باعتراف الكثيرون ان السر نهضة المارد الصيني وتربعه على عرش الاقتصاد العالمي سببه قانون اعدام الفاسدين ففي الصين لا تهاون مع المفسدين ابدا وقانون الاعدام جاهزويطبق على الكبير قبل الصغير لذا ادرك الصينيون
ان لامجال للتلاعب باقوات الشعب وامواله . فكم سمعنا عن اعدامات هناك تم اعدام صاحب شركةالالبان الفاسدة
والمصدر فورا ليكونوا عبرة لمن يعتبر وردعا لضعاف النفوس من عديمي الضمير. ومن قبله تم اعدام وزير و مدير بنك زراعي لفسادهما ايضا. هذه الاعدامات في الصين لكبار المسؤولين الفاسدين جعل الصين تتمتع بقلة المفسدين مقارنة بالكم الهائل من هؤلاء المسؤولين ..
اما في البلاد العربية فحدث ولا حرج الفاسدين يتمتعوا بكامل الحصانة وعدم المحاسبة الفاسد من وزير ومدير تتم مكافاته بنقله الي موقع اكثر مالا واوفر حظا مما يمكن سرقته من منقولات و اراض وعقارات . فقد راينا وسمعنا عن حالات كثيرة من الفساد في عالمنا العربي والعلة دوما تكمن في راس الدولة الذي يمنح الابناء الاقارب والاصدقاء الحق بما هو ليس حق ابدا حيث الغنيمة اكبر والحصانة امنع لوسأل سائل نفسه كمهي حجم الاموال العربية التي جمعت بطريقة غير شرعية من اقوات الشعب العربي الغلبان على امره و الموجودة في بنوك اوروبا وامريكا انها مليارات من العملة الصعبة تتجاوز ال 300 مليار دولار كيف السبيل اليوم لاسترجاعها فالصينيون ادركوا منذ مدة ان لاحل مع الفاسدين والفسدة الا الاعدام ليكون عبرة لمن لايعتبر في المستقبل وما هي الا عدة اعدامات قليلةحتى ادرك الشعب كله ويتعض ويدرك ان جمع الثروة لايكون الا بالجهد والتعب والمثابرة ولاطريق اخر للثراء في الصين فأصبحت الصين حلال ثلاثين سنة فقط احد اكبر اقتصاديات العالم واصبح المواطن الصيني العادي يتمتع بماهو افضل ويوازي شعوب الدول الغربية
فسر نهضة الصين رغم تعداد سكانها الكبيروبكل بساطةهو مبدا(الثواب والعقاب)، فقد تم إعدام رئيس وزراء الصين السابق، لأنه فاسد وتقاضى رشوة، وأى مسؤول لو ارتكب أى مخالفة مالية مهما كان منصبه يقدم لمحاكمة عاجلة وإذا ثبت فساده فالعقوبة الإعدام فورا دون استئناف أو نقض، لأنهم فى الصين يعتبرون الاقتراب من المال العام خيانة عظمى، ونحن في عالمنا العربي للاسف ليس لدينا حتى حق معرفة أسماء الفاسدين وليس محاكمتهم أو إعدامهم..
وطبعاً لو طبقنا قوانين الصين هنا، سنجد معظم اعضاء الحكومات العربية في السجون تنتظر دورها في الاعدام
لذلك اصبح من واجب الحكومات العربية بعد ثورة الربيع العربي اصدار قانون يجرم الفساد ويصل بالفاسدين لحبل المشنقة حتى يعتبر الكل ويدركوا ان المال العام محرم حينها فقط ستقوم للامة العربية قائمة وستصبح كالمارد الصيني !!. ,
والاسف يتجاهل كل المنظرين الاقتصاديين العرب سر نهضة الصين الحقيقة ويعطونا نظريات
وفلسفات واهية ويتجاهلوا عن عمد سر النهضة الحقيقية للصين
وكثير من الدول الاسيوية انه ( الفساد وكيفية مواجهته ومحاربته بشدة وغلاظة القانون لارحمة فيها لاي مسؤول تقلد
مسؤولية برضاه وهو يدرك ان المسؤولية امانة على عاتقه وهي في خدمة الشعب اولا واخيرا لامجال فيها للتهاون وعدم المبالاة والتلاعب بمصائر الشعب ابدا. )..
