الرئيسية - تقارير - تفاصيل هامة عن "الوضع المعيشي واﻹنساني في عدن"

تفاصيل هامة عن "الوضع المعيشي واﻹنساني في عدن"

الساعة 10:40 مساءً (هناعدن:خاص)



�ي السابق "قبل اسبوعين من الآن" كان آخر ظهور للحوثيين ينتهي عند مؤسسة المياه وبرج التأمينات, لكنهم اليوم يظهرون ويتسكعون في كل كريتر, سأحاول حصر أشهر المباني والأماكن التي اقتحموها, لقد اقتحموا البنك الأهلي اليمني, واقتحموا المتحف الحربي , وكذلك مبنى المكتبة الوطنية, شرطة كريتر, البنك المركزي اليمني, مسجد الشنقيطي أصبح لوكندة لهم, مقر حزب الإصلاح, مبنى رامبو, وأماكن أخرى, يتسكعون في الشوارع ويتمركزون ببعض النقاط في المدينة العتيقة.. كريتر وحسب آخر الإحصائيات بها 20 ألف أسرة, نزحت معظم الأسر, لم يتبقى إلا 20% من الأسر بالإضافة لعدد من الشباب الصامدون لحماية الأحياء ومنازلهم, العالقون من الأسر يعانون معاناة شديدة لا يمكن لأحد لم يعشها أن يتخيلها.! الكهرباء: الكهرباء منقطعة انقطاع تام عن كريتر منذ 29 أبريل, وكريتر أكثر مناطق عدن حرارة, كريتر المدينة المبنية على فوهة بركان خامد, ومنه اتخذت اسمها crater وتعني "فوهة البركان", ونحن في شهر مايو أي في عز الصيف, الحرارة والرطوبة هناك لا تحتمل, رأيت أطفالا أجسادهم حمراء بها جراح وبقع دم صغيرة, من الحر والرطوبة, المواطنون يسمعون يوميا أن الكهرباء ستعود "غدا" ولكن غدا لناظره بعيد, بعيد جداً... لقد تضرر الكابل الرئيسي الذي يغذي كريتر والمعلا والتواهي وخورمكسر بالكهرباء, تضررا شديدا, وتجري محاولات إصلاحه, لكن اصلاح الكابل الرئيسي لا يعني عودة الكهرباء بالضرورة, فأثناء تجولك في المدينة العتيقة "كريتر" ستشاهد العديد من الأسلاك وأعمدة الكهرباء قد تدمرت وأحرقت وتضررت بشكل كبير يوحي بأن الكهرباء لن تعود قريبا, وستطول معاناة المواطنين. بعض الأسر تمتلك مولدات لتوليد الكهرباء تعمل بالديزل أو البترول, لكن البترول والديزل معدوم وسعره في السوق السوداء مرتفع جدا, بعض الأسر القليلة المقتدرة تستطيع توفير الوقود لمولداتها, تعود الكهرباء لمنازلهم بضعة ساعات, تقوم هذه الأسر مشكورة بشحن لمبات ومراوح بقية سكان الحي, في كريتر معظم الناس يسيرون وبيديهم "تورشليت" وفي البيوت تشتعل الفتائل المعمولة من الزيت والقطن. المراوح التقليدية المصنوعة من سعف النخيل, والكراتين تساعد ربات المنازل أيضا. بسبب انقطاع الكهرباء, يعيش بقية سكان كريتر العالقون حياة بدائية وصعبة جدا, بعد صلاة المغرب تتحول المدينة لمدينة أشباح, هدوء عارم, ظلام دامس, إلا بعض اللون الأصفر يشع من بعض النوافذ التي لازال سكانها عالقون, الحركة شبه معدومة يتخيل لك أن هناك حظر تجوال في المدينة, ينام السكان كما كان ينام أجدادهم, الساعة التاسعة والكل رقود, وفي الصباح الباكر, يوقظهم الحر. جميع وسائل الاتصالات والتكنولوجيا مقطوعة عن كريتر والمعﻻ والتواهي, لا توجد وسيلة واحدة للاتصال والتواصل, الخطوط الأرضية مفصولة تماما, شبكة الانترنت مفصولة هي أيضا, شبكات اتصال