أن يُغلب أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وهم كانوا في الصفوف الأولى من خطوط المعركة، خير من أن ينتصروا وهم قابعون في البيوت. لقد غُلبوا كما يغلب الفرسان، ونهاية جولة لا تعني نهاية كل شيء.
فارق التسلح واضح منذ البداية، وفارق التأهب والعدوان جليٌّ هو الآخر، حيث هجم المستعِد وتخيّر التوقيت، والآخر لم يدخر جهدا في محاولة تجنب المواجهة.
بالنسبة لي لا مفاجأة في كل التطورات المتعلقة بالملف الحوثي.. مشروع غير وطني يستغل غفلة المجتمع عن حقيقة أهدافه، ويشعل نقاط الخلاف بين خصومه، ويعمل لصالح قوى عالمية يلعنها ليل نهار.
كسر شوكة حاشد ليس هدفا حوثيا فحسب ولا حوثيا عفاشيا فحسب، بل هو مطلب لقوى أجنبية مازالت ترى في النسيج القبلي المتماسك تهديدا لمشاريعها الاستعمارية والثقافية، ولهذا تخاض المعركة تحت لافتة تفكيك القوى التقليدية.. بمعاول قوى تمثل في حقيقة الأمر أسوأ أنواع الثيوقراطية المدمرة!
والله ليست معركة حاشد وحدها.. الجغرافيا فرضت هذا الترتيب لا أكثر. والحوثي يسهم من حيث لا يشعر في تحرير حالة الالتباس الشعبي حوله. ولأن نجاح مشروعه كان ولايزال، يعتمد على التضليل فإن فرصه في النجاح، أياً كانت مكاسبه التوسعية، تقلّ كلما ازدادت نسبة الوعي الشعبي لحقيقته.
هي معركة بين حلمين أحدهما نبيل.. وعلى القلقين من توسع هذا المشروع أن يطمئنوا.. الحوثي ليس مشروعاً هيّناً لكنه يستهلك نفسه بسرعة، ويرفع رصيده من الأخطاء القاتلة ولا يبالي. كل ذلك يعمل ولو ببطء، على إيقاظ قوة الشعب النائمة.