يقول تعالى " ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ( 38 ) فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ( 39 ) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر
لمن يشاء والله على كل شيء قدير ( 40 ) )
كما ينص
الحديث " أن قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن يجترئ عليه إلا أسامة ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أتشفع في حد من حدود الله ) . ثم قام فخطب ، قال : ( يا أيها الناس ، إنما ضل من كان قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه ، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد ، وايم الله ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها
كما ان الخليفةالفاروق سأل عمرو بن العاص حين ولاه مصر : إذا جاء سارق ماذاتفعل به ؟! قال عمرو :أقطع يده ' فقال عمر: وأنا إن جائني جائع من مصر قطعت يدك '!
فمن المهم والاهم من ذلك كله ان ديننا الاسلامي شرع قطع يد السارق والمعتدي على مال الامة ولو ادركنا ذلك
وطبقنا تعاليم ديننا الحنيف لما اصبحت الامة العربية على ما هو عليه من حال يرثى عليه سبقتنا الامم من حولنا ونحن ما زلنا نكافح الفقر والجهل والعوز وطلب المساعدة من الاخرين شريعتنا الاسلامية ادركت منذ وقت مبكر اهمية العقوبة فهي سبب صلاح الامة فلن يكون بمقدور اي كان مد يده للمال العام او السرقة لانه يعرف
بالعقوبة (فالوقاية خير من الف قنطار علاج ) .
في ماليزيا ادرك احد اشهر السياسيين الناجحين فقد تقلد اولا وزارة التعليم وادرك ان محابة الفساد اول خطوة للنجاح وبالفعل بدأ بوزارته ثم تقلد منصب ارفع رئاسة الوزراء انه مهاتير محمد .. الذي وضع جدولاً لتنمية ماليزيا وجعلها من الدول المتقدمة, وكان هدفه كالتالي:
- أولاً يجب محاربة الفساد المنتشر والقضاء عليه.. وتم منع الفساد والرشاوي وحث الموظفين على ذلك وتحمل الراتب القليل لأجل ماليزيا.. ومن ثم تم إعدام عدد من الفاسدين المرتشين في ميادين عامة أمام الناس وتم تشجيع المواطنين على الإبلاغ عن المسؤولين المرتشين وتخصيص مكافأة لكل مواطن يبلغ عن مسؤول مرتشي أو فاسد !!
وهكذا رويدا رويداً تم القضاء على الفساد ..
- ثم الهدف الثاني: تطوير التعليم في ماليزيا .. ثم تطوير الزراعة .. والسياحة .. والصناعة .. والتقنية ..
عالعموم لا نريد التشعب أكثر, حقق مهاتير أمور كثيرة والآن نحن نرى ماليزيا ذات الـ 28 مليون إلى أين وصلت ...
تقدم صناعي وتقني واقتصادي هائل .. صادرات ماليزيا تعادل صادرات الوطن العربي كله بما فيها النفط !!
الشوارع والمرافق العامة نظيفة , الشعب واعي ومنتج وعامِل .. أكثر من 80% من السيارات داخل ماليزيا من إنتاج ماليزي .. هذه فقط أمثلة سريعة..
والأجمل من ذلك أن الحكومة ذات توجه إسلامي تبنت نهج "الإسلام الحضاري" في البلاد فلم تنبذ الإسلام الذي هو دين أغلبية الشعب ولم تحاربه.. بل شجعت عليه وحمته وشجعت النساء على الحجاب وجعلت المحاكم التي يتحاكم إليها المسلمون تحكم بالشريعة, والاقتصاد اقتصاد إسلامي وتبنّت عملة الدينار الإسلامي في معاملاتها الخارجية, وهي الآن تهدف لأن تكون عاصمة للتمويل والاقتصاد الإسلامي في العالم ..
أصبحت من الدول الصناعية الرائدة والناجحة.. وبات الشعب الماليزي يكنّ كل تقدير واحترام لـ "مهاتير محمد" ..
رغم أن ماليزيا تتألف من 18 طائفة !!
ورغم أن مهاتير يعادي إسرائيل عداء واضح ولا ينال رضا أمريكا ,,
ورغم أن ماليزيا ازداد عدد سكانها من 14 مليون قبل استلام مهاتير إلى 28 مليون عند تركه
في عام 2003 قرر مهاتير بإرادته أن يترك كرسي السلطة رغم المناشدات ولم يتمسك بالكرسي حتى آخر نَفَس أو يطمع فى توريثه