الجوال جميعها مفصولة عدى شبكة يمن موبايل تتواجد في مربعات بسيطة من المدينة, فتجد من يريد الاتصال يذهب لمنطقة الخساف بكريتر.. سوق الخضار: انتعش سوق الخضار قليلا, قبل أسبوعين كان الحصار شديدا على كريتر حتى الخضار لم يكن يسمح بدخولها, أما هذه الأيام فالخضار متوفرة ولكن سعرها أضعاف السعر الطبيعي, الجوع يجبر الناس على الشراء, وسط انعدام الرقابة وغلاء أسعار المواصلات يضطر البائعون لرفع السعر هم أيضا. لم تصل أي معونات غذائية للعالقين في كريتر والمعلا والتواهي, يتحجج القائمون على هذه المعونات بصعوبة الدخول, مع أن الدخول والخروج أصبح سهلا وطبيعيا "إلى حد ما", لذلك يعاني المواطنون من نقص الغذاء وضروريات الحياة, كما يعانون من شحة المادة فهم منذ أشهر لم يتسلموا مرتباتهم, بعض فاعلي الخير يقومون بتوزيع مواد غذائية على قدر استطاعتهم. الوضع الصحي بكريتر: تعاني المدينة من تدهور الوضع الصحي بشكل مخيف, معظم المراكز الطبية إما مغلقة أو خالية من الأدوية وكذلك من الأطباء بسبب النزوح, مجمع القطيع مغلق مع أن الوضع أصبح آمنا هناك, ومجمع الميدان يعمل من غير كهرباء وغالبا ما يرفض علاج المرضى, مركز شعب العيدروس التطوعي وكذلك عيادة خالد التطوعية هما أكثر الأماكن عملا وكفاحا في الجانب الطبي, لكنهم يعانون أشد المعاناة, فالصيدليات خالية والكهرباء غير متوفرة والمولدات بلا وقود, والوضع مزري بشكل لا يمكن وصفه. تفشي اﻻمراض: وباء حمى الضنك متفش في المدينة, حالات إصابات كثيرة بالإضافة لحالات وفيات, وحسب إفادة المهتمين بالوضع الصحي في كريتر, فلا توجد أي جهود حكومية أو من قبل المنظمات الدولية لمحاربة والحد من وباء حمى الضنك, كما أن المغذيات والسوائل التي يحتاجها مريض الضنك لا تدخل كريتر. إلى جانب انتشار حمى الضنك ينتشر في المدينة العتيقة مرض الملاريا, وسط انعدام تام لجرعته العلاجية, يضطر المريض للخروج لتلقي العلاج. #‏الوضع_البيئي حدث ولا حرج, المدينة غارقة بمياه الصرف الصحي, والقمامات متكدسة بكثرة في الأحياء السكنية, لا توجد أي جهود لنقل القمامات خارج المدينة, كل ما يقوم به المواطنون هو إحراق القمامة, وينتج عن ذلك دخان غير صحي يزيد من سوء الوضع البيئي, الذباب والبعوض منتشر بكثرة وناقل للأمراض والأوبئة, وهو ما يزيد من معاناة العالقين. #مخابز هناك مخبز وحيد في كريتر تم فتحه لبيع الرغيف والروتي بعد توفير الديزل والدقيق له ولكن الناس في طوابير للشراء.. ايضا هناك مخابز وافران في مناطق الشيخ عثمان والمنصورة والبريقة ﻻزالت مفتوحة للمواطنين والوضع المعيشي فيها طبيعي وهادئ وشهدت هذه المناطق نزوح كبير من اهالي كريتر والمعلا وخورمكسر والتواهي. #‏رسالة لكل المنظمات الدولية, للجهات الإغاثية, للجهات الحكومية, لحكومة الرياض, لفاعلي الخير, للمغتربين, كريتر بحاجة ماسة لتدخل إغاثي سريع وعاجل, مؤن غذائية وأدوية ومستلزمات طبية, سيارات اسعاف لنقل المرضى, وسيارات لنقل البرَد والماء البارد, وللكثير من المساعدات نتمنى سرعة اﻻستجابة.