قال مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام ان كل المؤشرات في الجنوب تؤكد انتقال الحراك الجنوبي من النضال السلمي إلى المقاومة المسلحة لطرد الاحتلال واستعادة دولة الجنوب.
وقالت وحدة الدراسات الاستراتيجية بمركز مسارات انها رصدت تحولا هاما في الجنوب وهو ان معظم الشهداء والجرحى الذي سقطوا خلال الايام الماضية في مناطق جنوبية مختلفة ومنها عدن هم ناشطون وقيادات شابه في الحراك الجنوبي ما يعزز من فرضية انتقال الحراك الى طور جديد يتمثل بالمقاومة المسلحة لتحقيق أهدافه المعلنة التي عجز عن تحقيقها منذ العام 2007 ،عام انطلاق ثورة الحراك الجنوبي من ساحة الحرية بعدن.
وأوضح مسارات ان دخول الحوثيون وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ستندهم قوات من الأمن والجيش إلى الجنوب خلال الأيام الماضية ساهم كثيرا في انضمام اعداد كبيرة من قيادات وناشطي الحراك بالمقاومة الشعبية المسلحة دفاعا عن الجنوب، وتمكنت هذه المقاومة التي تضم الحراك الجنوبي، وأفراد من اللجان الشعبية ومتطوعون من تكبيد القوات الغازية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ومنعها من السيطرة التامة على الجنوب حتى الآن.
وأشار مسارات إلى أن المقاومة الجنوبية المسلحة استطاعت حتى الآن توجيه ضربات موجعة إلى عدد من معسكرات الأمن والجيش الموالية للحوثي والرئيس المخلوع وتفكيكها وإفراغها من أفرادها الذين فر عدد كبير منهم بينما انظم آخرون للقتال لصف الحوثي، وهو ما يعني أن الحراك الجنوبي وجد ضالته للقضاء على الأداة المهمة التي احتلت بها مراكز القوى في الشمال الجنوب منذ اجتياح الجنوب صيف 94 والمتمثلة في قوات الأمن والجيش الطائفية التي ينتمي 90بالمائة من أفرادها إلى مناطق شمال الشمال.
وبات من المؤكد كما -يقول مسارات-أن جماعتا الحوثي والرئيس المخلوع باحتلالهما الثاني للجنوب تقودان اليمن إلى التمزق إلى ثلاث دويلات، دولة في الجنوب يطالب بها الحراك الجنوبي بحدود ما قبل 1990 ،ودولة في وسط اليمن تمثل اقليم الجند وجزء من أقليمي تهامة وسبأ، ودولة في الشمال يسيطر عليها الحوثيون الشيعة وأنصار الرئيس المخلوع.
وقال مسارات أن الذي يمكن أن يؤجل من ذهاب اليمن الى خيار الثلاث الدويلات، هو مسارعة جماعة الحوثي وحلفائها بسحب قواتها من الجنوب ووسط اليمن، والقبول بالحوار السياسي الندي مع الجنوبيين للخروج بحل حقيقي للقضية الجنوبية في اطار فيدرالية الإقليمين، ما لم فإن كل المؤشرات تؤكد ان جماعة الحوثي وحلفائها يقودون اليمن إلى التمزق والتشرذم إلى ثلاث دويلات في الجنوب والوسط والشمال.
إن استمرار قوات الحوثي في الجنوب سوف يستدعي دعما خليجيا وعربيا للمقاومة الجنوبية المسلحة -كما يقول مسارات-الأمر الذي يتطلب ايضا اعادة ترتيب وتنظيم وتأهيل هذه المقاومة، وهذا ما طالب به عدد من قيادات وزعماء الحراك الجنوبي دول الخليج، حيث طالبوا بإعادة تأهيل ودعم المقاومة الجنوبية وصولا الى تأسيس جيش جنوبي مستقل لحماية الجنوب والذود عن اراضيه ومواطنيه في وجه الاحتلال الشمالي الطائفي وصولا إلى استعادة الدولة الجنوبية المستقلة ،وهذا ما قد تلجى اليه دول الخليج مضطره من اجل الحفاظ على خليج عدن وباب المندب.
ويقول مسارات انه من الصعب ان تتمكن جماعة الحوثي من السيطرة على الجنوب وفرض امر واقع جديد في ظل اشتداد المقاومة المسلحة، وتمكن قوات التحالف العربي من تدمير المعدات والترسانة العسكرية للحوثي والرئيس المخلوع، وقطع الامدادات الواصلة الى عدن ومدن الجنوب الأخرى، ما يؤكد ان قوات الحوثي سوف تتقطع بها السبل في الجنوب وسوف تفنى إلى جانب قوات الجيش وستترك الجنوب لأهله في نهاية المطاف