الشليمي" لـ"سبق": بـ"المحمدين" نفضت السعودية الغبار عن "بشتها" السياسي "الشليمي" لـ"سبق": بـ"المحمدين" نفضت السعودية الغبار عن "بشتها" السياسي - عبد الحميد دشتي يهاجم السعودية لهاجسه الطائفي وإرضاء لناخبيه وسيحاكَم قريباً. - دول الخليج لم تعد على الهامش بل هي من يخطط اللعبة الآن، وصارت لاعباً أساسياً ولم تعد من المتفرجين. - "عاصفة الحزم" لملمت شتات الوحدة العربية وجعلت للعرب هدفاً وعزة وافتخاراً. - "سوريا نِكِسْت" فُهمت بشكل خاطئ، فالحروب ليست سهلة، ومطالبتي كانت بالدعم العسكري والسياسي. - في الكويت 13 دكتوراً يعملون لمصلحة السعودية، والإمارات دعمتنا بالعديد من القنوات الإخبارية وفي قطر قناة "الجزيرة" تساند. - العراق تحوّل لـ"مستعمرة إيرانية" والنخب العراقية "رضعت" أفكارها وتوجهاتها من إيران. أجرى الحوار/ شقران الرشيدي- سبق- دبي (تصوير: فايز الزيادي): يقول د. فهد الشليمي، عقيد ركن متقاعد ومحلل سياسي كويتي، ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، إن "عاصفة الحزم" لملمت شتات الوحدة العربية التي كانت مبعثرة، وجعلت للعرب هدفاً فيه عزة، وأشعرت الخليجيين بالفخر، وبوحدة القرار الخليجي. موضحاً في حواره مع "سبق" أن مقولته الشهيرة "سوريا نِكِسْت" فُهمت بشكل خاطئ، وهو يقصد بها دعم المعارضة بأسلحة نوعية بالتنسيق مع الأتراك، والأردنيين؛ لهز التعاون السوري الإيراني وتقديم دعم مالي، وعسكري، وسياسي... إلخ للمعارضة السورية. مؤكداً أن مباحثات "كامب ديفيد" الأخيرة كانت فرصة لإرضاء الخليجيين من قبل الرئيس الأمريكي "أوباما"، وتطمينهم بشأن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني. مستغرباً عدم إصرار دول الخليج العربية على امتلاك سلاح نووي إن امتلكته إيران. مشيداً بالتغييرات السياسية في السعودية ويراها إيجابية جداً على المنطقة، ومسلكاً جديداً على المدى الاستراتيجي؛ فالسعودية بهذه القيادة الشابة نفضت الغبار من على "بشتها" السياسي.. هذا ويتناول الحوار عدداً من المحاور، فإلى تفاصيل الحوار... ** مع تقديرنا لديمقراطية الكويت إلا أن العضو عبد الحميد دشتي يتجاوز ويغالط المواقف، ويخلط الأوراق مهاجماً السعودية داخل مجلس الأمة الكويتي.. ألا يعرّض ذلك مصالح الكويت للخطر؟ العضو عبد الحميد دشتي أخطأ في موقفه، وهو يسبح عكس التيار في دولة الكويت.. ومجلس الأمة الكويتي يمثل طوائف المجتمع الكويتي كلها، فلدينا في الكويت الحضر، والبدو، والتجار، والشيعة، والسنة، وهو يأتي من دائرة انتخابية فيها الشيعة أكثرية، وبالتالي الضغط الشعبي عليه كبير؛ لأنه يمثل هاجساً طائفياً مع الأسف الشديد، ونحن نمثل وحدة خليجية. ولذا أمام عبد الحميد دشتي خياران إما أن يكون مع الوحدة الخليجية أو أن يكون طائفياً. والطائفية مرفوضة في الدستور الكويتي، والوحدة الخليجية مقبولة من ولاة الأمر، ومن الحكومة، ومن الشعب. والنائب الكويتي عبد الحميد دشتي أخطأ في موقفه وكلامه، ومواقفه عديدة ضد الإرادة الكويتية. ففي الأوضاع في سوريا كان له ذات الموقف. ولا نستطيع إلقاء القبض عليه وسجنه؛ لأنه يعبر عن آرائه، والحل يمكن في اتخاذ إجراءات قانونية ضده؛ لأنه عضو منتخب من الشعب. والحكومة الكويتية اتخذت إجراءاتها لرفع الحصانة عنه رسمياً، وأحالته للنيابة العامة بتهمة تعكير صفو العلاقات مع دول شقيقة، وهذه التهمة تصل إلى 5 سنوات سجناً، وبالتالي نحتاج لعقد جلسة لمجلس الأمة الكويتي لرفع الحصانة عنه، وتوجيه الادعاء العام الاتهام له، ويحضر للنيابة العامة، وتحال أوراقه للمحاكم، وهذا الإجراء يأخذ وقته لكنه يردع الكثيرين، و"دشتي" يبحث عن مكاسب انتخابية في دائرته. ونحن ضده في التعدي على المملكة العربية السعودية. ** كيف ترى تداعيات "عاصفة الحزم"، وانعكاسها على المشروع الإيراني في المنطقة؟ "عاصفة الحزم" لملمت شتات الوحدة العربية التي كانت مبعثرة، وجعلت للعرب هدفاً فيه عزة، وأشعرتنا نحن الخليجيين بالفخر، وبوحدة القرار الخليجي؛ فعندما تشارك الطائرات لقصف الأهداف من كل دولة خليجية نفتخر بذلك رغم أنه ليس قراراً سهلاً، فعندما تخوض حرباً وتبعث أبناءك الطيارين لضرب مناطق بعيدة هذا ليس أمراً سهلاً. فهناك شعور بالتجمع العربي وبأهمية المرحلة. و"عاصفة الحزم" عطلت المشروع الإيراني، وأضعفت موقفه في مفاوضات (5 1)، جعلت "أوباما" يلتفت بشكل جدي لمصالح دول الخليج العربية؛ لأننا في السابق كنا مهمشين، وحمست المعارضة السورية للقيام بعمل، وكلها أهداف استراتيجية إقليمية غير مباشرة حققتها "عاصفة الحزم". وعلى المستوى العسكري حيّدت التهديد الذي كان يواجه السعودية بشكل كبير، ودول الخليج العربي الأخرى. وزادت التنسيق العسكري، و"العملياتي" بين الخليجيين، وأوضحت أهمية القوة العسكرية لردع التهديدات العسكرية المستقبلية، جعلت المفاوض الخليجي في "كامب ديفيد" في موقف أقوى؛ فهناك قوات على الأرض، وطيران في الجو. وبالتالي أصبح لنا اعتبار أمام الآخرين، ولم نعد على الهامش بل نحن من يخطط اللعبة الآن، وصرنا لاعبين أساسيين ولسنا متفرجين كما كنا قبل "عاصفة الحزم"، ولنا تأثيرنا العسكري والسياسي إضافة للوفرة التنموية. ** لك مقولة شهيرة ترددها دائماً، وهي "سوريا نِكِسْت".. هل الحروب، والصراعات العسكرية سهلة لهذا الدرجة؟ الكثير يعتقد أنني أقصد أننا سننتقل من حرب اليمن بطائراتنا ونضرب في سوريا، وهذا خطأ. أنا أقصد دعم المعارضة بأسلحة نوعية، والتنسيق مع الأتراك والأردنيين، ومن المهم أن يتغير الموقف الأمريكي من سوريا. وأن نهز التعاون السوري الإيراني، بحيث يدرك أنه يفاوض بشكل متساوٍ معنا، وأقصد تقديم دعم مالي، وعسكري، وسياسي... إلخ. نعم الآن هناك نجاحات على الجبهة العسكرية السورية. ولذلك فمقولتي "سوريا نِكِسْت" ستؤثر على مخلب إيران في لبنان، والشام "حزب الله". وأقصد بها انتقال "عاصفة الحزم" بتأثيرها العسكري والسياسي. ** التغيرات الأخيرة في القيادة السعودية، وإدخال قيادات شابة في منصبي ولي العهد وولي ولي العهد ما هي أهم أبعادها المختلفة؟ أراها تغيرات إيجابية جداً؛ لأن المنطقة لدينا أغلبها قيادات شابة، وتتحمل الضغط والمجهود، والسفر، والسهر، والمفاوضات الطويلة، أما القيادات الكبيرة في السن فتتمتع بالخبرة والحكمة، والتجربة.. ومن المهم أن من ينفذ على الأرض هم القيادات الشابة، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتفاوضان حالياً في مختلف الجهات، وهذا مسلك جديد على المدى الاستراتيجي؛ لأن الخطط الاستراتيجية للدول تبنى لعشرات السنوات القادمة، وهما قيادة شابة وسيكونان مشرفين على هذه الخطط المستقبلية إن شاء الله. والسعودية بهذه القيادة الشابة نفضت الغبار من على "بشتها" السياسي، وأصبحت قراراتها شبابية، وتفكيرها يتواءم مع المجتمع الشاب. وهذا وجد أصداء طيبة في شرائح المجتمع الخليجي والسعودي بشكل خاص. ** إلى أي مدى استطاع الإعلام الخليجي مواكبة أبعاد "عاصفة الحزم" وإيضاح المواقف العسكرية والسياسية؟ نعم واكب وبقوة.. فكل دولة نظرت لها بمقياس دقيق فلدينا في الكويت 13 دكتوراً يعمل لمصلحة السعودية بناء على الأخوة، والوحدة الخليجية، وحسن الجوار، وصلة القربة.. ويعملون في دعم المواقف السعودية وإيضاحها بشكل إعلامي، وهناك تنسيق بينهم للظهور والمشاركة في مختلف وسائل الإعلام العربي. وكل هذا الجهد يدعم من قبل القيادة السياسة الكويتية التي تدفع بهذا الاتجاه بشكل واضح. والإمارات قدّمت الدعم عبر قنواتها الفضائية المختلفة، وقطر موقفها واضح في قناة "الجزيرة"، وهذا يحسب لهم. وكذلك البحرين موقفها بارز. ** مباحثات "كامب ديفيد" الأخيرة.. ماذا أسفرت، وما أهم نتائجها؟ مباحثات "كامب ديفيد" كانت فرصة لإرضاء الخليجيين من قبل الرئيس الأمريكي "أوباما"، وتطمينهم بشأن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني. وكنت أتمنى أن تصرّ دول الخليج العربية على امتلاك سلاح نووي إن امتلكته إيران، فمن غير المعقول امتلاكها لهذا السلاح، ونحن كخليجيين لا نملكه، وأن نبقى تحت رحمة التهديد الإيراني، ومن غير المعقول أن تبقى إيران نووية ونحن غير نوويين وبلا درع يحمينا. والأمريكان يقولون سنمنحكم مظلة صاروخية، ونحن نقول لها لا نريد هذه المظلة، بل نريد صاروخاً نووياً واحداً في ترسانتنا أو تطبيق معاهدة التفتيش النووي الدولية على إيران. فامتلاك السلاح النووي لأي دولة يقوي موقفها سياسياً وعسكرياً، ويجعل الجميع يهابها، ويقلب الموازين.. ونقول إما أن نكون مع ايران نوويين أو ينزع السلاح من الجميع، وهو سلاح ردع أكثر منه تهديد، ولا نريد الحماية الأمريكية بلا سلاح نووي. ** ما تحليلك لمستقبل الأوضاع في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن؟ في العراق من الواضح أن جميع النخب العراقية درست وتعلمت و"رضعت" أفكارها وتوجهاتها السياسية من إيران، ويمكن القول إن مستقبل العراق من الآن، وحتى سنوات طويلة قادمة سيكون "مستعمرة إيرانية".. فكل الأحزاب السياسية في المشهد العراقي الحالي حليفة لإيران، وتعمل من أجله. والعراق الحالي إما أن يقسم أو يحدث شيء جديد يقلب الموازين. وفي سوريا لا بد من الضغط على الرئيس "الأسد" لكي يتفاوض، ويتنحى خارج السلطة لتنشأ حكومة مشتركة ثم حكومة انتقالية ثم حكومة إعمار وانتخابات. أما في لبنان فالأوضاع مختلفة، فهناك نفور كبير من سياسات "حزب الله" الذي ضعف موقفه حالياً بسبب ضعف الموقف السوري، والتردد الإيراني، وهذا شيء جيد لنا. وفي اليمن أعتقد أن الصورة غير واضحة.. لكنني أتوقع أن يكون نائب الرئيس "بحاح" رئيساً لليمن، وأن يختار نائباً للرئيس، ووزير الدفاع من المناطق الشمالية، أما الرئيس الحالي عبدربه منصور فسيخرج من المشهد السياسي بالاستقالة لأسباب صحية، وهو غير مرغوب فيه من مختلف الأطراف. وبالنسبة للحوثيين فهم موجودون، وسيكون لهم تمثيل سياسي في الحكومة اليمنية مع نزع سلاحهم. ** ماذا يجب علينا عمله كدول مجلس التعاون الخليجي في المستقبل؟ يجب علينا الاتحاد في المواقف، وأن يكون السقف التفاوضي لدول الخليج عالياً جداً، وألا نقبل بالحلول "الترقيعية" والترضية من هنا وهناك. فعاصفة الحزم أوجدت فكرة "نواة" لقوات عربية مشتركة، رغم أن العالم العربي حالياً في وضع ضعيف ومثخن، ويتعافى، في حين أن دول الخليج العربي في الصدارة الآن. وبالفعل نحتاج للتحالف العربي بقدرات دفاعية وهجومية، وألا نكون فريسة للتجاذبات السياسية