يواصل الحوثيون وقوات صالح ملاحقة قيادات وأعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، كما يشنون ضدهم حملة تحريض واسعة في وسائل إعلامهم، حيث يرى بعض أنصار الحزب أن الأمر يعود إلى دور الحزب البارز في صفوف المقاومة الشعبية.
يتعرض حزب التجمع اليمني للإصلاح لحملة استهداف واسعة من الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حتى بات قادته وأعضاؤه بين قتيل ومعتقل وملاحق.
ويشن خصوم حزب الإصلاح من الحوثيين وقوات صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام حملة تحريض واسعة ضده في وسائل إعلامهم، حيث يسعون إلى تخوين كل أعضائه واتهامهم بالعمالة لما يسمى "العدوان السعودي"، وبذلك يبررون حملة الاعتقالات التي تطول عناصر الحزب وقياداته في صنعاء.
ويعتقد محللون أن حملة التحريض والاستهداف ضد الحزب ترجع إلى "تصدره" المشهد السياسي اليمني، ولمشاركته "الكبيرة" في المقاومة الشعبية ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح، فضلا عن رفضه الصريح والعلني للانقلاب على الشرعية، وتأييده لعاصفة الحزم التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية.
وبرز حزب الإصلاح في المقاومة الشعبية بمحافظات تعز ومأرب والجوف وعدن وشبوة، ومن المتوقع أن يلعب دورا مماثلا أثناء مرحلة الحسم بمعركة صنعاء المرتقبة، حيث يتمتع بحضور جماهيري بالعاصمة، فضلا عن حاضنته القبلية في محافظات عمران وحجة وفي الحزام القبلي المحيط بالعاصمة مثل مديريات أرحب وهمدان وخولان، وأيضا بمحافظات إب والحديدة وذمار.
كلفة باهضة
ويؤكد الناشط الإصلاحي والصحفي فضل المنهوري أن ما يتعرض له حزبه يأتي على خلفية "انحياز حزب الإصلاح وتبنيه هموم المظلومين والمضطهدين من أبناء الشعب اليمني، الذي اختار طريق المقاومة والدفاع عن النفس، وكذلك تأييده للجيش الوطني".
واعتبر المنهوري -في حديث للجزيرة نت- أن سياسة التحريض ضد حزب الإصلاح كلفته ثمنا باهظا، حيث استبيحت مقراته وصودرت ممتلكاته في العاصمة وعدد من المحافظات منذ سيطرة مليشيا الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، بل ارتكبت بحق قياداته وناشطيه "جرائم حرب وانتهاكات".
وبشأن ما يقال عن تصدر منتسبي حزب الإصلاح لصفوف المقاومة الشعبية، قال إن كل يمني انحاز مع قبيلته وأبناء مديريته ومحافظته باعتبارهم جزءا من النسيج الوطني، بعيدا عن الانتماء السياسي، ودون تمييز عنصري أو مناطقي، حسب قوله.
سقوط الأحزاب
في المقابل رأى الباحث السياسي فيصل علي أن كل الأحزاب اليمنية خرجت من منظومة العمل السياسي بمجرد سقوط الدولة في 21 سبتمبر/أيلول 2014 في قبضة مليشيا الحوثي وحلفائهم، معتبرا أن مشاركة المنتمين للأحزاب اليمنية في المقاومة لا تعني مشاركة الأحزاب نفسها، "فالسياسة غير المقاومة والحرب".
وأشار إلى أن هناك أفرادا من حزب الإصلاح ضحوا كثيرا في مقاومة الانقلاب، وأن هناك أفرادا آخرين من قادة أحزاب كثيرة لم يقدموا شيئا.
ورأى أن مستقبل الأحزاب غير مضمون، معتبرا أن شعبية أحزاب اللقاء المشترك المعارضة اهتزت، حيث انضمت غالبيتها للمشروع الانقلابي منذ حرب الحوثيين على دماج في صعدة وإسقاط مدينة عمران بشمال صنعاء.
وأكد علي -في حديثه للجزيرة نت- أن الشعب اليمني بمختلف شرائحه هو الذي يقاوم وليست الأحزاب، معتبرا في الوقت نفسه أن حزب الإصلاح يتمتع بشعبية عريضة وأن كثيرا من أعضائه يشاركون في المقاومة.
وأضاف أن الفرصة مواتية لحزب الإصلاح لكي يكون حزبا جماهيريا عريضا عقب إنهاء الانقلاب، ولكن ذلك متعلق بتحوله إلى حزب سياسي لا دعوي، وبتخلصه من القيادات الوسطى المعيقة للعمل السياسي، حسب رأيه.
ورأى الباحث السياسي أن "حزب الإصلاح سيكون أقرب إلى الشارع اليمني عندما يتخلى عن 99% من العاطفة المخصصة للأمة العربية والإسلامية لصالح الأمة اليمنية، وعندما يدافع عن حقوق البسطاء من الشعب".
المصدر : الجزيرة