ترأست دولة الإمارات العربية أمس اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الـ144 على مستوى المندوبين الدائمين في مقر الجامعة بالقاهرة، والذي استُهل بالوقوف دقيقةً حداداً على أرواح شهداء الإمارات والسعودية والبحرين في اليمن، حيث أكدت الدولة أن الوضع في اليمن يهدد الأمن العربي، مشددةً على رفض العبث الإيراني بالأمن العربي، ومجددة التأكيد على الحق الكامل والراسخ في الجزر الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، فيما اعتمد اللقاء مشروع قرار قدمته الإمارات بشأن سياسات طهران.
واستهل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماع دورته في القاهرة أمس بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الإمارات والسعودية والبحرين الذي استشهدوا أثناء مشاركتهم ضمن قوات التحالف العربي دعماً للشرعية في اليمن.
وقال محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى مصر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الدورة في بداية الاجتماع: «نود أن ننعى شهداءنا الأبرار من أبنائنا في قوات التحالف العربي الذين قدموا لوطنهم وأسرهم الفخر والعزة من خلال تضحياتهم الغالية للتصدي للعدوان على أهل اليمن».
وأفاد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد حقوقها الكاملة والراسخة في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، رافضة جميع الإجراءات والخطط التي تقوم بها إيران بهدف تغيير واقع ومعالم الجزر مخالفة بذلك كل قواعد القانون والأعراف الدولية.
وطالب معاليه إيران بالاستجابة للمطالب الإماراتية الداعية للجلوس عبر طاولة المفاوضات لتحقيق التسوية العادلة أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية لتتولى الفصل في هذه القضية وفقاً لأحكام القانون الدولي.
وأكد أن دولة الإمارات تؤكد رفضها الكامل والمطلق لمحاولات إيران العبث بالأمن الداخلي لبعض الدول العربية الشقيقة عبر إثارة الفتن والفوضى والعنف بغرض تحقيق مطامع وتطلعات خاصة وتنفيذ أجندات تستهدف النيل من استقرار وأمن المنطقة العربية.
مشروع قرار
واعتمد مجلس الجامعة مشروع قرار تحت عنوان «التدخل الإيراني في دول الجوار» مقدم من الإمارات يطالب طهران بالكف عن تدخلها في الشؤون العربية، ويدين ذلك باعتباره انتهاكًا لقواعد القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار.
وأكد المشروع على أهمية أن تكون علاقات التعاون مع طهران قائمة على حسن الجوار، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها. وطالب المجلس الدول الأعضاء إثارة هذا الموضوع في اتصالاتها مع الدول الأخرى، وإدراج هذا البند كبند دائم على جدول أعمال مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.
وضع اليمن
وفيما يخص الأوضاع في اليمن، أشار معاليه إلى أن الوضع هناك وصل إلى حد تهديد الأمن العربي المشترك. وأشار إلى أن إحدى فئات المجتمع اليمني لا تزال تحاول الاستقواء بالسلاح لترويع أبناء الشعب اليمني ونقض الشرعية الدستورية محاولة منها للاستئثار بالسلطة وإقصاء أغلبية أبناء اليمن من المشاركة فيها، وهو الأمر الذي دفع دول التحالف العربي إلى القيام بتحرك قوي وحازم لإنقاذ اليمن من الانزلاق في الطائفية والحرب الأهلية بهدف الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره ووحدته الوطنية وهويته العربية ولاستعادة الأمن والاستقرار فيه.
وطالب الظاهري المتمردين الحوثيين بالانصياع التام للقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذها فوراً خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2216 وكذلك قرارات القمة العربية في شرم الشيخ والتي طالب جميعها بضرورة انسحاب ميليشيات المتمردين من المدن اليمنية وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى السلطة الشرعية واحترام الشرعية الدستورية والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشعبي. وأكد كذلك الدعم الكامل لجهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لتنفيذ قرار مجلس الأمن والتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
سوريا والعراق
وفي الشأن السوري، قال معاليه: «لقد أدمت قلوبنا الصورة التي تناقلها العالم حول الطفل السوري الغريق على شواطئ البحر المتوسط والتي سلطت الضوء بشكل أكبر على مأساة اللاجئين السوريين، لذا فإننا خلال هذه الدورة يجب أن نجد سبلاً لحماية أشقائنا السوريين وتوفير الدعم اللازم لهم في الدول العربية، حيث يقدر عددهم هناك بالملايين حتى تحل الأزمة السورية وتنتهي معها المأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناؤها».
وأضاف أن «دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال تجدد عزمها على تقديم الدعم اللازم للنازحين واللاجئين السوريين في دول الجوار السوري، حيث كانت من أوائل الدول التي تعهدت بتقديم المساعدات لهم عبر مؤتمرات المانحين وأيضاً من خلال مؤسسات الأعمال الإنسانية والخيرية الإماراتية وبشكل خاص الهلال الأحمر الإماراتي، إلى جانب المشاركة في خطة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمة الإنسانية في سوريا ومن خلال منظماتها المتخصصة عبر اتفاقيات متعددة أبرمتها الإمارات لتغطي احتياجات اللاجئين».
وأكد معاليه أن «الوضع في سوريا يزداد سوءاً، حيث طال مختلف مجالات الحياة خاصة مع تدهور الوضع الأمني بعد سيطرة بعض التنظيمات الإرهابية على جزء كبير».
كما قال: «ندعم كافة الجهود الساعية لتحقيق التوافق والمصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقي».
ليبيا والصومال
وأوضح معاليه أن «تطورات الأوضاع في الدولة الليبية تعد من أهم التحديات التي تواجهنا بعدما تنامى انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة ليبيا ودول جوارها ودول المنطقة ما يستلزم تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحكومة الشرعية حتى تتمكن من القيام بدورها المتمثل في تحقيق الأمن والاستقرار مع دعم كافة الحلول السياسية التي تسعى إلى الحفاظ على التراب الليبي». كذلك، أكد ضرورة دعم الصومال حتى يتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار من خلال الاستمرار في عملية بناء مؤسسات الدولة الصومالية.
تحديات وأهداف
وأعرب عن أمله في أن «نستطيع من خلال هذه الدورة التي تستهل أعمالها التعامل الفاعل والكفؤ في وضع وتنفيذ الحلول التي يمكننا التوصل إليها لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من متغيرات عميقة الأثر تتطلب منا العمل الجاد». وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة «ستعمل على بذل كافة الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة الساعية لتحقيق الاستقرار والأمن والنماء لمنطقتنا العربية».
دعم خليجي
بحث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، خلال لقائه في الرياض أمس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تطورات الأوضاع وسبل دفع العملية السياسية السلمية على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216. وأكد الزياني خلال اللقاء دعم دول مجلس التعاون للجهود الحثيثة التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق السلم في اليمن.