عدن : تفاصيل عودة الحياة بعد 120 يوم من الحرب والحصار والدمار
2015/08/08
الساعة 10:48 صباحاً
(هنا عدن -متابعات)
صنعاء ــ همدان العليي
تملأ آثار الدمار والخراب شوارع عدن، عاصمة جنوب اليمن، بعد 120 يوماً من الحصار والحرب. مع ذلك، بدأت ملامح الفرحة والأمل في الظهور على وجوه سكان المدينة عقب اكتساح قوات "المقاومة اليمنية" والتحالف العربي المدينة في 17 يوليو/ تموز الماضي.
يبدي المهندس وليد الحمري سعادته لعودة الأمن والهدوء إلى المحافظة بعد أربعة أشهر من الحرب والدمار والمعاناة. ويؤكد أنّ الأوضاع أصبحت أفضل بكثير من السابق رغم وجود المشاكل المرتبطة بالبنى التحتية التي تم تدميرها. يضيف: "نمرّ بشوارع عدن ونشعر بالرغبة في البكاء على ما أحدثته الحرب، لكننا في النهاية نشعر بسعادة جامحة لأننا تحرّرنا. وكل شيء يعود إلى ما كان عليه بالتدريج". ويكشف أنّ المواد الغذائية بدأت تتوافر. كما تراجعت أسعارها بشكل كبير عما كانت عليه طوال الحرب، فعاد سعر صفيحة البنزين إلى 14 دولاراً أميركياً، وتراجعت أسعار الدقيق والقمح والحليب والأرز بشكل كبير.
وبالنسبة للكهرباء والمياه، يقول الحمري إنّهما مقطوعتان حتى اليوم عن نصف المدينة خصوصاً المناطق المتضرّرة بشكل مباشر بالحرب. وهي التواهي والقلوعة والمعلا وكريتر وخور مكسر، بعد تدمير البنى التحتية فيها. لكنّه يوضح أنّ الخدمات أفضل حالاً في بقية المناطق.
من جانبه، يؤكد المدير العام لكهرباء عدن، خليل عبد الملك، أنّه تم الاتفاق على شراء الهلال الأحمر الإماراتي معدات محطة 22 مايو لصالح مؤسسة الكهرباء في عدن لتكون محطة مملوكة للمؤسسة. وكذلك تم دفع تكاليف التشغيل والصيانة لمدة عام كامل. ويضيف أنّه سيتم خلال الأيام المقبلة شراء عدد من المولدات الأخرى التي ستعمل على حل مشكلة الكهرباء في معظم مناطق عدن.
من جهة أخرى، بدأ العمل في صيانة مرافئ المدينة البحرية والجوية، من أجل تأهيلها لاستقبال المساعدات الإنسانية والعسكرية وغيرها. وقد وصلت الأربعاء الماضي أول طائرة سودانية إلى مطار عدن الدولي. وتبدو المدينة كورشة عمل نشيطة حالياً من أجل تجهيزها كنقطة انطلاق اقتصادية ودعم لوجستي لعمليات التحالف العسكرية، والعمليات الإغاثية إلى المناطق المحرومة.
وعن ذلك، يقول أحد مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن إنّ وجود ميناء عدن وطرقات متاحة كممرات آمنة إلى باقي محافظات جنوب اليمن المحاصرة يدفع جميع المنظمات الإغاثية إلى تسريع توصيل شحناتها لمساعدة أكبر عدد من المتضررين من القتال المستعر في تلك المناطق. ويضيف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ تأمين مدينة عدن والطرق منها إلى المناطق الأخرى سيكون بمثابة انتصار للعمل الإنساني وتنفيذ برنامج الاستجابة الإنسانية في اليمن الذي يمكّن الشركاء فيه من الانتقال بسهولة إلى باقي الأماكن المتضررة.
وتشير التقارير الأخيرة للأمم المتحدة إلى أنّ جميع سكان مدينة عدن هم من المستحقين للمساعدات الإغاثية. كما تمثل نسبة الاحتياج في عدن 4 في المائة من إجمالي مستوى الاحتياج في كافة المحافظات اليمنية الناتجة عن الحروب الحالية والسابقة.