�طع محافظ لحج أحمد مهدي فضيل باستحالة عودة عناصر التمرد الحوثي من جديد إلى قاعدة العند الاستراتيجية، وكشف أن احتلالهم للمعسكر تم عبر خدعة كبيرة، حيث زعموا ولاءهم للشرعية وأنهم يريدون تأمين القاعدة، مشيرا إلى أن الثوار يقفون بالمرصاد لمواجهة أي أحلام بالعودة مرة أخرى. وأضاف فضيل أن نزع الألغام التي زرعها الحوثيون قبيل انسحابهم هو أبرز الملفات التي تعمل عليها المحافظة في الوقت الراهن. وفيما أشاد بالدعم الذي يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن، دعا بقية المؤسسات الدولية إلى عدم الاكتفاء بالفرجة على تلك الجهود، وأن تبادر بمد يد العون إلى المحتاجين، كما أجاب فضيل على كثير من الأسئلة كما تتابعون بين سطور الحوار الآتي: عقب تعيينكم محافظا لمحافظة لحج التي حررت أخيرا، ما أبرز التحديات التي تواجهكم؟ في الحقيقة لدينا خمسة ملفات رئيسة أعطيت الأولية، أهما تنظيف المحافظة من الألغام التي زرعها المتمردون، والتي أزهقت أرواح الكثيرين، ونهتم كذلك بتوفير الخدمات العامة للمواطنين، مثل الماء، والكهرباء، وشبكة الاتصالات، حيث تم البدء في ذلك من الأسبوع الثاني للتحرير، وأكملنا ما نسبته 90% من هذه المهمة، رغم أن شبكة المياه لا تزال تشهد كثيرا من التحسينات، بعد تدميرها بواسطة المتمردين. ومن أولوياتنا كذلك توثيق شامل لكافة الممارسات التي قام بها الحوثيون، سواء تجاه المواطنين أو مؤسسات الدولة، فيما نركز كذلك على عمليات النظافة وإعادة الحياة الطبيعية لوضعها، وأخيرا شرعنا في تنفيذ توجيه القيادة العليا وقرار الرئيس عبدربه منصور هادي، باستيعاب عناصر المقاومة ضمن القوات المسلحة والأمن، ونتعاون حاليا مع المنطقة العسكرية الرابعة المعنية بذلك، وهذا الملف يلزم بعض الترتيبات والإمكانات، وهناك عمليات حصر وتنظيم جار العمل عليها. ولكن البعض يؤكد وجود بعض الجهات التي لا تزال توالي جماعة الحوثي داخل المحافظة؟ المتعاونون مع قوى التمرد الحوثي بعدد أصابع اليد، وجميع أهالي المحافظة كانوا ولا زالوا صفا واحدا لمواجهة الميليشيات الانقلابية، التي انهزمت نفسيا قبل الهزيمة العسكرية، حيث لم يجدوا حاضنة لهم في لحج. هل شرعتم في إعادة النازحين إلى منازلهم، لا سيما أن أعدادا كبيرة منها هدمت بأيدي الغزاة؟ أبرز معضلة تواجهنا هي المنازل التي تم تدميرها، والأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية، خصوصا الشوارع، لذلك أصبح من الصعب عودة النازحين لمنازلهم، ونحن نسعى حاليا لمعالجة ذلك، بالتعاون مع دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة ودولة الإمارات. كيف ترى أثر استعادة قاعدة العند ومعسكر لبوزة من أيدي الميليشيات في تحرير لحج؟ الموقعان كانا تحت سيطرة التمرد، وتحرير العند سهل مهمة استعادة لبوزة، والمعسكران يحتضنان في الوقت الحالي قوات الجيش الموالي للشرعية، بقيادة اللواء فضل حسن، وتجري حاليا عملية تجنيد للشباب الذي يمكن استقطابهم للقوات المسلحة، وللمساعدة في تحرير بقية المحافظات من قوات التمرد. الثوار قدموا تضحيات كبيرة في المحافظة، كم العدد الإجمالي لهم؟ المقاومة مثلت خط الدفاع الأول، وجهودهم هي التي ساهمت في التحرير، ولدينا أعداد كبيرة من عناصر المقاومة الذين هبوا لمواجهة الحوثيين، وأعدادهم تختلف من مدينة إلى أخرى، لكن عددهم الإجمالي يتراوح بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف عنصر، وأسهمت وفرة أعداد الثوار بشكل مباشر في وضع نهاية للتمرد. كم عدد الأسرى لديكم، وأعداد المفقودين في صفوفكم؟ هناك مفقودون نبحث عنهم، وقمنا بتسليم قوائم بأسمائهم إلى لجنة الصليب الأحمر، ولدينا أعداد كبيرة من الأسرى الحوثيين، قمنا أخيرا بتسليمهم للسلطات في محافظة عدن، لأن لحج لا تزال جبهة مواجهات متقطعة. ما الأسباب التي أدت لتأخر عملية تحرير لحج؟ لم يحدث تأخير، والعملية تمت في الوقت المناسب بعد تحرير عدن، لأن لحج بمثابة الحزام الآمن لعدن. كما أن الحوثيين استخدموا الأسلحة الثقيلة في عدن عقب وصولها عن طريق لحج، وتسبب اكتمال تحرير المحافظة في نكسة كبيرة للمشروع الحوثي. هل وصلتكم كميات كافية من الإغاثة؟ في الحقيقة لا تزال ضعيفة حتى الآن، ولا يزال المواطنون يعانون. لكنا نقدر تماما الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي بدأ فور تحرير المدينة في إرسال المساعدات للمتضررين. ونناشد المؤسسات الدولية بأن لا تقف موقف المتفرج وأن تبادر بدورها بتقديم العون. الحوثيون حاولوا ويحاولون وضع لحج ممرا لدخول عدن، لماذا؟ ليست مجرد محاولات، بل إن هذا ما حدث بالفعل، حيث استخدموا لحج مدخلا لعدن، لكونها امتدادا جغرافيا لها، ولكن هذا الأمر بات مستحيلا في الوقت الحالي. ولكنّ الانقلابيين ما زالوا يفكرون في العودة لاحتلال العند من جديد؟ هذه مجرد أحلام، ولا أعتقد أنهم يمكن أن يفكروا في ذلك، رغم وجود أطماع لديهم، وهم يدركون أن هذا الأمر أصبح مستحيلا. حتى احتلالهم للموقع في السابق كان بسبب مؤامرات، بعد أن زعموا ولاءهم للشرعية. وعموما فإن قوات الجيش الموالية للشرعية تقف لهم بالمرصاد. من هو أحمد فضيل • تاريخ الميلاد: 1956م • دكتوراه في الحاسوب ونظم المعلومات 1989 • عميد كلية العلوم الإدارية – جامعة عدن • أعلن انضمامه للشرعية منذ تفجر الأحداث • شارك في دعم المقاومة الشعبية بمحافظة لحج • أسهم في تأسيس جامعة لحج عام 2007