الرئيسية - عربي ودولي - الإعلام السعودي يسلط الضوء علی خطورة الوتساب والفيسبوك وكل وسائل التواصل الاجتماعي

الإعلام السعودي يسلط الضوء علی خطورة الوتساب والفيسبوك وكل وسائل التواصل الاجتماعي

الساعة 07:35 مساءً (هنا عدن -متابعات)



�مد": جلوس الأبناء ساعات أمام وسائل التواصل أدى إلى تعطيل مهارات التواصل لديهم وإيقاف لغة الجسد. - "القرشي": فراغ الأمهات وخلوّ يومهن من الأعمال سبب رئيس في إدمانهن مواقع التواصل الاجتماعي. - "العشري": وسائل الاتصال والجوال باتت الشاغل الأول للأم في الأسواق وداخل المنزل وعند اجتماع الأسرة. خلود غنام- سبق- الرياض: لا يستطيع أحد منا إنكار غزو وسائل التواصل الاجتماعي جوانب حياتنا اليومية؛ بل أصبحت ركناً أساسياً من نشاطنا، صاحَبَتنا في أعمالنا ووقت راحتنا وحتى أثناء نومنا. وتُعَدّ مجتمعاتنا العربية عموماً والخليجية خصوصاً من أكثر المجتمعات التي تأثرت وأثرت في تلك الوسائل؛ وذلك لِمَا توفره من بنية تحتية كبوابات إنترنت وسرعة هائلة وعروض تنافسية للشركات المشغّلة؛ مما حدا بتلك الوسائل أن تكون إحدى أدوات المراقبة في مرات وكشفت أسرار وممارسات في مرات أخرى، هدمت أركان بعض العائلات، وكان آخرها المقطع الذي نشرته إحدى السيدات، والذي أوضح خيانة زوجها مع العاملة المنزلية، وغيرها من الأمور الأخرى، وتحتضن المملكة العربية السعودية حوالى 1.9 مليون مستخدم؛ أي أكثر من 50% من مجموع مستخدمي "تويتر" في المنطقة العربية، مع أكثر من 1.069.709 مستخدمين جدد؛ مما يمثل نمواً بحوالى 128% والذين ينتجون أكثر من 47% من مجموع التغريدات في المنطقة". تقتل مهارات التواصل وقال الباحث الاجتماعي الدكتور أحمد عبدالتواب طحاوي لـ"سبق": لا أحد يستطيع أن يُغفل فوائد تلك الوسائل إلا (جاهل أو معاند)؛ حيث سهّلت التواصل مع الأصدقاء والأقارب، ومعرفة آخر مستجداتهم، وأكسبت الكثيرين بعض المهارات التقنية المهمة، وخصوصاً في عصرنا الذي أصبحت التقنية والتميز فيه علامة من علامات التميز والنبوغ؛ لكنها في الوقت نفسه تحمل أضراراً؛ وخصوصاً على أبنائنا؛ بل وبيوتنا ومختلف مؤسسات أي مجتمع متقدم؛ فضلاً عن المجتمعات النامية؛ حيث أصبح أطفالنا يجلسون ساعات أمام اللابتوب والآيباد؛ مما يؤدي إلى فقدان الأبناء مهارات التواصل الحقيقي في واقع الفرد، ويُنهي عمل لغة الجسد، ونبرة الصوت، وإدراك الجزئيات التي يطلقها الآخرون. الاكتئاب والإدمان والتوتر وأشار إلى أن الإفراط في الجلوس على تلك البرامج والمواقع التي تنتج عنها، يؤدي إلى عدم القدرة على النوم، والاكتئاب، والإدمان، والتوتر المستمر، والعزلة، وعدم الشعور بالأمان، وغيرها من السلبيات التي تدمر الشباب وهم مصدر قوة أي مجتمع يخطط لتقدمه وتطور مؤسساته المختلفة. وأضاف: أكدت دراسة في جامعة ميشغان، أنه كلما زاد استخدام الشباب لتلك الوسائل، تراجع لديهم الرضا بالنفس وبحياتهم ككل. تفضح حياتنا الشخصية وقال الدكتور "الطحاوي": إن وسائل التواصل، اليوم، أصبحت تفضح أدق تفاصيل حياتنا وحياة أبنائنا وبناتنا وأسرنا؛ حيث يشاهد الغرباء تفاصيل بيوتنا وكأنهم يسكنون معنا؛ بل ويشاركوننا أنفاسنا لحظة بلحظة. وأضاف: من أخطر سلبيات تلك المواقع، التي يعاني منها المجتمع العربي، نشر المراهقين الذين يحبون الظهور -بحكم مرورهم بتلك المرحلة العمرية الخطيرة- صوراً ومقاطع إباحية، أثّرت وتؤثر سلباً على مَن ترسل إليه، وقد يُدمنها الشباب نتيجة تكرارها؛ فيضر ذلك بالمجتمع كله عامة وبشريحة الشباب بصفة خاصة. والجلوس المفرط المبالغ فيه على تلك المواقع يجعل الأبناء أنانيين؛ حيث لكل فرد صفحته الخاصة وعليها متابعوه ومعجبوه؛ فيشعر الأبناء أنهم محط إعجاب الجميع؛ مما قد يغريهم ويؤثر عليهم تأثيراً سلبياً في حياتهم المستقبلية. الفراغ سبب إدمان الأمهات ويؤكد الأخصائي النفسي مشعل القرشي لـ"سبق" أن أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي من قِبَل بعض الأمهات يعود إلى الفراغ وخلوّ اليوم من الأنشطة الهادفة، والتحرر من قيود المجتمع وممنوعاته وعاداته، والشعور بسهولة الحصول على الأخبار، والفضول البشري لتتبع أخبار الناس وأحداثهم اليومية، بالإضافة إلى سهولة إنشاء القروبات المختلفة. وأضاف: إدمان بعض الأمهات يؤثر بشكل سلبي على الأطفال، ويؤدي إلى شعور الطفل بالوحدة؛ في ظل انشغال الأم، وغياب التوجيه؛ فينشأ الطفل في بيئة غير صحية لا يوجد فيها مربٍّ؛ مما يدفع الطفل إلى اللجوء لعالم الرفاق والانغماس فيه بعيداً عن أعين الأسرة، بالإضافة إلى الانفصال الأسري؛ حيث أصبح لكل فرد من الأسرة عالمه الخاص به خلف شاشه الأجهزة الإلكترونية؛ مما تَسَبّب في انعدام الثقة في الأم؛ لغياب دورها الأساسي المربّي. حلول بالأنشطة الجماعية وأوضح "القرشي" أن من خطوات القضاء على تلك الظاهرة: تفعيل دور الأنشطة الجماعية الأسرية؛ لزيادة الروابط بين الأسرة، وتحديد أوقات معينة لاستخدام الأجهزة، وعدم استخدامها أثناء اجتماع الأسرة، وتدعيم الهوايات والأنشطة لشغل أوقات الفراغ، ومحاولة الاحتواء الأسري، والعيش بجو محبة وسلام. ثورة نهاية القرن وقالت أستاذ علم النفس المساعد بجامعة الأميرة نورة، الدكتورة ولاء عبدالمنعم العشري لـ"سبق": التطورات التكنولوجية الحديثة عبر الشبكة الدولية للاتصالات (الإنترنت) أحدثت في نهاية القرن الماضي نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال؛ حيث انتشرت الشبكة في جميع أرجاء المعمورة، وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع، ومهّدت الطريق لكل المجتمعات؛ للتعارف والتقارب وتبادل الآراء والأفكار والرغبات، واستفاد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتاحة فيها. وأضافت: أصبحت أفضل وسيلة لتحقيق الاتصال والتواصل بين الأفراد والجماعات، وقد نتج عن شبكة الإنترنت شبكات للمحادثة والتواصل الاجتماعي عن بُعد (الفيسبوك، تويتر، واتساب، سناب شات، وغير ذلك من الوسائل الإلكترونية)، أنشأت نوعاً من التواصل الاجتماعي السريع، وأتاحت فرصة أوسع للنقاش بين المتصفحين. قدسية الروابط الأسرية وتابعت: على الرغم من الأهمية التي تحظى بها وسائل الاتصال الاجتماعي الإلكترونية؛ فإننا نجد أن الاستخدام السيئ وغير المنضبط لهذه الوسائل يهدد الأسرة وخاصة الأبناء؛ بسبب غياب المتابعة والتوجيه اللازميْن لضمان التربية السليمة والسوية؛ فنجد الأم لها عالمها الخاص والأبناء كل منهم له عالمه الخاص الذي لا يدري أحد عنه شيئاً؛ فلا تدري الأم شيئاً عن أصدقاء أبنائها، ولا كيف يقضي الأبناء أوقاتهم، كما أن التواصل عبر شبكة الإنترنت بات أهم من التواصل الاجتماعي المباشر؛ حيث لم تعُد الروابط الأسرية لها قدسيتها كسابق عهدها. وقد ازدادت هذه الظاهرة تعقيداً وخطراً بعد أن أتيح استخدام وسائل الاتصال عبر الهاتف الجوال، وبات الأخير الشاغل الأول للأم في الأسواق وداخل المنزل؛ بل والقاعات الدراسية وأروقة الجامعات. وفي المقابل يجب ألا يغيب عن الجميع أن أدوات التواصل الاجتماعي وسائل مهمة لتقريب المفاهيم والرؤى بين الأفراد؛ شرط أن يتم إدارتها ومتابعتها بشكل سليم.