حقائق مثيرة وتقارير سرية تكشف الصورة الحقيقية للرئيس المخلوع علي صالح
2015/06/20
الساعة 05:37 مساءً
(هنا عدن : متابعات )
بدت صورة الرئيس المخلوع علي صالح مكشوفة، وباتت الحقيقة يعرفها الجميع، خصوصا بعد ان بدأت القوى الدولية تفرج عن معلومات في غاية السرية عن علاقات صالح المشبوهة بتنظيم “القاعدة”، رغم تحالفه المعلن مع حركة مسلحة أخرى معادية أيديولوجياً لـ”القاعدة”، وهي حركة “أنصار الله” (الحوثيين) الموالية لإيران.
عددا من الوقائع والدلائل عمقت مصداقية علاقة صالح بتنظيم القاعدة من خلال العديد من العمليات التي يستفيد من نتائجها صالح وحلفائه، فكان اخرها تفجير عدد من مساجد العاصمة صنعاء، قبل يومين، التي تبنتها “داعش”عدها مراقبون عملية قذرة يققف خلفها قوى الانقلاب في اليمن لتحقيق مكاسب اكثر في مؤتمر جنيف.
“مخبر القاعدة” فيلم اعدته الجزيرة كشف حقائق عدة، أكدت علاقة صالح ونجل اخيه عمار بتنظيم القاعدة، وكشف عن علاقة قوية تربط مسؤول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي قُتل في غارة امريكية قبل ايام، بعمار صالح الذي كان يراس جهاز الامن القومي قبل ثورة فبراير.
صحيفة البايس الإسبانية نشرت تقريرا على إثر الإعلان عن مقتل ناصر الوحيشي، القيادي في تنظيم القاعدة في اليمن، ربطت فيه بين هذه الحادثة والمعلومات التي أدلى بها هاني مجاهد، مخبر السلطات اليمنية وسط تنظيم القاعدة، عن دور الوحيشي في عدد من الهجمات المسلحة التي وقعت على الأراضي اليمنية.
وقالت الصحيفة، في تقرير مراسلها خوزي ماريا إيروخو، الذي ترجمته “عربي21″، إنه بعد اثني عشر يوما فقط من توجيه الاتهام له بأنه كان العقل المدبر وراء هجمات 2007 في اليمن، التي استهدفت مجموعة من السياح الإسبان، وأدت لمقتل ثمانية منهم، توفي ناصر الوحيشي، الملقب بأبي بصير، خلال غارة بطائرة دون طيار نفذها الجيش الأمريكي، وهو ما أكده تسجيل نشره فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
المعلومات التي كشف عنها المخبر السابق هاني مجاهد، الذي كان ينشط ضمن تنظيم القاعة في الجزيرة الإسلامية، حول قيام الوحيشي بالتخطيط لعملية قتل السياح الإسبان أثناء زيارتهم لمعبد بلقيس، تسببت بمقتل هذا القيادي الذي يعد واحدا من أكثر المطلوبين في العالم.
فشهادة مجاهد جاء فيها أنه كان قد حذر السلطات اليمنية في مناسبتين من وقوع هذا الهجوم، ولكنها لم تفعل أي شيء للتصدي له، وهو ما يشير إلى وجود علاقة بين قادة التنظيم ومخابرات علي عبد الله صالح.
التنظيم عين قائده العسكري السابق في الجزيرة العربية، قاسم الريمي، قائدا جديدا للتنظيم. ولكنه بدوره تمت الإشارة إليه خلال شهادة مجاهد، الذي أكد أنه هو أيضا متورط في عملية قتل السياح الإسبان، بعد أن قال عنه: “علاقتي به مثل علاقة أخ بأخيه، أعرفه جيدا منذ أيام أفغانستان”.
“مخبر القاعدة” اتهم الزعيم الجديد للتنظيم بأن له اتصالات سرية مع المخابرات اليمنية، حيث قال: “عندما اكتشفت أن بعض قادة تنظيم القاعدة تحت سيطرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح تفاجأت كثيرا في البداية، ولكنني الآن على علم بالدور الذي لعبه قاسم الريمي وبقية القيادات في الماضي، والدور الذي لا يزالون يلعبونه”.
وأكد مخبر القاعدة أن الرئيس السابق علي عبد الله تعمد السماح بتنفيذ هجمات مسلحة ضد الأجانب، من أجل الحصول على الدعم المالي، وكسب دعم الغرب في حربه المزعومة على الإرهاب.
وفي التقرير الدولي الرسمي المؤرخ في العشرين من فبراير/شباط الماضي، والذي أعدّه مجموعة من الخبراء الدوليون التابع لمجلس الامن الدولي، ليس من بينهم يمني واحد، وردت معلومات منسوبة لمصادر سرّية تشير إلى العلاقة الوثيقة التي تربط المخلوع وبعض أقاربه بتنظيم “القاعدة” في شبه جزيرة العرب.
ويفيد التقرير بأنّ وزير الدفاع اليمني السابق، اللواء محمد ناصر أحمد، التقى سامي ديان، أحد قادة تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية في مكتب صالح، قبيل انتهاء رئاسته عام 2012 عقب ثورة الشباب.
ويوضح التقرير أنّ وزير الدفاع، في ذلك الوقت، استُدعي إلى مكتب صالح، بينما كان الجيش اليمني يشنّ هجوماً ضدّ تنظيم “القاعدة” في محافظة أبين، التي ينتمي إليها الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد.
وكان هدف صالح المباشر من استدعائه هو “تكليفه بسحب القوات الحكومية من المعارك ضدّ تنظيم (القاعدة)”، في محافظة أبين، ربما من أجل تسهيل استيلاء “القاعدة” عليها، بغرض تصعيب مهمة خلفه هادي.
وعندما غادر القيادي القاعدي مكتب صالح، سأل الوزير الأخير عما إذا كان ذلك الرجل هو نفسه الذي كان قد أصدر فتوى ضده، أي ضدّ وزير الدفاع (تقضي بقتله)؟ فأجاب صالح “نعم”، وفقاً للتقرير. لكن لم يوضح التقرير ماذا دار من حوار بين الرجال الثلاثة، وماذا كان غرض صالح من وراء جمع وزير الدفاع مع الشخص الذي حضّ على قتله.
غير أن خبيرا بالشأن اليمني شرح أنّ الهدف من وراء سلوك صالح، على الأرجح، كان التأكيد لتنظيم “القاعدة” أنه جاد في إصدار أوامره لوزارة الدفاع بسحب القوات، تحسباً من احتمال عدم تنفيذ تلك الأوامر، وفي الوقت نفسه وضع وزير الدفاع أمام الأمر الواقع بأن حياته مهددة إن لم يبادر بتنفيذ أوامر صالح.
ومما يرجح صوابية هذا التفسير، أنّ هادي تولى منصب الرئاسة عام 2012، بعدما كانت عدة محافظات يمنية قد سقطت في يد تنظيم “القاعدة”، من بينها محافظة أبين، مسقط رأس هادي. وجاءت النتائج لاحقاً على عكس ما كان يرجوه صالح، إذ إن نجاح الرئيس هادي في تحرير تلك المحافظات من قوات “أنصار الشريعة” الموالية لتنظيم “القاعدة”، جعله يحظى بتأييد محلي وإقليمي ودولي.
ويشتبه وزير يمني بارز في حكومة خالد بحاح، بأنّ ما ورد في التقرير الدولي عن علاقات صالح بتنظيم “القاعدة” مصدره وزير الدفاع السابق المعروف بمساهمته في تمهيد الطريق أمام الحوثيين لاقتحام صنعاء. وتربط وزير الدفاع السابق علاقة قوية بالرئيس هادي دامت عقوداً، لكن الأخير تخلى عنه بعد اقتحام الحوثيين للعاصمة اليمنية واستبداله باللواء محمود الصبيحي.
لجنة العقوبات الدولية رفعت التقرير المشار إليه إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي، وأوصت مجموعة الخبراء بإجراء المزيد من التحقيقات واللقاءات مع مسؤولين يمنيين سابقين وحاليين. وتوقعت المصادر نفسها أن يكون من بينهم وزير الدفاع السابق، المقيم حالياً في سلطنة عمان. وأشارت إلى أن التحقيقات ستشمل عميداً مقرباً من وزير الدفاع السابق، أرسله صالح مبعوثاً سرّياً له إلى الأردن.
مارب برس