عبدالعزيز ظافر معياد
- في خطابه الاخير شن عبدالملك الحوثي هجوما شديدا على الولايات المتحدة وبريطانيا،معتبرا ان بيان مجلس الأمن يعبر عن الموقف الأمريكي والبريطاني ولا يعبر عن الإرادة الدولية ولا اعرف كيف ذلك والمعروف أن البيان الرئاسي لمجلس الامن لايصدر الا بإجماع اعضاءه ال15 ومن الصعب الاقتناع ان امريكا فرضت ارادتها على روسيا والصين واجبرتهما على الموافقة عليه فهذا استغباء لايمر على أحد بل على عكس ذلك فصدور البيان الخاص باليمن في زمن قياسي دل على موقف دولي قوي وموحد تجاه اليمن وليس كما قاله الحوثي ،الذي طالب بقية الاطراف الدولية بالتدخل في اشاره الى روسيا والصين متناسيا أن في ذلك يتناقض مع موقف الجماعة المعلن الرافض للتدخل الخارجي في شئون اليمن .
-كان من النقاط اللافتة في خطاب الحوثي الاخير تأكيده وتشديده المتكرر على انصاره لمسألة الانضباط والتحرك المنظم والحكيم حسب قوله،والغريب هنا أن اللجان التنظيمية التابعة لجماعته لديها من الخبرة والعناصر ما يمكنها من القيام بذلك دون عناء،لذا ربما يكون الهدف من ذلك التشديد استخدامه كدليل يراءه يمكن تقديمه مستقبلا للتنصل واخلاء مسئوليته في حال اقدم محتجين بدفع من قيادة الجماعة للاعتداء على مقر سفارتي واشنطن ولندن في صنعاء.
-لا أعتقد أن الحوثي لايعمل حسابه لمثل هذا الاحتمال خاصة بعد هجومه العنيف على الدولتين والاستياء الكبير الذي عبر عنه لدورهما في صدور بيان مجلس الامن بمثل هذه اللهجة القوية والادانة المباشرة للجماعة وما قد يتسبب فيه من اثارة حماس بعض المنظمين حديثا الى صفوف الجماعة ويدفعهم للتوجه نحو مقر السفارتين ومحاولة اقتحامهما وربما محاولة الاعتداء على سفارات دول خليجية كالسعودية والامارات والكويت التي هاجمها في خطابه وانتقد مواقفها ولمح الى استهدافها داخل اراضيها،وليس خافيا تأثر الجماعة بنهج النظام الايراني الذي عادة ما يدفع بعناصر من الحرس الثوري على انهم محتجين مدنيين للتظاهر في محيط بعض السفارات في طهران للضغط على دولها او الانتقام من مواقفها وسياساتها تجاه ايران.
-هناك امثلة كثيرة على ذلك منها التظاهر قرب سفارة بلادنا في طهران عدة مرات خلال حروب صعدة،وحادثة اقتحام مقر السفارة الامريكية في طهران واحتجاز دبلوماسيين امريكيين عقب الثورة الايرانية ،ولاننسى ايضا محاولة اقتحام محتجين حوثيين لمقر السفارة الامريكية في صنعاء على خلفية الاحتجاجات على الفلم المسيء للرسول الكريم (ص).
-كما لايمكن استبعاد خشية الحوثي من قيام مندسين بين المتظاهرين بإيعاز من النظام او قوى اخرى كالاصلاح او الرئيس السابق لاستغلال تحريك الحوثي للشارع ودفع بعض المسيرات الثانوية لمهاجمة تلك السفارات وفي كل الاحوال سيكون الحوثي هو المسئول الاول عن ذلك امام المجتمع الدولي.
-في حال حصول ذلك فأن حجم الغضب الدولي سيتضاعف بقوة وستكون أولى نتائجه تصنيف الحوثيين ليس كحركة معرقلة للتسوية السياسية فقط وانما كجماعة ارهابية سيما ان مجلس الامن قام بادراج فقرة عن خطر تنظيم القاعدة واستعداده للتحرك ضدها ومن يمولها في البيان المخصص اصلا للتصعيد الحوثي في صنعاء ،ومن ثم فأن ذكر الجماعة الى جانب تنظيم القاعدة في البيان الاخير فيه رسالة ضمنية من مجلس الامن يجب على الجماعة فهمها جيدا .