span style="color:#FF0000">
عبداللاه سُميح: مع وصول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى عدن جنوبي البلاد، بعد إفلاته من الحصار الذي كانت تفرضه جماعة الحوثيين على منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء، باتت المدينة الجنوبية وجهة سياسية ودبلوماسية دولية، بديلة لصنعاء التي ترزح تحت قبضة الحوثيين منذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبدت مدينة عدن، العاصمة الاقتصادية لليمن، تستعيد دورها السياسي شيئاً فشيئاً، بعد أن أعلنت دول عربية إعادة فتح سفاراتها فيها، ويمارس فيها الرئيس هادي مهمته كرئيس للبلاد، في محاولة إنقاذ اليمن، ويواصل عقد لقاءاته الرسمية وغير الرسمية، لتستذكر المدينة دورها السياسي والريادي كعاصمة لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب) التي دخلت في وحدة اندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية (شمال) في العام 1990.
ويقول رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، فتحي بن لزرق، "مما لا شكّ فيه أن انتقال الرئيس هادي والسفارات العربية والخليجية إلى عدن شيء إيجابي ويمكن له أن ينعكس وبشكل كبير على قطاعات واسعة بينها القطاع الاقتصادي والأمني، وسيدفع هذا التحوّل بحركة اقتصادية جيدة في عدن، وسيعجل باهتمام حكومي بالأمن في المدينة، لكي يمكن لها أن تؤدي دورها الحقيقي".
وفي المقابل، يعتقد بن لرزق، أن عدن العاصمة السابقة للدولة في الجنوب بحاجة إلى حلّ سياسي وحقيقي لقضية الجنوب، وبحاجة إلى تسوية سياسية حقيقية بين الحكومة والحراك الجنوبي، "هذه التسوية هي في الأساس المنطلق الرئيسي لاستعادة عدن لدورها الريادي الذي فقدته، وإذا توصلت الحكومة إلى هذه التسوية فبالإمكان القول إن عدن ستعود إلى وضعها الريادي".
وفيما يخص الوضع الاقتصادي الحرج الذي تعيشه البلاد، قال بن لزرق في حديثه لـ"إرم" إن الرئيس هادي يملك خزينة فارغة، والإيرادات في حدودها الدنيا. مراهناً على الدور الخليجي والعربي العاجل والمهم جداً، وقال إنه يجب على دول الخليج "المساهمة لأجل دعم اليمن، وهذا ما أعتقد حدوثه".
ولا يبدو أن الرئيس هادي يواجه تحديات كبرى في إدارته للبلاد من عدن، التي ينشط فيها الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، إلا أن رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام، باسم الشعبي، يرى أنه "لابد من معالجة فورية لملف القضية الجنوبية، من خلال إعادة المبعدين والمقصيين من العسكريين والمدنيين إلى أعمالهم، وحل ملف الأراضي والتعويضات، وذلك لتشكيل حاضن اجتماعي وسياسي لتحركات هادي في عدن، وتفويت الفرصة على من يحاولون استغلال ورقة الجنوب لإعاقة تحركاته وتقويض العملية السياسية".