الرئيسية - تقارير - علماء اليمن: حصار تعز جريمة شنعاء لا يقرها شرع أو عرف أو قانون

علماء اليمن: حصار تعز جريمة شنعاء لا يقرها شرع أو عرف أو قانون

الساعة 03:42 مساءً (هنا عدن -خاص)
فرضت مليشيا الموت والإجرام على مدينة تعز حصارا مطبقا من كل الاتجاهات، محاولة منها لكبتها واستنزاف المقاومة التي أقضت مضاجع الانقلابيين ومرغت أنوفهم في الوحل وعلمتهم فنون الصمود والتضحية، وأخذت معها معارك غير متكافئة في العدة والعتاد، وحتى الإيمان بالمبدأ، فمليشيا الحوثي خاضت خلال أكثر من عقد من زمن معارك عنيفة ومتعددة مع جيش النظام السابق مما أهلها لأن تكون ذات خبرة ومعرفة بالفنون القتالية واستراتيجية الحروب التي كانت طرفا ضد الجيش الذي صار يقاتل جنبا إلى جنب مع مليشيات الإجرام ضد أبناء الشعب اليمني. أطلت علينا تعز بهية وهي تحتفل بذكرى ثورة 14 أكتوبر، كعادتها لم تتأثر جراء الحصار الذي فرضته مليشيا الإجرام، الذي أرادوا من خلاله تركيع وإذلال أبناء هذه المدينة العظيمة قبلة اليمن في العلم والانسان ومخزونها البشري الكبير الذي يعتبر رافدا لليمن وتطوره وازدهاره، فواجهت آلة الموت بالصبر والتضحية والصمود طوال الفترة الماضية، ولم تستسلم هي وأبنائها لآلة الموت والدمار التي تريد الإجهاز على روح الثورة وقلبها النابض. وفي ظل هذه الاحداث التي تمر بها تعز قمنا بهذا الاستطلاع لنبين آراء علماء اليمن في ما يحري في تعز، ونستبصر أحكام الشرع في ما تفعله مليشيات الإجرام بحق أبناء الشعب اليمني عامة وأبناء تعز بصورة خاصة. ما هو تعليقهم على الحصار الخانق لمدينة تعز؟ وكيف يمكن الوقوف الى جانب أبناء هذه المدينة المنكوبة؟ وما ذا يجب على المجتمع اليمني والحكومة اليمنية فعله للمدينة وأبنائها؟ وما هو حكم الشرع لما يحدث في تعز من حصار ودمار وتنكيل وقتل وتشريد؟. يحدثنا الشيخ محمد راجح عن الوضع المأساوي في تعز قائلا:" حصار مدينة تعز جناية كبرى بكل المقاييس, وأما الوقوف مع هذه المدينة وأبنائها فيجب على كل من قدر بالمال والسلاح والرجال والمقاومة بكل الوسائل وقدر الاستطاعة, ويجب على الحكومة اليمنية أن لا تقف موقف المتفرج وان تدعم المقاومة في أسرع وقت, وعلى القادرين من أهل اليمن عموما أن يقوموا بدعم هذه المدينة، كلا بحسب قدرته. وعن حكم الشرع لما يحدث من ممارسات بحق الملايين من أبناء تعز يقول: شرعا ما يحدث جرائم حرب عظمى يجب على الجميع الوقوف لحقن الدماء وحفظ ما تبقى من الأعراض والأموال والأمن والاستقرار, وهذا من أوجب الواجبات وأفرض الفرائض وأولى الأولويات وأهم الضرورات والله المستعان. ويضيف الدكتور عبدالله بن سعيد عن ما آلت إليه تعز فيقول: "حصار تعز جريمة لا يقرها شرع ولا عرف ولا قانون ، وتعريض لمئات الآلاف من النفوس المعصومة للتلف والمشقة والعنت، و إذا كانت عقوبة تجويع الهرة والمشقة عليها هي دخول نار جهنم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( دخلت امرأة النار في هرة لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) فكيف بالحصار والتجويع، وتعريض ملايين النفوس المعصومة للمشقة والتلف وإخافتهم وإفزاعهم، واستباحة دمائهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة) صحيح الجامع، ويقول صلى الله عليه وسلم: (...فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين ولا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل) أبو داود. أما ما يجب على اليمن فعله، فالواجب على المسلم تجاه هذا العدوان إغاثة أخيه المسلم ونصرته ونجدته و تنفيس كربه وعدم خذلانه، قال صلى الله عليه وسلم: (وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته). ويضيف عن واجب الحكومة فيقول: يجب عليها العمل على رفع هذه المشقة وفك الحصار، و إغاثة الناس وحمايتهم من العدوان والبغي الذي هجم على الناس إلى ديارهم واستباح حرماتهم وأقلق أمنهم، وإذا قصرت رئاسة الدولة والحكومة عن القيام بواجبها تجاه أبناء تعز وأبناء اليمن فهو غش للرعية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)، وقد كان عمر رضي الله عنه يخاف من التقصير في حق البغلة وهي