الرئيسية - تقارير - جنة حوف المنسية ...... بين ذهول الزائر واستغرابه !!! ( صور )

جنة حوف المنسية ...... بين ذهول الزائر واستغرابه !!! ( صور )

الساعة 04:52 مساءً (هنا عدن - خاص )

هي منطقة حدودية مع سلطنة عمان حباها الله جمالا ورونقا قلّما تجد له مثيلا ، فالخضرة هي السائدة في المكان والمسيطرة على جميع نواحيه  و البحر يلتف حولها ويحيط بها ويزيدها طبيعة وبهاءا  .

إنها محمية حوف الواقعة بمديرية حوف بمحافظة المهرة أقصى شرق اليمن حيث تتميز المنطقة بجو طبيعي جميل وانتشار واسع وكثيف للعشب والخضرة وضباب كثيف قد يحجب الرؤية بعض الأحيان من كثافته .



هذه الطبيعة تمتد لثلاثة أشهر هي يوليو وأغسطس وسبتمبر قد تزيد قليلا قبل وبعد وتكون المنطقة خلال هذه الأشهر مزارا لمجاميع كبيرة من شتى أنحاء اليمن بل ومن دول أخرى خاصة منها دول الخليج وأعداد الزوّار في ازدياد كما حصل هذا العام حيث امتلأت جبال المحمية بالزائرين وخيامهم لصعوبة السفر للمناطق الأخرى بسبب الحروب والصراعات .

الزائر لمحمية حوف لابد وأن يخرج بانطباعين أحدهما إيجابي للغاية وهي المتعة بما تتميز به هذه المنطقة من خضرة وبحر وجو جميل ، ولكن مع هذه المتعة من الضرورة أن يخرج بالانطباع الثاني وهو الاستغراب الشديد من عدم استغلال هذه المنطقة سياحيا وتوفير الخدمات الضرورية للزائر الذي يجد مشقة كبيرة إذا أراد علبة ماء فما بالك بغير ذلك حيث تنعدم الخدمات الأساسية فلا محلات للبيع ولا أماكن للسكن ولا مطاعم للأكل  !!!   .

سلبية حوف لم تقتصر على انعدام الخدمات بالمحمية وإنما هناك سلبيات أخرى ومنها وجود حشرة صغيرة لاتجد مكافحة تتسبب في ظهور بعض البثور الصغيرة على الجسم بعد زيارة المنطقة ولكنها بثور سرعان ماتذهب من الجسم خاصة بعد استخدام بعض العقاقير القليلة الخاصة بالحساسية وهي بثور لا يصاب بها جميع الزوار غير أن البعض يبقى خائفا منها وإن كان جمال المنطقة ينسي الزائر جميع هذه السلبيات ويجعله شغوفا للزيارة مرة أخرى بل والمكوث فيها أكثر وقت .

مهرجان حوف السياحي ... عودة بعد انقطاع

أهالي مديرية حوف أقاموا هذا الموسم مهرجانا سياحيا متواضعا ترحيبا بالزوار وتعريفا بمحميتهم ، وهو مهرجان قد أقيم من قبل لمدة عامين أو ثلاثة أعوام ثم انقطع لمدة عشر سنوات كاملة والآن يعود من جديد ولكن بجهد ذاتي من أبناء المنطقة مع بعض الدعم من محافظ محافظة المهرة وغيره من الجهات .

 مهرجان حوف امتد لثلاثة أيام من يوم الخميس 13 أغسطس وحتى السبت 15 أغسطس 2015م برعاية محافظ محافظة المهرة ، وعن المهرجان يحدثنا الأخ محمود عبدالله علي ياسر رئيس مهرجان حوف حيث يقول  بأن هذا المهرجان بشكل تطوعي وقد أقامه منتدى شباب حوف التطوعي الذي أسس قبل حوالي ثلاثة أشهر من المهرجان ، وهدف الإنشاء للمنتدى هو القيام بأعمال تطوعية تخدم المنطقة حيث بدأو بحملات نظافة للمنطقة بكاملها بما فيها المحمية ، ثم فكروا بعد رؤيتهم لتزايد الزوار ورحيلهم دون معرفتهم بعادات هذا المنطقة وتراثها ففكروا بإعادة إقامة المهرجان مرة أخرى بشكل تطوعي ذاتي من أبناء المنطقة لنقل عادات وتقاليد البلاد للزائر وتحيي العمل الجماعي لدى جميع أبناء المنطقة .

ويضيف رئيس المهرجان بأنهم وجدوا تجاوبا كبيرا مع المهرجان وقد حضر محافظ المهرة بنفسه لافتتاح هذا المهرجان ورعايته وتقديم الدعم المادي والمعنوي للقائمين على هذا المهرجان .

 وعن افتقاد المحمية لأبسط الخدمات التي تقدم للزائر أفاد الأستاذ محمود والذي يعمل أخصائي اجتماعي بأن هذه المشكلة مطروحة ونبحث لها عن حلول بحيث يتم إقامة مشاريع في المحمية لخدمة الزائر غير أن هذا الأمر يريد لتهيئة وتوعية كون الأراضي ملك لأشخاص وبعضها مزارع ومن الضرورة توعية المواطنين بأهمية ذلك والسماح بإقامة هذه المشاريع المهمة للمنطقة سواء من السلطات الرسمية أو من قبل أبناء المنطقة نفسهم أو من المستثمرين .

ويؤكد نفس الكلام الأخ / محمد سعد سعيد القميري نائب رئيس المهرجان ويزيد بأن المهرجان احتوى على إقامة جناح تراثي لم يقم من قبل وفيه تعرض العديد من الموروثات الشعبية لأهل المنطقة كما أنه ساهم في إطلاق إبداعات المشاركين في عرض بعض مما قاموا به من تحف .

ويضيف بأن المهرجان حوى عدة أجنحة منها جناح خاص بالتحف وآخر يعرض بعض الصور الفوتوغرافة التي تظهر جمال ورونق وطبيعة هذه المنطقة .

وأكد القميري بأن منتدى شباب حوف سيسعى في القريب العاجل لإنارة شوارع المديرية وتشجير المدارس والمستوصفات إضافة لضرورة إقامة مشروع فندق أو سكن مفروشة بالمنطقة كأدنى خدمة نقدمها لزوار هذه المحمية .

محمية حوف هي شاهد حال واضح لتقصير السلطات الرسمية المركزية والسلطات المحلية في هذه الخيرات والنعم التي حباها الله لهذه البلد وهي دليل أيضا على الوضع السلبي الكبير الذي وصلت له بعض الشعوب والتي ترى خيراتها أمام أعينها ولاتستفيد منها وسيأتي اليوم الذي يستفيد من تلك الخيرات غيرهم .