الله أكــبــر يـا عــدن
اللــــه أكبــر مـا أحــلاكِ يـا عـــــدنُ اللــه أكبـــر فـجـــرٌ وجـهُــــك الحَـــسَــنُ
اللــــه أكبــر هـذا الثَّـــغْــر مـبـتسمـاً بـحـرٌ تَـمـــيسُ على شُـطآنـه السُّــــــفُـن
اللــــه أكبــر هـــل أَقــبَـلتَ يـا زمــن حـتى تَــرى عـــدنـاً يـغـتـــالــها الشَّـجَـن
اللــــه أكبــر هذا الـوجْــدُ يـسـلُـبُــني قـلبُ الـمُحِــبّ لـدى الأبـوابِ مُــــرتَـهَـــن
تـلـك الفـتاةُ التي في عُـرسها لَـبِسـت ثـــوبَ الزّفــافِ تُــريـــدُ اللـيلَ يَـحـتَـضِن
تـلـك الفـتاةُ التي مـا جـاءهــــا كــدَرٌ لـم تَـعـرِفِ الحُـزنَ أو تَــعلــمْ بهـا الفِــتَن
جاءت عــروســاً بـفيها شَـدوُ غانـيةٍ أنْ يــا زمــانُ هُـلُــمَّ الآن يــــا زمـــــــــن
وهـاتِ لي رَقَـصـات الحُـبُّ مَـبْـخَــرَة فـي جَــوِّهـا أَنــتـشـي شـوقاً وأَفْــــــتَـتِـن
وأَلــبَـسُ العِـــطـرَ أسـعى في مواكـبه سَــكـرى يُـدَغــدِغُ أحلامٌ لـــــــيَ الوَسَــن
يَجري بيَ الطَّيْـف تَـلهو بي سواعده طَــوراً أَمــيــلُ وطـوراً عـنـــده السَّـكَـــن
مــا مرَّ يـومٌ ولي في النـاس مَـظـلَمةٌ كـلٌّ يَــرانـي الهـوى إنـي لــــــهـم وطــن
مـاذا جـرى بَــغْــتَـةً في يوم موعدها حــتى تَــشـيخَ وحـتى يَـذبُـلَ الــــــفَـــنَــن
مـاذا جـرى في سوادِ الليلِ مَـضجَـعُها خــالٍ ومــن حولِـهـــا الآهــات والكَــفـن
أيــن الـذين بـها هـامُـوا ومـوعِـدُهــم أن يــاتيَ الليـــلُ موعوداً بـمَـن زَفَــنـــوا
هـل غادروها فأضحـت أرضُهــا دِمَـناً كــانت على أرضـها تَــحـلو بها الدِّمَـــن
هـل مَــلَّـهـا عـاشِـــقٌ أو مَلَّهــا قَــدَرٌ حــتى تهــاوَتْ بـهـا الأمـواج والـمِــحَــن
"قصر المَعاشيق" خـاوٍ لا غِناء بـه حَـيُّ "البساتــيـــن" لا خِــلٌّ ولا خَــــدن
مـا خَـطْـبُـها بـنـتُ آمـادٍ وسـاقــــيـةٍ يَــســقـي الـزمانَ شـبـابـــاً كـفُّـها اللَّــدِن
يـا وَيْحَهـم حَرَّقــوا فُـسـتان سَهـرَتِها حـتــى تَــعــرَّت فـساح الـــــمـاء واللَّبــن
يـا وَيْحَهـم سَــلَـبوا مـن لَـحْـنِها نَغَـماً عاشت بـه طـرَبـــــــاً أعـمارَها اليـَـــمــن
فَــضُّـوا بَـكارتَـها جَمعاً وما انـتَـظَروا طــفـلاً يـجيء وفي أحشــائـــــه الحَــزَن
طــفـلاً يَــصـيـح ولـم يُــولَد أيا أبـتـي مَــن ذا تــكونُ أَلَـم تَســمعْ بِمَـن طَعَــنــوا
أُمَّــاه لا تَـخــجَـــلي قـد جاءهم أَسَــدٌ عَــهْــداً عــليـــــــه يُــعـيـد الحَـقَّ يـتَّـزِن
أُمَّــاه لا تَــجـزَعـي قد جاءهم بَـطَــلٌ نــصـرُ الـدخــيـــل له العـادات والسُّــنَـن
لا يَــرتَــضـي الظُّلـمَ عـهداً يُـعـيدهــمُ من حـيـث جـاؤوا وفي أبدانـهم عَـــــفـن
عـهـداً عليـه يـثـيــر الأرضَ زَوبَـعـةً مـا بـعــدها أَلَـمٌ مـا بـعــدهــا عَـطـــــــن
عـهـداً عليـه يَـرى الأفــراحَ نـاشــرةً أثــوابَـها عِــطْـرُها الـفَـوّاح يُـخــــــتَـزن
هــيّــا تــعالي فسـلـمـانٌ عـلا هَـرَماً آلــى لَــيَــمْـحَـقَ مَـن في بـيـتـــــه وثـــن
رِجـــسٌ عليــهم أبـابـيلٌ وعـاصفـة دَكَّـــت جــبـالَـهُــمُ في أجوافهـا دُفِــــنـوا
ســتَــرجِـعـين أغـاريـداً وأُمْـــنِـيَــةً عــذراءَ لـم يُـــمْـسَــس لـهــــــــــا بـــدن
عـذراءَ مـا مَـرَّت الأَتـراحُ سـاحَتَـها لــم تَـدْرِ مـا الظلمُ بل لــم تَــدْرِ ما الإحَـن
تَـــحْــيَــيْنَ كلٌّ علا صـوتُــه فــرحـاً اللــــه أكبــر مـا أحــلاكِ يـــــــا عـــــدنُ
اللــــه أكــبــر أصـــواتٌ وأَدْعــيَـــةٌ بـاتـت بـها تـهـتُـف الساحـات والـمُـــدُن
اللــــه أكبــر سـلمـانٌ يُــكــبِّـــــرُهـا حــتـى أتَــت عَــدَنٌ تـخـتـال قـد ظَـعَـنــوا
