�ذه الحشود الهادرة هي جماهير من المغتربين الذين دفعتهم ظروف الحياة القاسية في بلدهم،بكل مافيها من عوامل طاردة،الى الإغتراب سعيا وراء لقمة عيش كريم،وإن كانت مغموسة بالكد والعرق،بل وبالذل والمهانة على أيدي كفلاء لايرحمون.
لم ينتظروا ويتريثوا حتى يثبت فريقهم مستوى أداء يجعله جديرا بالتشجيع والدعم والمساندة(كما فعل سياسيو الغفلة،الذين أعلنوا،على نحو إعلاني،دعمهم للمنتخب بعد أن أشعل نارا فسارعوا ليأتوا لأنفسهم بقبس منها يدفأون به شتاء خريفهم البارد ويلمعون به شيخوخاتهم الصدئة)،بل أنطلقوا ليشجعوا فريقهم ويؤازروه ويساندوه منذ وطأت أقدامه أرض الإغتراب،على نحو غير مشروط،فقط لأنه يحمل ريحة بلدهم الذي تخلى عنهم ودفعهم بعيدا عنه عنوة وقسوة.
تجشموا عناء السفر والإنتقال من كل المدن السعودية الى الرياض ليشجعوا فريق بلادهم،مخاطرين فوق ذلك،أمام أرباب أعمالهم وكفلائهم.
أي إحساس بالإنتماء لدى هولاء وأي ولاء لبلدهم الذي شردهم في الأصقاع ؟!
أي معنى يقدمه هولاء لنا،نحن جماهير الداخل ؟! وأي درس يلقنوه للساسة الذين هم عوامل طاردة أصلا ؟!
نحن تلاميذ صغار أمام عظمة هولاء،الى درجة أننا لن نستطيع أن نفيهم حقهم مهما فعلنا.
هولاء ليسوا طيورنا المهاجرة،إنهم أرواحنا المهاجرة
*من حائط المحامي والمستشار القانوني : هائل سلّام