نجح رجال المقاومة اليمنية في مدينة الضالع الجنوبية، أمس الإثنين، من تحقيق انتصار كبير بطرد عناصر الميليشيات الحوثية وأنصارهم من جنود الرئيس المخلوع صالح خارج المدينة بعد معارك طاحنة دارت في اليومين الماضيين أحكم فيها رجال المقاومة سيطرتهم على المدينة ومعسكر اللواء 33 ومعسكر الجرباء ومواقع عسكرية أخرى.
وكشفت مصادر لـ "سبق" من رجال المقاومة في مدينة الضالع، أن معركة طرد الحوثيين إلى خارج المدينة جاءت بعد أن سيطر رجال المقاومة على موقع الخزان وهو عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة الى زبيدة، ويضم أربع مواقع عسكرية منتشرة على امتداد تلك الجبال وبعدها تمت السيطرة على مواقع الخربة والصفراء والقشاع وإدارة الأمن بالمدينة.
اللواء 33
وأضافت المصادر: يوم أمس الإثنين نفّذ أبطال المقاومة هجوماً على معسكر اللواء 33 مدرع ومعسكر الجرباء اللذين يتحصّن بداخلهما الحوثيون وعناصر المخلوع، وبعد اشتباكاتٍ عنيفة تمّت السيطرة على المعسكرين واغتنام مضادات طائرات ودبابات مدرعة ومدافع ميدانية ومصفحات وأطقم نقل وأسلحة متنوعة، إضافة إلى قذائف وذخائر بعد أن تم القضاء على المئات من العناصر الحوثية وجنود صالح وأسر العشرات منهم وهروب البعض عبر الجبال والأودية في ضواحي المدينة مع استمرار رجال المقاومة في ملاحقتهم.
ملحمة الشهداء
ترحمت المصادر على الشهداء المقاومين الذين سقطوا في تلك المعارك سائلين الله، أن يرحمهم ويتقبلهم وأن يشفي المصابين والجرحى من رجال المقاومة الذين سطروا أروع الملاحم والبطولة؛ مؤكدين أنهم مستمرون في التقدم والصمود حتى يتم تطهير المدن اليمنية من كل الميليشيات الحوثية وعناصر الرئيس المخلوع.
المدينة المنكوبة
وكان سكان مدينة "الضالع" من الأطفال والنساء والشيوخ ومعهم رجال المقاومة الصامدون، قد عاشوا منذ أكثر من شهرين، ألم الحصار تحت نيران المدافع وقذائف الهاون الحوثية، وأقسى أنواع الظروف والمعاناة الحقيقية بعد حرمانهم من أبسط مقومات الحياة الإنسانية وسبل العيش الزهيدة، حتى أصبحت مدينتهم مدمّرة وخدماتها متوقفة من استمرار انقطاع التيار الكهربائي وانعدام توافر مياه الشرب والخبز والطعام ومشتقات وسائل الطهي والنقل حتى تم إغلاق المستشفيات وغياب الأدوية، ليتم الإعلان بأن "الضالع مدينة منكوبة" بعد أن دمّرتها الميليشيات الحوثية والجنود الموالون للرئيس المخلوع صالح، وقصفت منازل سكانها وقامت بهدم بعض مساجدها والعبث بممتلكاتها الخاصّة والعامة.
صمود وانتصار
ورغم تلك الظروف إلا أن رجال المقاومة وبأسلحتهم الخفيفة استطاعوا الصمود وعدم الخضوع وتسليم المدينة للفئة الغازية مع إحراز تقدُّم معنوي بدعم جوي لم يتوقف من طيران قوات التحالف التي كثّفت الضربات المحكمة على مواقع تجمُّع الحوثيين والموالين لصالح وشلّ حركتهم وإمدادهم، حتى تمكن أمس الإثنين رجال المقاومة الشعبية في مدينة الضالع الجنوبية من تحقيق الانتصار وصدّ العدوان الغاشم لتنطلق مسيرات النصر والفرح في باقي المدن اليمنية الجنوبية.