انتهت دول وقامت دول ..وجاءت حكومة عبدالعزيز عبدالغني ـ رحمه الله ـ ثم حكومة عبدالكريم الإرياني ومن بعدها حكومة الأستاذ عبدالقادر باجمال ومن بعده المهندس علي محمد مجور ..وخاضت اليمن تجربة الربيع السياسي العربي ومازال اتحاد القدم في محافظة تعز محافظاً على رئيسه الفاشل الفاسد الذي أطاح بكرة القدم في المحافظة الحالمة ،باستثناء النادي الماسي الذي يدر رئيسه ونائبه عليه "الزلط" ويعدونها "كاش" أو شيكات مقابل خدمات وتسهيلات وتبادل منافع ..فبقي رئيس اتحاد القدم بدعم هؤلاء كما هو في منصبه بانتخابات شكلية كانت تجرى بصميل رئيس نادي الصقر ونائبه والتهديد بإغلاق حنفي الدعم ،الذي لم يكن يأتي إلا بعد إتمام المهام التي تصب في مصلحة نادي بيرباشا ..
أتت الحكومات المتعاقبة بوزراء رياضة ..وزير ينطح وزيراً : من الدكتور محمد الكباب إلى الدكتور عبدالوهاب راوح إلى الأستاذ عبدالرحمن الأكوع الذي جاء بعده الأستاذ عارف الزوكا ومن ثم القاضي حمود عباد ، فالأستاذ معمر الإرياني ومازال رئيس اتحاد القدم بتعز "القدسي" هو هو لم يتغير.. وفي عهده تدهورت الرياضة بتعز ،لأنه كان الرجل المناسب المرضي عنه من أصحاب النفوذ في اتخاذ القرارات لاتجاهات وتوجهات الرياضة بتعز ،وكونه ممن ينفذ المهام الصعبة والمشبوهة ، التي سنأتي على ذكر بعضها في ثنايا تناولنا ..
لقد تغير رؤساء الاتحاد العام لكرة القدم في اليمن ابتداءً من ـ المرحوم بإذن الله ـ الكابتن علي الأشول الذي جاءت انتخابات آخر القرن العشرين بالبرلماني محمد عبداللاه القاضي بديلاً عنه ليكون رئيساً لاتحاد القدم ومكث دورته الانتخابية ثم خلال اللجنات المؤقتة التي تسلمها حسين الأحمر وصادق حيد ورئيس آخر لجنة مؤقتة لكرة القدم برئاسة الأخ إبراهيم صعيدي عام 2006م..ومازال محمد علي القدسي رئيساً لفرع اتحاد القدم..!!
حكاية "القدسي" مع رئاسة الاتحاد
القدسي أتى إلى رئاسة فرع اتحاد القدم بعدما تم تشكيل لجنة لاتحاد القدم بتعز خلفاً للاتحاد الذي كان يرأسه علي سرحان وترأس اللجنة الكابتن عبدالواحد عتيق إبان عهد مدير مكتب الشباب والرياضة وقتها الأستاذ ياسين عبده سعيد ..ثم تحنط في هذا الكرسي فتحنطت معه كرة القدم في أندية الحالمة رغم تمردها على ضائقاتها المالية وظروفها التي تعسرت كثيراً بتطبيق الاحتراف في الدوري الممتاز الذي أعيد تسميته دوري الدرجة الأولى لاحقاً ومازال بهذا الاسم حتى اليوم ..ويعد رئيس اتحاد القدم في تعز ممن عفا عليه الزمن وأكل وشرب..ومن أعظم المعمرين في الرياضة اليمنية ،وأطولها تواجداً.. لكنه يصدر هدرةً وهديراً وجعجعةً بلا طحين..وشره يسبق خيره..وخيره لايأتي إلا بعد دفع الذي منّه..هكذا تعامل مع أندية الريف بوجه خاص والأندية العريقة في المدينة بوجه أخص باستثناء صقر بير باشا..
والسؤال لماذا بقي القدسي رئيساً للقدم بتعز رغم أنف الأندية التي طالبت وقتها بتغييره ..واتهمته بالتلاعب في تسيير المناشط والإجراءات المتخذة في ذلك..؟
من المستفيد من بقاء محمد علي القدسي رئيساً لفرع اتحاد القدم بتعز..؟! إذا كانت أندية تعز تشكوه وتشكو به وتشكو منه ؟..ما الحكمة من تسليمه مهام مكتب الشباب والرياضة بالإشراف على ملعب الشهداء بالمحافظة فيما هناك إدارة خاصة تتبع مكتب الشباب بتعز يندرج الإشراف على هذا الصرح الرياضي ضمن مهامها؟
تخسيس أندية تعز
بالتأكيد أن لكل اتحاد قدم في المحافظات انجازات لكن انجازات القدسي هي العمل على تخسيس عدد الأندية بتعز ..ويظهر ذلك جلياً في تنفيذه مهام للمتورطين الرئيسيين في إضعاف أندية عريقة "الأهلي والطليعة والرشيد" والإسهام في جعلهم كسيارات البيجوت صاعدين إلى الدرجة الأولى وهابطين إلى الثانية لايرتقي طموحهم ولا يرتفع سقف أحلامهم لأن تلك هي الخطة المرسومة والاستراتيجية التي عليه تنفيذها بمقابل طبعاً وإلا ما تحمس ليضع ختم فرع الاتحاد الكروي ليشرعن استقالات لاعبين من أندية تعز معمدة من إدارة مستقيلة وأمين عام لم يعد كذلك قانوناً وهو يعلم أنها بتاريخ قديم فقط ..
لقد كشف في تصريح لصحيفة (الجمهورية) بأن انتقال النجم الأهلاوي حسين غازي لصقر تعز كان باستقالة مزيفة وعقد مزور..وأنه يتحدى اللاعب أن يثبت غير ذلك ..ليوضح اللاعب النجم حسين غازي لاحقاً بأن الذي زعمه القدسي بأنه مزور ومزيف قد تم تعميده بختمه وبتوقيعه..مما يؤكد أنه خبير في اقتناص الفرص وممارسة الضغوط للحصول على شيء من تحت الطاولة وبعيداً عن الرقابة..!!
وقضية اللاعب الظهير الأسمراني القادم من شباب الجيل إلى الصقر ومن ثم عاد إلى فريقه الجيل وانتقل محترفاً في صفوف الطليعة وتم انتقاله إلى أحد أندية صنعاء وفي كل مرة يحربش فيها القدسي ليحصل على حق ابن هادي وبمعنى أدق حق ابن القدسي..!!
"كلفتة " التقارير المالية والإدارية
في اجتماعه بالأندية العام المنصرم ـ وبحضوري كإعلامي ـ طالبه بعض مندوبي الأندية بتعز بمناقشة التقريرين المالي والإداري قبل التوقيع على إقراره لكنه أراهم المسودة وقال لهم رئيس الاتحاد المحنّط محمد القدسي: إنه قد مرّ بنفسه على الأمناء العامين للأندية الكبيرة كلٍّ على حدة ,في المدينة وهم موقعون على التقريرين مع غالبية أندية الريف ولما أخبروه بأن التقارير لابد أن يكون عليها التوقيع بالموافقة بالإجماع اشتط غضباً ..فسأله المندوبون ولماذا جمعتنا إذاً ..فقال لهم ببجاحة : من أجل أن تتم الإجراءات لابد من توقيعكم حضور الاجتماع الذي هو شكلي فقط ..وسجلت ذلك بالتقرير الصحفي الذي أرسلته إلى فضائية "اليمن اليوم "لبرنامج "أهل الرياضة" وتحدث بعض المندوبين عن أن هناك ضغوطاً يمارسها أصحاب النفوذ في القرار الرياضي على إدارات الأندية لكي توقع على التقارير السنوية للقدسي التي يرفعها لاتحاد القدم كل عام ،وبالذات الجوانب المالية التي لا يعرفون كيف يتم توزيعها وصرفها..وتضطر الأندية الضعيفة إلى التوقيع بالموافقة مع أنها لم تقرأ تفاصيل التقريرين ،لأنه يسجل أسماء الأمناء العامين وأنديتهم ويفسح حيزاً للتوقيعات بكشف منفصل ثم يدبسهن في ملف واحد ويرفع بهن إلى الاتحاد العام ،مستفيداً من وظيفته في مكتب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لكي لا تطاله يد القانون..!! ويصمت إداريو الأندية نتيجة ممارسة الضغوط عليها من لوبي العمليات الخاصة الرياضية في المحافظة وهم معلومون لدى الجميع..فتتم سنوياً عملية "كلفتة" التقارير المالية والإدارية بهذه الطريقة فلا محاسبة ولا مراقبة ولاهم ينغصون عليه ..!!.
مكتب عقاري
في دوري التصفيات للدرجة الثالثة خروقات بالجملة وحدث ولا حرج ..لقد تحول اتحاد القدم إلى مكتب عقاري للتأجير والبيع والشراء ليس للمنازل بل للمباريات واللاعبين والاستقالات وتفسير القوانين واللوائح المنظمة ..وكم تحدثنا عن ذلك لكن المسئولين في رياضة تعز يروقهم عمل رجلهم ..فهو يدير مكتب اتحاد القدم بتعز كمكتب عقاري ليس إلّا..وكم هي المبالغ المالية التي صادرها على أندية تعز الريفية وأحدث لخبطة وخربط الأمور للحكام واللاعبين والإداريين فيوقف هذا ويثبّت هذا ..ويمنح هذا حق المشاركة ويمنع ذلك عنها بمزاعم جاهزة..ومنذ ظهر النادي الجديد السهام الذي يرأسه الحاج محمد الكريمي ورئيس الاتحاد القدسي عينه على جيب الرجل..فالمضايقات لهذا الفريق في التدريبات والتسنين والضم والحذف والإضافة تتم بقدر "ما يفتهم لإدارة هذا النادي من مطالب"..وكم عانى الصحة من تعذيب على يده في الفترات المنصرمة إذ أن "القداد سوس " كان يحرم الأزرق الحالمي من ضم لاعبين يمكنهم أخذ الفريق إلى أبعد من التأهل ،وذلك لأسباب تتصل برغبة أصحاب القرار والنفوذ في تعز أن يكون ممثل الثالثة في تعز ليس الصحة بل الفريق المقرب من هؤلاء الذين بيدهم الريمونت كنترول..!!
