اعترف مدرب اليمن التشيكي سوكوب بأنه يوجد العديد من الأمور التي يجب بأن تتغير في الاتحاد اليمني لكرة القدم، فتغيير الأجهزة الفنية وتألق المنتخبات السنية وإخفاقها مع المنتخب الاول تحتاج للدراسة.
وأكد سوكوب بأن اللاعبين الاجانب في الدوري اليمني ساهموا في عدم بروز المواهب اليمنية التي تجلس على مقاعد البدلاء.
وابدى سوكوب انزعاجه بعدم وجود هدافين للمنتخب لأن جميعهم يحرص على التمرير وليس التسديد.
ونفى سوكوب تطبيقه للصرامة مع اللاعبين طوال الفترة الماضية، وامتدح اسلوب مورينيو مع اللاعبين كونه شخصية قوية ومحبوبة في الرقت نفسه، وكشف مدرب اليمن بأن بطولة الخليج غير ممتعة لأنه ينتمي للمدرسة الاوروبية العاشقة للتهديف، واوضح سكوب العديد من الامور خلال اللقاء الذي اجرته معه "دنيا الرياضة" في السطور التالية.
*صنفك العديد من النقاد الرياضيين بأنك نجم "خليجي22" من بين الاجهزة الفنية؟
-انا مدرب عادي جدا، فكل مافي الامر طلبت من اللاعبين تنفيذ أسلوب معين ونجحوا في المهمة، فمازال الحكم مبكراً على الافضل والاسوأ.
*كيف تقيم المنتخبات الخليجية؟
-بالتأكيد انتمي للكرة الأوروبية، فمن الطبيعي عشقي لكرتنا الممتعة الحافلة بالعديد من الاهداف في كل مباراة، فالمباراة السلبية في النتيجة تعتبر مملة، ولكن اعتقد بأن المنتخب السعودي والقطري هما الافضل.
*ولكن أغلب الفرق باتت تعتمد على تأمين المناطق الخلفية ومحاولة خطف هدف وحيد ينهي اللقاء؟
-شاهدت معظم المباريات الودية للمنتخبات الخليجية، فالمنتخب العماني واجه كوستاريكا وأورجواي، وقطر لعبت مع أستراليا وجميعها كانت ممتعة، ولكن لا أعلم سر قلة الاهداف في "خليجي 22" وانتهاء مباراتين منها بالتعادل السلبي والثالثه بهدف وحيد والرابعة بالتعادل بهدف لكلا المنتخبين، ويبدو بأن التكتيك للمنتخبات الخليجية تغير، ويعتقد الكثير بأن نتيجة المنتخب اليمني مع المنتخب البحريني كانت جيدة، ولكنها لم ترضني لعدم فوزها بالاضافة لعدم تسجيل اهداف في تلك المباراة.
*لماذا لم تستدع معظم لاعبي الخبرة للمنتخب، كون معظم اللاعبين صاعدين حديثا من درجة الشباب؟
-أي منتخب يحتاج للاعبي الخبرة، ولكن بعد قدومي لليمن شاهدت تقريبا 16 لاعبا في مختلف المراكز، ويوجد بينهم لاعبون صغار وكبار، ولا اتذكر حاليا لاعبي الخبرة المبعدين، والأهم ضممت جميع اللاعبين المميزين داخل المستطيل الاخضر فالاسماء لا تعنيني كثيراً ولا يوجد لدي مشكلة بضم لاعب يبلغ عمره 35 عاماً أو 15عاماً، فاللاعب الذي سيؤدي سيلعب، والآن لدى المنتخب لاعبان اثنان في كل مركز، واذا لم اعمل على ذلك فإنني اعمل بلا هدف، فمثلا الحارس سالم عوض تواجد على مقاعد البدلاء في مواجهة البحرين ولكنه قائد المنتخب اليمني، فليس من الضروري مشاركة (كابتن) المنتخب أساسيا، لأن لاعبي المنتخب ثلاثة وعشرون لاعبا، ولكن سالم عوض لاعب كبير ومميز ونحتاجه كثيرا وهو يعرف ذلك.
*المنتخب اليمني أمام المنتخب البحريني عمل كل شيء إلا تسجيل الاهداف، لماذا؟
-هذا الامر غير طبيعي، ولكن يوجد بالدوري اليمني 16 فريقا، وللأسف سوى سبعة أو ثمانية مهاجمين فمعظم الاندية تعتمد على مهاجمين أجانب، فكيف يبرز مهاجم يمني، فشاهدت سبع جولات تقريبا في الدوري اليمني معظم نتائجها تنتهي بالتعادل السلبي أو بهدف فقط.
*أفهم من كلامك بأن المنتخب اليمني لن يحقق أي فوز لعدم وجود هدافين؟
-ربما كلامك صحيح، ولكن قد تسنح لأي لاعب فرصة ويستغلها من خلال تسديدة مركز نحقق على إرها الفوز، فالمهاجم لابد أن يحرص للتوجه للمرمى والتسديد بشكل مباشر وهذا اللعب يجيده لاعبو المنتخبين الالماني والانجليزي فعند وصوله لخط الثمانية عشر يبادرون بالتسديد، ولكن للاسف لاعبي المنتخب اليمني داخل منطقة الجزاء يقومون بالدوران من اجل تمريره وليس تسديده، ولا اعرف الاسباب حتى اليوم.
*لماذ لم تعالجها كونك مدرب الفريق؟
-أحاول تغيير هذا الفكر للاعبين، ولكن اذا كان هذا فكر اللاعب وهو مع المنتخب فلابد من تغييره في النادي ومع الوقت سيتغير الوضع فالمستوى الفني تغير ويبقى التهديف فقط.
*هل لقوة شخصيتك دور في انضباطية اللاعبين داخل الملعب؟
-لا أعتقد أن لقوة الشخصية دوراً بذلك، فالمدرب لا بد ان يكون في اوقات صارما وفي اوقات اخرى اكون صديق اللاعبين، فعلى سبيل المثال شاهد المدرب البرتغالي الشهير مورينيو فله شخصيته الخاصة فعندما تشاهده يتضح من تعابير وجهه شخصيته القوية الصارمة ولكن اللاعبين يعشقونه ويحتفلون معه بالاهداف، لماذا؟ بالتأكيد لأنه مدرب مميز ويعرف اوقات الجد من الهزل، فالمدرب الناجح ليس مميزا فنيا فقط فلابد من النجاح نفسيا مع اللاعب ايضا.
*لماذا لم تطالب الاتحاد اليمني بتطبيق الاحتراف الداخلي للاعبين اليمنيين حتى يتفرغوا للعب الكرة؟
-لا اعتقد الظروف تسمح بذلك، ولكن الأهم اللاعبون الاجانب الذين تتعاقد معهم الاندية فهم بنفس المستوى الفني للاعب اليمني بل وأقل، فنجد اللاعب اليمني يفضل مقاعد البدلاء تاركا المجال للاعب اجنبي متواضع المستوى وهذا الامر مزعج لنا.
*بما أنك المسئول الاول عن المنتخبات اليمنية، لماذ لم تطالب بإلغاء التعاقد مع اللاعبين الاجانب؟
-لا أملك قرار منع اللاعبين الاجانب، فهذا الشيء بين إدارات الاندية واتحاد القدم.
*لاحظنا ضعف المخزون اللياقي للاعبين في مباراتي قطر والبحرين والسعودية؟
-نعم يوجد إجهاد لبعض اللاعبين ولكن ليس لضعف الجانب اللياقي، ففي مواجهة البحرين لن اتحدث عن الحكم ولكن يوجد العديد من الاخطاء غير المحتسبة لمنتخب اليمن بالاضافة لعدم منح لاعبي البحرين بطاقات ملونة، فمعظم الاصابات لم تكن عضلية بل بسبب تدخلات قوية على لاعبي اليمن.
*ماسر تألق المنتخبات السنية لليمن في كأس آسيا عكس نتائج المنتخب الاول؟
-لازلت استغرب هذا الأمر، وبالتأكيد لابد من من معرفة تلك الأسباب، وحضوري لخليجي 22 ليس من اجل ذكر أخطاء الاتحاد اليمني لكرة القدم، فالآن الطاقم الفني موجود ولا بد من ايجاد خطة واضحة ومميزة ففي الخمس سنوات الماضية تم استبدال العديد من المدربين والنتائج لم تتغير فهذا الشيء يدل على النظام بالاتحاد نفسه هو من يحتاج للتغيير واعتقد فيه تدخلات بالعمل بين اتحاد الكرة والمدربين، وعلى سبيل المثال منتخب ايسلندا خلال 15 عاما لم يحقق اي شيء، ومع ذلك واصلوا دفع المبالغ للاجهزة الفنية واللاعبين، والآن ايسلندا في المرتبة الاولى للمنتخبات السنية وتليها التشيك ثم هولندا ثم تركيا وروسيا البيضاء في المرتبة الخامسة، فدولة ايسلندا صغيرة جدا ولكنها تصدرت الآن الترتيب في المنتخبات الأوروبية.