دشن بصنعاء اليوم التصفيات النهائية لحفاظ القرآن الكريم للمشاركة في المسابقات الدولية للقرآن الكريم للعام 1436هـ الموافق 2015م والتي تنظمها وزارة الأوقاف والإرشاد قطاع تحفيظ القرآن الكريم لأختيار المتنافسين لهذه المسابقات.
وفي افتتاح التصفيات أشار نائب وزير الأوقاف والإرشاد عبداللطيف عبدالرحيم إلى المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي أعطاها الله تعالى لحفظة القرآن الكريم الذين يحملون كلمات الله .
وحث المتسابقين على التواضع والبعد عن حب الشهرة والتباهي وأن يهتموا بتعليم القرآن الكريم لغيرهم وتدبر معانية .. لافتا إلى أن المشاركين في المسابقين الماضية قد شرفوا اليمن ومثلوها خير تمثيل .
كما نوه إلى أهمية المسجد الذي ينشأ في رحابه حفظة القرآن الكريم ويأوي إليه الناس يؤدون شعائرهم آمين مطمئنين ، معربا عن الإدانة والإستنكار والرفض للحوادث الإجرامية التي تطال الآمنين في المساجد .
سائلا الله تعالى أن يتغمد الشهداء الذين سقطوا في الحوادث الإرهابية بمسجدي بدر والحشوش ومحافظة لحج بالرحمة والمغفرة وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل .
وقال نائب وزير الأوقاف والإرشاد " اليوم الوطن بحاجة لكل الشرفاء والعقلاء لإنقاذ الوطن من هذه المآسي الكبيرة التي يمر بها .
فيما نوه وكيل الوزارة لقطاع تحفيظ القرآن الكريم الشيخ حسن الشيخ إلى مايمثله القرآن الكريم من منهج رباني جعله الله دستور حياة للمسلمين وشريعة للحكم وإقامة العلاقات بين الناس يأخذون منه الأخلاق والسلوكيات وأسباب الرقي والسيادة في هذه الحياة.
وأوضح أن هذه التصفيات التي يشارك فيها حوالى 170 حافظا وحافظة من مختلفة المحافظات لاختيار المشاركين في المسابقات الدولية تمثل ثمرة للتصفيات والأعمال التي جرت على مستوى المحافظات لتلبية طلبات المشاركة في العديد من المسابقات الدولية .
ولفت إلى أن اليمن حصلت في السنوات الماضية على مراكز عدة من 10 ـ 15 مركزا متقدما أعطت كلها إنطباعا بمدى الإهتمام الذي توليه لدولة والوزارة والمؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية والأربطة والجوامع بكتاب الله الكريم .
وكان الشيخ محمد جمعان قد أكد في كلمة مشيخة الإقراء بالوزارة أن التنافس على حفظ كتاب الله تعالى وحسن تجويده من الأمور التي ندب إليه دين لإسلام وأن التنافس في هذا المجال يعطي المتنافسين الكثير من الجوانب الفكرية والسلوكية ليكونوا أكثر اعتدالا ووسطية .
وأفاد أن الكثير من الدول تطلب مشاركين للمسابقات القرآنية وهو مايتطلب أن يكون المشاركين على درحة عالية من الإتقان وفق المعايير التي وضعتها مشيخة الإقراء بهذا الخصوص .
حضر حفل إفتتاح التصفيات عدد من المسؤولين في وزارة الأوقاف والإرشاد .
هذا وقد أصدرت مشيخة الإقراء وحفاظ القرآن الكريم بيانا حول الأحداث الجارية في الوطن ونداء لكل قوى المجتمع وشرائحه على اختلافها ، بينوا فيهما أن مايجرى على مختلف مناطق الوطن من ممارسات وسفك للدماء وإزهاق للأرواح وقطع للسبل وإنتهاك للحرمات وترويح للأمنين لايعبر عن أمة شرفها الله تعالى بالقرآن ونبي الرحمة والإسلام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
منوهين إلى أن الإسلام حافظ على الدين والنفس والمال والعرض والعقل وعصم للإنسان دمه وماله وعرضه ، مستكرين مايجري اليوم من استهانة بالدماء وعدم مبالات بالقتل من أناس تجردوا عن قيم الإسلام ومنهج القرآن وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وأعظمها ماحصل ويحصل من إعتداء في بيوت الله تعالى وتفجيرات ذهب ضحيتها المئات من القتلى والجرحى.
مؤكدين أن من يقدمون على تلك الأفعال الشنيعة لم يدركوا عاقبة أفعالهم وسوء تصرفاتهم ولم يستوعبوا الزواجر والنواهي التي أوردها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بخصوص حرمة دم المسلم .. محذرين من الإعتماد على الإجتهادات الفردية والتوجيهات الخاطئة والأفهام المغلوطة ودعول إلى ضرورة الرجوع إلى أهل العلم المعتبرين عند الحكم على المستجدات والأحداث الطارئة وأن لايكون الإختلاف المذهبي والحزبي وسيلة لاستحلال المحرمات.
كما دعوا جميع القوى بضرورة الرجوع إلى الله تعالى وشرعه القويم للفصل في التنازع والخصومات والتسليم له دون تردد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة شرع الله والأخذ على أيد السفهاء والمتجاوزين.
ودعو الجميع إلى الإتجاه إلى حوار جاد بنية خالصة وعزيمة صادقة وهمة عالية بعيدا عن المرواغة والكيد والتآمر وإرغام طرف لطرف وتجاوز حظوظ الأنفس والأحزاب والمذاهب والجماعات والسعي لتوثيق مصلحة البلاد بعيدا عن تلك المؤثرات الضارة وترك الإرتهان للأطراف الخارجية مهما كانت والإعتماد على الله وعلى عقول أهل الإيمان والحكمة وترك الإشاعات الكاذبة عبر مختلف الوسائل .
وناشدوا جميع القادة وذوي الجاه والنفوذ ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية ومشايخ القبائل والمتحاورين وقادة الجيوش والمليشيات واللجان الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والعقلاء والعلماء والقضاة والخطباء والمرشدين والدعاة والإعلامين والصحفيين بالعمل سويا والإجتماع على كلمة سواء لإنقاء البلد وإخراجه من كل هذه المآسي والآلام والأحزان والأزمات التي أدمت قلوب اليمنيين وروعت الآمنين والإلتفات إلى أحلام الملايين من أطفال وشيوخ ونساء اليمن ومايعيشونه من بؤس وحرمان وأوضاع إنسانية تعيسة جراء هذه الصراعات .
محذرين من المستقبل المجهول على أطفال وأجيال اليمن في حال استمرت هذه النزاعات والصراعات من تحول الكثير منهم إلى لإستخدام غير السوي والتجنيد من قبل العصابات الإجرامية على اختلاف مشاريعها وأجندتها .
وأكدت مشيخة الإقراء وحفاظ القرآن الكريم أن الرسالة والواجب الماثل أمام الجميع العمل على صنع مستقبل آمن لكك أجيال اليمن مستقبل خال من الحروب والإقتتال والخراب وصيانة حياتهم وكرامتهم وحمايتهم من الكوارث والمآسي والعمل بكل إخلاص للملمة الشتات وإخراج البلد من هذا المأزق والسير بالأجيال إلى بر الآمان .