لماذا يتمسكون بالقدسي؟!
وأضاف "القداد سوس" إلى مكتب عقاره مهمة الإشراف على تعشيب وترميم ملعب الشهداء الذي تم تكليف رياض الحروي نائب رئيس الصقر بذلك ..وللأسف أن المحافظ تورط بذلك حين وجّه بسحب الصلاحيات من مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة ومديرها عبدالناصر الأكحلي ومنحها لرئيس اتحاد القدم دون إبداء الأسباب ..أو توضيح المبررات الحقيقية لهذا التكليف..متناسين أن ملعب الشهداء صرح رياضي حكومي وليس تابعاً للسيد المحافظ ونائب رئيس الصقر رياض الحروي..فيحرمون أندية تعز من التدريب إلا بعد أن يضمنوا منها عدم التحدث عن الإخلالات القائمة والكوارث التي جلبتها "سياسة صقرنة" الرياضة الحالمية والمنشآت والمؤسسات الرياضية التي كان ينبغي أن تسهم في الارتقاء بكرة القدم خاصة والألعاب الأخرى عامةً..
فلماذا يتمسك به محافظ تعز ـ رئيس الصقر ويفرضه على أنديتها كلما جاء موعد انتخابات الاتحاد الكروي بتعز؟ بالتأكيد هناك مصالح يقدمها هذا "القدسوس" وإلا فماهي المؤهلات التي تمنح القدسي الخلود في كرسي اتحاد القدم والرياضة في عهده تلخبطت واللوائح لم تعد تحكم وتتحكم بل مزاجيته وارتجالاته في ظل ترك الحبل له على الغارب؟ ألا يوجد كفاءة في الأندية الأخرى ومنها نادي المحافظ نفسه؟ لماذا يرفضون مثلاً أن يكون الكابتن عبدالواحد عتيق وهو صقراوي شريف في رئاسة الاتحاد الكروي بتعز؟..لماذا لا يتم ترشيح أحد كوادر الطليعة مثلاً وليكن الكابتن نوفل أمين ؟ ألا يستحق من أهلي تعز كل من يحيى فارع وعلي حمود الشرعبي أو أبناء حبيش أن يتبوأوا هذا المنصب بدلاً من أن تفرضوا القدسي حتى على إدارة أهلي تعز وتهددوا بإقفال حنفية الدعم..؟ ثم لماذا لا يتم منح بعض أندية الريف الثقة ليعملوا على خدمة كرة القدم أم أن اتحاد القدم بتعز حكراً على أندية بعينها؟..
هل يقدر المحافظ؟!
إن التغيير المنشود يبدأ بتخليص الرياضة الحالمية من أمثال القدسي المحنط الذي ثبت فشله وأعطي الفرصة كافية ليؤكد صلاحيته لهذا المنصب لكنه انحرف به عن مساره وحوله مكتباً عقارياً خاصاً به..على مسمع ومرأى من المحافظ الرياضي ..!!..ولن تستعيد الرياضة في الحالمة تألقها وأوج نشاطها في ظل رئيس اتحاد يتعامل مع فرع الاتحاد بأنه باب للارتزاق والشهرة والفخفخة ،مستثمراً علاقاته مع ذوي التأثير الكبير على توجهات الرياضة ،وحصوله على ميزات وخدمات ومنافع ذاتية تهدم رياضة تعز باستثناء صقر بير باشا وتبني مشاريعه الخاصة..
هل يستطيع محافظ تعز أن يتخذ خطوة جريئة مثل هذه لنقول له ونقر له بأنه يحب رياضة وشباب تعز ويريد فعلاً إصلاح الاعوجاج..؟ أم أنه راضٍ عن أداء القدسي مادام الصقر بمنأى عن أخطاء رئيس اتحاد القدم وينفذ المهام الموكلة إليه ؟..بانتظار أن يؤكد المحافظ أنه يرى مصلحة رياضة تعز وشبابها ورياضييها ـ بحكم صلاحياته كمحافظ ـ قبل مصلحة ناديه وأشخاص..فإن فعل سنؤكد له فعلاً ونؤيده ونقول له: لقد أحسنت وأصبت وأخطأنا التقدير ومنا الاعتذار ..أما في حالة استمر واستمرأ مايصنعه القدسوس من أخطاء وأخطار على الرياضة الحالمية فمن المؤكد أننا وغيرنا من الجماهير الرياضية ستدرك أن السيد المحافظ لا يزال بعيداً عن الاهتمام بشئون الشباب والرياضيين..ولابد أن التغيير سيأتي بعهد المحافظ أو بغيره ..فسنـّة الله ماضية ..وليدوم ليل القدسي على رياضة الحالمة التي أحلكت فهي سوداء وفي بير باشا فقط ضوء أصفر..
والله المعين.