قبل أيام وأنا أتصفح مواقع الأخبار وجدت خبراً في أحد المواقع التابعة لبقايا النظام مفاده أن باسندوه يهدد بالاستقالة من الحكومة بعد تلقيه تهديدات من الشيخ حميد الأحمر وبعد فترة بنفس اليوم وجدت خبراً من نسل هذه المواقع تفيد بأن الشيخ حميد الأحمر يمارس عملية ضغط على الرئيس هادي لإبقاء محمد سالم باسندوه رئيساً للوزراء كونه ممثلة في حكومة الوفاق.
تساءلت حينها كيف يتم إقحام حميد منذ فترة في كل شيء حتى أصبح ماركة مسجلة عند أزلام بقايا النظام وشماعة يلصقوه في كل عملياتهم القذرة وكعلكة سهل المضغ كلما ارتابوا.
لست هنا بصدد الدفاع عن الشيخ حميد الأحمر ولكني بصدد الحديث عن غباء هؤلاء المزايدين بقضايا الوطن المتصيدين من الماء العكر وهذا اللفظ الذي طالما ردده صالح طيلة السنوات الأخيرة من حكمة ناهيك عن المدح الذي ذكره بحواره الأخير عن حميد كما يقال مدح الشخص بالعلن لذمة بالسر وهو ذاك الذي هاجمه ايضا بشراسة.
جعلوا حميد باسلوب أو بآخر هو الثورة وأقحموه بكل صغيرة وكبيرة للنيل منه ومن الثورة الشعبية حتى لاحظت بعض الغوغائيين من شباب الثورة أو من شباب حزب الإصلاح يميلون مع الموجة بسذاجة لا نظير لها حتى استطاع مديري غرف الثورة المضادة من تحويل الثورة ضد نظام علي صالح إلى ثورة ضد حميد الأحمر وعلي محسن.
لن أتحدث عن دور حميد وعلي محسن في دعم الثورة التي هي بالأصح مثلت مخرجاً لهم ولكثير من أمثالهم الذين يخوضون حروباً شخصية منذ أعوام مع أولاد علي صالح ولكني أقولها بكل صراحة أن هؤلاء أذكياء بكل ما تعنيه الكلمة في تعاملهم مع المتغيرات على الساحة حيث كان لبعض المقربين من النظام السابق بالإمكان أن يقفوا موقف علي محسن وغيره ويمارسوا نفس الدور الذي شكك به البعض من ناشطي الثورة.
اليوم وبعد مرور المرحلة الانتقالية الأولى والخروج من مؤتمر الحوار الوطني رأينا ابتسامة تنذر بالعهد الجديد من التسامح الذي يجب أن يكون, ابتسامة طرفاها الجنرال علي محسن ورئيس مجل النواب يحيى الراعي يتوسطهم رئيس مجلس الشورى وبدلاً من بدء مرحلة جديدة عكف أنصار النظام السابق بكيفية شحن الجو للبدء بمرحلة جديدة من الصراع لإفشال تحقيق مخرجات الحوار.
حضر على الفور علي عبدالله صالح عبر شاشات التلفاز ليصرح أنه ضد مخرجات الحوار ويعلن حربه وقامت وسائلة المبطنة والظاهرة بالتعبئة العامة ضد استقرار الوطن ولفقت الأحداث بكل ما يحلوا لأنفسهم المحشوة بغضاً للوطن ومع هذه الأحداث قام الحوثيين بتفجير الأوضاع مع القبيلة اليمنية ودخلت حرباً مفتوحة في أرحب وغيرت رايتها الى اللون الأحمر كإشارة إلى تلك الدماء التي غادرتهم لتحل محلها القتامة والسواد ليمارسوا كل ما يضر بالوطن ومستقبله.
بعد مخرجات الحوار كنا نأمل أن يتفرغ هؤلاء للمشاركة في بناء وطن جديد متحد ويفسح المجال لحميد الأحمر وغيره أن يمارسوا حياتهم كمستثمرين ويستفاد من خبرات علي محسن ويحيى الراعي الخيرة لبناء الوطن والتكفير على الماضي.
وأنا أقولها بالمختصر المفيد أن قوى الشر التي حذر منها الرئيس هادي لن تهدأ ما دامت تحاور بيد وتحمل السلاح باليد الأخرى وتبدي للشعب صورتها الحسناء بينما تمارس عمليات القتل والتدمير وتلصقها بغيرها.
أقولها لسيادة الرئيس هادي إعلم جيداً أن الشعب ملتف حولك في هذه اللحظة أكثر من الماضي بعد أن أنجحت الحوار وهي فرصة تاريخية لجر الشعب بأكملة إلى بوتقة قوى الخير لمواجهة قوى الشر، وهم مستبشرين جداً من إحلال مشاهد الأمن الموزعة في شوارع المدن لحفظ أمن الوطن والبدء بمرحلة تحقيق الحلم الشعبي بحياة آمنة ومستقرة تحفظ مستقبل أجيال يسطرون تاريخك بماء الذهب ويثنون على عهد كنت أنت البطل ويستلهمون صناعة تاريخهم من حبك للوطن وصمودك المستميت لأجلهم.
إن مصطلح قوى الشر الذي بدر منك انساب علينا كنسمة الصباح التي يشتاقها المحروم من هبات النسيم ومعه ترافقت كل الآمال بإنهاء كل ما من شأنه تفخيخ المستقبل عبر تسليح الجماعات الدينية كما تم بالضبط تفخيخ حاضرنا بجماعات العنف المسلحة من حوثيين وتنظيم قاعدة وحراك مسلح كبدت الوطن خسائر أنت تعلمها جيداً.
وهنا يجب أن تظهر ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار بصورة عاجلة ونافذة دون تأخير أو تسويف ويجب على الرئيس هادي ترسيخ صورته القوية في عملية نقل البلاد الى بر الأمان والاستقرار التام الذي يضمن حياة كريمة لكل أبناء الوطن لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم.