قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد أن النفوذ القطري في اليمن يتوسع مقابل تراجع للنفوذ السعودي، متوقعا أن يصل إلى أوجه في السنوات القادمة إذا ما تكاملت قطر وتركيا في أدوارهما السياسية والاقتصادية في اليمن.
وأشار في مؤتمر لباحثين دوليين حول الدور القطري في دعم السلام بمناطق الصراع الذي عقد الخميس الماضي بالعاصمة النرويجية أوسلو إلى أن ذلك عائد إلى ضعف السياسة الخارجية وعدم حصول تغيير ملموس بعد الثورة الشبابية في اليمن.
وأضاف " لقد صنعت قطر مقومات لتعزيز نفوذها في المنطقة منذ مجيء الأمير حمد بن خليفة آل ثاني إلى سدة الحكم في ????م ، وهي مقومات لا ترقى للمقومات الطبيعية التي تمتلكها اليمن كالموقع الجيوسياسي والإنسان والثروات المتنوعة".
ولخص رئيس مركز أبعاد المقومات التي صنعتها قطر لتعزيز نفوذها في ثلاث رؤى إستراتيجية هي " تعزيز الأمن القومي الداخلي من خلال ابعاد الجهات الخارجية المؤثرة على الوضع الداخلي والوصول بحالة توازن مع السعودية وإيران لتخفيف هيمنتهما على قطر والانتقال من التبعية إلى التأثير وأيضا البحث عن دور قومي عربي وإسلامي من خلال القضية الفلسطينية والوصول إلى الريادة الإقليمية والدولية من خلال الاقتصاد والإعلام".
وقال عبدالسلام محمد "الدور القطري في اليمن مر بثلاث مراحل اولها مرحلة (خارج المألوف) وهي المرحلة التي بدأت فيها قطر الخروج عن التبعية السعودية من خلال موقفها في ????م ضد الانفصال ومن ثم انتقلت الى مرحلة التأثير من خلال ما يسمى القوة الناعمة ( المال والإعلام) وعبر قناة الجزيرة التي أسستها قطر في ????م وبدأت بثها اليومي ?? ساعة في ????م والتي وضعت هذه الدولة الصغيرة في مصاف اهم الدول المؤثرة في المنطقة".
وأضاف: " وبالتزامن مع البرنامج الاقتصادي المتطور أصبحت قطر تمتلك قوة ناعمة وسعت من نفوذها ، وفي اليمن دخلت قطر كوسيط لإنهاء المواجهات بين المتمردين الحوثيين في الشمال والحكومة اليمنية والتي بدأت في ???? وتوقفت في ???? على اثر الوساطة القطرية بعد ست حروب".
واعتبر أن تجربتها لاستخدام المال مقابل السلام في دارفور بالسودان لم تؤت ثمارها في جنوب اليمن في ????م حين حاولت توسيع نفوذها هناك ، حيث اندلعت الثورة الشبابية السلمية في فبراير ???? أي بعد أربع سنوات على انفجار الاحتجاجات السلمية الجنوبية المطالبة بالانفصال ".
وتطرق رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث الى المرونة التي تمتاز بها السياسة الخارجية القطرية " بعد اندلاع الاحتجاجات السلمية ضد نظام صالح في فبراير ????م توجهت قطر بكل ثقلها الاعلامي والمالي والسياسي لدعم الثورة الشبابية اليمنية وخلقت علاقات وطيدة مع الثوار الشباب والمكونات الحزبية والسياسية والعسكرية الداعمة للثورة".
وأشار الى الفتور الذي ساد العلاقات القطرية مع تلك المكونات بعد توقيع الاحزاب اليمنية للمبادرة الخليجية في ?? نوفمبر ???? في السعودية والتي قضت بانتقال سياسي للسلطة تخوفا من فشل الثورة وعودة نظام صالح الى الحكم ، وقال " لم تتحسن العلاقات مع النظام الجديد الا بعد انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي وزيارته لقطر برفقة القائد العسكري للجيش المنشق عن نظام صالح والداعم للثورة علي محسن صالح، والذي أصبح بقائه مهما للحصول على الدعم المالي لخزينة البنك المركزي شبه الخالية".
وعن مرحلة التأثير للسياسة القطرية في اليمن قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث " استفادت قطر من تجنيس كثير من اليمنيين فزاد نفوذها في اوساط القبيلة اليمنية ومن خلال استغلال نفوذها وسط القبائل حررت رهائن أجانب من تنظيم القاعدة".
وأكد أن تحالفات قطر الجديدة مع الشباب والاسلاميين غير المرتبطين بالسعودية والقبائل والقيادة الجديدة العسكرية والمدنية في اليمن سيجعلها مهيأة لملء فراغ النفوذ السعودي الذي ينحسر بسبب غياب الاستراتيجية الواضحة للرياض ازاء كثير من المتغيرات على الساحة الاقليمية والدولية