الرئيسية - تقارير - مكاوي: 85% من أطفال التواهي والمعلا وكريتر وخور مكسر يعانون مستويات مختلفة من سوء التغذية

مكاوي: 85% من أطفال التواهي والمعلا وكريتر وخور مكسر يعانون مستويات مختلفة من سوء التغذية

الساعة 01:27 صباحاً (هنا عدن - خاص )

عدن/خاص – عاد نعمان 

 



   دشن رسمياً يوم أمس الثلاثاء الموافق الأول من شهر سبتمبر من العام 2015م برنامج "التغذية الصحية"، والذي يستهدف الأطفال بين عمري 6 أشهر و12 عاماً، ويحمل شعار "أطفال المستقبل"، وتنفذه منظمة "حماية الشباب" Save Youth، بافتتاح وحدة "تغذية الأطفال"، التابعة لها، في المجمع الميداني بمديرية كريتر بعدن.

   وبحسب الخطة الموضوعة للبرنامج من إدارة المنظمة لطاقم الوحدة فإنه من المقرر أن يستمر ثلاثة أشهر، ويأتي بعد نزول ميداني لمدة أسبوع متواصل في ثلاث مديريات، وبعض الأحياء السكنية في مديريات أخرى، تم تصنيفها من قبل منظمات عالمية متخصصة بمجال التغذية أنها منكوبة غذائياً، وأطفالها يعانون من سوء تغذية بمستويات مختلفة، نُفذ النزول بإشراف من فرق متدربة، مكونة من أعضاء ومتطوعي المنظمة، حيث بلغت نسبة الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية في تلك المناطق 85%، وهي نسبة ارتفعت بعد الحرب، خلال الأربعة الأشهر الأخيرة، وقد تضطر المنظمة لتمديد فترة البرنامج؛ لتحقق النجاح المرجو منه، والمديريات هي: كريتر، والمعلا، والتواهي – القلوعة، وأحياء سكنية بمديرية خور مكسر، ومدينة العريش.

    وأشار مدير المشروع/محمد مكاوي إلى أن فرق النزول الميداني اعتمدت على نموذج مصمم بعناية فائقة، حيث تم اختيار عينة من عشرة أطفال في كل منطقة من الأحياء السكنية المستهدفة، وقياس أوزان الأطفال بواسطة أجهزة معتمدة دولياً في منظمات عالمية معنية ومختصة بالتغذية، منها: مقياس محيط الذراع، ومسطرة الطول، والميزان الحساس، كما تم تسجيل حالات لأطفال يعانون من سوء التغذية في مكتب الوحدة، وقال: "سجلت الوحدة حوالي 120 طفل، يشكو من سوء التغذية بين الحاد والمتوسط خلال الثلاثة الأسابيع الماضية، خضعوا لفحوصات طبية وفق جداول ثابتة خاصة بتغذية الأطفال من منظمة الصحة العالمية، معمول بها في عدد من المستشفيات والمجمعات الصحية في أغلب المحافظات قبل سبع سنوات تقريباً".

   وفي تصريح خاص بمدير وحدة التغذية الدكتور/ليندا مكاوي قالت: "يعمل في مكتب الوحدة مجموعة من متطوعي المنظمة، الذين تم تدريبهم مسبقاً قبل افتتاحها، يقومون باستقبال الأطفال خمسة أيام في الأسبوع، ويصرف لكل طفل يعاني من سوء التغذية كمية محددة من الأكياس الغذائية تناسب حالته الصحية، ومتابعة ومراقبة وزن كل طفل بزيارة أسبوعية إلى الوحدة، حتى يصل تدريجياً إلى الوزن المستهدف، ويخرج من النظام الغذائي بعد استعادته وزنه الطبيعي، وبالنسبة للأطفال في الأحياء السكنية البعيدة تكون الزيارة كل أسبوعين"، وأضافت: "هناك نشاط توعوي يستهدف الأمهات عن كيفية تغذية أطفالهن، وفي حالة عدم تحسن الوزن، يتم نقل الطفل مع ورقة إحالته إلى إحدى المستشفيات، المستعدة تماماً لاستقباله، كمستشفى "الصداقة" التعليمي، بعد التواصل مع إدارتها، وقد يحدث نقله، لعدم وجود استجابة أثناء تلقيه العلاج في العيادة الخارجية بالمجمع، أو عدم التزام أسرته بنظام التغذية المحدد له، أو لإصابته بمضاعفات مرض آخر".

   ونوهت مكاوي في إطار حديثها إلى أن كثير من المستشفيات لديها عيادات داخلية وخارجية خاصة بعلاج الأطفال من سوء التغذية، بينما توجد عيادات خارجية فقط في عدد من المجمعات الصحية، وبعضها ليست مجهزة بشكل كامل بالمستلزمات الطبية اللازمة؛ لمعاينة وفحص الحالات، وتنقص البعض الآخر كميات الغذاء الكافية؛ لتغطية جميع الحالات الواردة لها، مشيرةً إلى أن مخزون الغذاء في مستودع المجمع بكريتر قد نفد تماماً منذ فترة قريبة، ويجري مؤخراً تزويد الوحدة بكميات من أكياس التغذية من "العجينة الجاهزة" و"الفيتامينات" وغيرها من الأغذية المتنوعة، والتي تحتوي على العناصر الأساسية لتغذية الطفل بما يلزم لضمان استعادته لوزنه الطبيعي، وذلك بدعم وتنسيق مع إدارة المجمع الصحي في مديرية البريقة.

   من جانب آخر، تحدث أحد متطوعي الوحدة/نديم يعقوب عن عدد من قصص النجاح التي حققها البرنامج خلال أيامه السابقة، وسير عمل  الوحدة خلال الفترة القادمة، حيث قال: "تمكنا بجهودنا الذاتية من إنقاذ عشرات الأطفال، الذين يعانون من سوء تغذية خفيف، إحدى تلك الحالات طفلة ازداد وزنها من 450 جرام إلى 650 جرام خلال أسبوع من اتباع البرنامج الغذائي الذي خصص لها"، مشيراً إلى أن البرنامج الغذائي المتبع ليس بذلك الكمال، فالأكياس الغذائية التي تصرف للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد ومتوسط ليست متوفرة بكميات كبيرة، وكذا عدم توفر "ألواح البسكويت" الضرورية أيضاً لتغذية الطفل الذي يعاني من النحالة؛ لينتقل من مرحلة إلى أخرى من سوء التغذية، حتى يتعافى، وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الخفيف، فإنه يتم صرف الفيتامينات فقط لهم بانتظام مع التشديد على اتباع نوعية معينة من الأغذية، وفي حالة الطفل الميؤوس من تحسن صحته، وعدم استجابته للبرنامج يتم تحويله إلى غرفة الرقود في الوحدة، حيث يخضع لرعاية خاصة؛ لاستعادة وزنه الطبيعي، الذي يتمتع به غيره من الأطفال بمثل عمره، مؤكداً أن جزء من سير عمل الوحدة يعتمد على المنسقين الميدانيين، والتواصل مع مجموعة من الدكاترة.

   يُذكر أن "حماية الشباب" منظمة مدنية، غير حكومية، لا تهدف إلى الربح، ولا تتبع أية جهة، تأسست في عام 2010م، وتعمل في النطاق الجغرافي لمدينة عدن، وتسعى من خلال برامجها ومشاريعها إلى تأهيل الشباب اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، وتطوير مهارات وقدرات القيادات الشبابية خاصةً والمجتمع عامةً.