عن لغة التهديد والدكتاتورية الفكريه وأقصاء آراء الآخرين ، فبمثلما نؤمن أن من حقك أن تمارس حريتك في التعبير عن آرائك

 فيجب أن تتقبل من غيرك آراؤهم وان اختلفوا معاك اختلاف كامل . فإجبار الآخرين السير في طريقك وتنفيذ مطالبك وغرائزك بالتهديد والوعيد والسلاح  وكذلك تكميم أفواه من يختلفون معك لايبشر بالخير مطلقآ .

واذا اتجه البعض في بلادنا  أو أي بلاد أخرى مع من يختلف معهم الى لغة الأبتذال والأنحطاط والسب والطعن في الهويه والدين واستعمال لغة التهديد مع من يمارس العمل الأعلامي  فذلك مؤشر الى أننا مقبلين على عصر تكميم الأفواه وتكسير الأقلام ، واذا كان من يمارس هذا الأسلوب أو من يوجه فئات منحطه وصبيانيه لممارسة هذا الأسلوب المتخلف والهمجي هذا ديدنه وقناعاته فكيف به سيقنع الشارع بصواب قضيته التي يناضل من أجلها وكيف لتلك العقول أن تبني وطن وهي تدمره في وجدان المواطن . ؟