في أطراف العراق، فكيف بملايين المسلمين في اليمن. ويضيف الشيخ عمار بن ناشر العريقي عن مدينة الثورة والثقافة وما آلت اليه فيقول: بداية مدينة تعز منطقة مهمة واستراتيجية كونها تقع مركزا لكثير من مناطق اليمن، فهي تصل خط الحديدة تهامة وخط صنعاء واب وعدن وتوجد فيها مواقع مطلة على مناطق عدن كقلعة المقاطرة وطريق المخا عمران البريقة، بما يعني أنه لا يمكن أن يستتب الأمن والاستقرار في عدن أو تحرير بقية المحافظات إلا بتحرير تعز لاسيما بما تتمتع به تعز من كونها عاصمة ثقافية وحاضنة سنية ومركزاً للثورة والمقاومة، وهذا السر الذي يجعل مليشيا الحوثي وعصابة صالح تحرص على السيطرة على تعز وقصفها للمدينة بالدبابات والمدافع، حيث إن السيطرة على تعز تعني السيطرة على بقية محافظات الجمهورية، أهل تعز يشكون مُعاناة شديدة لا سيما في الغاز والماء حيث الطوابير كبيرة وربما لا يحصلون منه شيئا، وفي نقطة الحوبان تمنع المليشيات دخول الماء ويريقون السيارات الكبيرة المحملة بالماء _الوايتات_ الداخلة إلى تعز ويقولون للناس اذهبوا الى حمود سعيد (القائد العسكري للمقاومة في تعز) يعطيكم ماء، ومن العجائب أن امرأة اخذت الدقيق من الريف فذراه الحوثيون على الأرض وسبوها وهددوها، الناس الآن يشقون طرقا إلى تعز المحاصرة بين الضباب وصبر(المحررة) لفك الحصار عنها، والمقاومة تعاني من شحة السلاح لا سيما النوعي وعدم توفر الذخيرة في مقابل جيش ضخم يتبع مليشيا الحوثي والحرس الجمهوري والأمن المركزي لعفاش، أئمة المساجد يعانون من الفقر والحاجة ويخشى مع هذا الإهمال لمدينة تعز ان يضعف هذا التعاطف الشعبي للشرعية تحت تأثير الإعلام المضاد التابع للمليشيات والجهل والفقر والخوف . المقاومة في تعز وفي سائر المحافظات اليمنية وأبناء الشعب اليمني عموما بعد ثقتهم بالله وحسن ظنهم به يثقون بالمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ويؤيدون العاصفة كونها مخرجا من ظلم وفساد مليشيات الحوثي وعفاش، وتقطع الطريق أمام المد الرافضي الإيراني المستهدف لعقيدة البلاد وأمنها واستقرارها وسيادتها، لهذا فإنهم يؤملون في المملكة العربية السعودية تدارك هذه الأوضاع الخطرة والحساسة بمزيد من الدعم المقاومة والشعب، كما تقع المسؤولية على حكومة الشرعية بضرورة تولية أهل الكفاءة والأمانة في الإدارة والقيادة لتعز خاصة. كما هي مسؤولية أبناء المحافظة في مناصرة المقاومة الذين يدافعون عن شرفهم وأرضهم ودينهم. وعن ما يجب على ابناء اليمن تقديمه للمدينة المنكوبة فيقول: هو واجب شرعي لدفع الصائل ومناهضة الظلم والفساد ورد البغي والعدوان وتحقيق التكافل الاجتماعي ودعم العمل الخيري والإغاثي والتراحم والتعاون فيما بينهم ومنع تكوين أي حاضنة لهذه المليشيات فإن ذلك من الخيانة للدين والبلاد, وإن واجب الوحدة الوطنية والأُخوة الايمانية والتلاحم الاجتماعي ليملي على أبناء المجتمع اليمني أن يستشعروا بمعاناة إخوانهم في تعز ومد يد العون لهم بكل ما يستطيعون ومنع الإمداد للمليشيات الحوثية ويجب عليهم أن يعترضوا أي قوافل مسلحة تتبع المليشيات لاستهداف المدنيين الأبرياء في تعز بالقصف والحصار, والالتفات الجاد من حكومة الشرعية كونها المسؤول الأول عن ما يجري في تعز، وما نقوله هنا عن شأن تعز هو الواجب أيضا في حق جميع المحافظات. ويضيف عن حكم الشرع جراء تلك الأعمال فيقول: منكر عظيم وجريمة حرب وضد الإنسانية ومن أشنع صور الظلم والصيالة والبغي والعدوان وإذا كانت امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها فكيف بالملايين من البشر الأبرياء والمدنيين، ويقتضي حكم الشرع الدفاع عن هذه المدينة الحرة ونصرة المقاومة قال تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وقال سبحانه: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ(41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ(42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور)ِالآية.. وصح في السنن أن من قتل دون دينه وماله وأهله ودمه فهو. شهيد نسأل الله سبحانه أن يحفظ اليمن وأهلها من كل سوء ومكروه وأن يدفع عنها الظلم والعدوان.