الرئيسية - تقارير - تقرير ..عشرة الف يتيم في تعـــز والوضع الإنساني في المدينة خطير وبحاجة لتدخل عاجل

تقرير ..عشرة الف يتيم في تعـــز والوضع الإنساني في المدينة خطير وبحاجة لتدخل عاجل

الساعة 03:02 صباحاً (هنا عدن - متابعات )
 كلما تأخر الحسم في المدينة كلما ازدادت الأوضاع سوءًا
·  الحوثيون وصالح قاموا بنهب ومصادرة كافة المعونات الإنسانية
·  ائتلاف الإغاثة الإنسانية يعمل بمفرده في الميدان رغم الصعوبات
·  المملكة ودوّل الخليج قدموا الدعم  الإنساني والإغاثة الأكثر في اليمن
 
 
عبدالحكيم شار - سبق - الرياض: أكد المسؤول الإعلامي في ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز "محمد المقرمي" أن محافظة تعز تعد الآن  "مدينة منكوبة" محذرًا من أن الوضع الإنساني في تعز خطير للغاية وبحاجة لتدخل عاجل .
 
وطالب المقرمي في حواره  لـ"سبق" التي التقته بعد عودته من تعز  الأسبوع الماضي  الجهات الإغاثية الدولية والعربية  بالتدخل السريع لإنقاذها التي يتفاقم فيها الوضع ويزداد سوءًا يوماً بعد يوم. مشيداً في هذا الصدد  بالدعم  السخي للجانب الإنساني والإغاثي في اليمن  من قبل المملكة ودوّل الخليج شعوباً وحكومات، لافتاً إلى أن تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية ساهم في إنقاذ اليمن من براثن التمدد الفارسي، والآن إلى نص الحوار.     
 
بداية حدثنا عن هذا الائتلاف وما دوره؟
في البداية نتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، ونخص بالشكر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي قاد قوات التحالف العربي  لإنقاذ الشعب اليمني من خطر التمدد الفارسي وحماية لليمن من الفوضى التي تنشرها إيران في أقطار الدول العربية بتجييشها مليشيات تقوض الأنظمة وتسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، كما نتقدم بالشكر الجزيل للمملكة وكافة دول الخليج لإغاثتها الشعب اليمني ودعمها السخي للجانب الإنساني من مواد غذائية ومساعدات طبية ودعم للبنية التحتية التي دمرتها مليشيات الحوثي والمخلوع، كما نشكركم على هذه الاستضافة في صحيفتكم الموقرة لإبراز الكارثة الإنسانية التي تمر بها اليمن ومدينة تعز على وجه الخصوص التي تعاني من حصار خانق منذ ستة أشهر وقصف همجي من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع بمختلف أنواع الأسلحة التي تستهدف المدينة والإنسان ولا تفرق بين مقاوم ومدني ولا بين طفل أو شيخ أو امرأة.
 
وعن ائتلاف الإغاثة الإنسانية ودوره فقد تشكَّل الائتلاف عقب شهر من الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي والمخلوع استشعاراً للوضع الإنساني المتردي الذي حل بالمدينة وسعياً من الائتلاف لتنظيم توزيع الإغاثة لكافة المتضررين ولتغطية المدينة بكافة مديرياتها نظراً لكثافة سكانها البالغ أربعة ملايين نسمة فقد تكوّن الائتلاف من 70 منظمة إنسانية وخيرية توزعت على مستوى المديريات وكل منظمة حسب مجاله، فبعضها تهتم بالمساعدات الطبية وأخرى بالمساعدات الغذائية وسقيا الماء والخدمات ومنها الرصد والتوثيق للجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع وهكذا تشكل بهيئة إدارية وعمل مؤسسي يكفل نجاحه وهو يعمل ولله الحمد منذ خمسة أشهر ويبذل فيه الجميع جهودهم لإغاثة النازحين والمتضررين جميعاً ودعم المستشفيات الميدانية بالأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج الجرحى والمصابين بالأوبئة المختلفة التي حلّت بالمدينة المنكوبة التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية بعد حصارها وانعدام المشتقات النفطية والماء والكهرباء وإغلاق المستشفيات والمصانع وتهدم المنازل وتكدس النفايات وتوقف كافة الخدمات الأساسية بالمدينة.
 
وما زال الائتلاف رغم قلة الإمكانات وتعرض فريق العمل للمضايقات  يعمل في الميدان بكافة منظماته ومؤسساته بروح الفريق الواحد ويتواصل مع رجال الخير من اليمنيين والجمعيات الخيرية الخليجية التي تسهم بشكل فاعل ونتقدم لها بخالص الشكر والتقدير ولكل من وقف معنا وساهم في إنقاذ تعز واليمن بشكل عام.
 
ما مدى التنسيق بين الائتلاف والحكومة الشرعية ومركز الملك سلمان لإيصال الإغاثة إلى تعز؟
في الحقيقة أثنت الحكومة الشرعية كثيراً على الائتلاف وعمله المنظم وكان لنا لقاءات متعددة مع  رئيس الإغاثة ووزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح وأشاد كثيراً بالائتلاف وروج له في القنوات الإعلامية والتقينا بمركز الملك سلمان للإغاثة مع لجنة يرأسها الدكتور المزروعي والذي أثنى هو الآخر على عمل الائتلاف المنظم كأول عمل يصل للمركز وفق دراسات وإحصائيات دقيقة وواضحة ووافق على المشاريع التي قدمها الائتلاف وطلب فقط إفادة من الجانب الحكومي والتي ما زلنا ننتظرها من  رئيس الإغاثة وقد وعدنا بها ونحن على تواصل مستمر معه نتمنى أن تخرج هذه الموافقة قبل إغلاق كافة المنافذ، وكما تعلمون فهناك منفذ جنوبي للمدينة بعد تحرر المحافظات الجنوبية طالبنا كثيراً الحكومة الاستفادة من هذا المنفذ أو عن طريق المورد الداخلي ونتمنى أن لا يطول انتظارنا فالوضع الإنساني لا يُطاق في تعز والحكومة تعرف ذلك جيدًا بل إن رئيس الإغاثة من أبناء تعز وأكثر وزرائها منها ويفترض أن يبادروا بأنفسهم لإيصال المساعدات التي وفرها مركز الملك سلمان للإغاثة.
 
هل تعد تعز مدينة منكوبة الآن؟
بالتأكيد محافظة تعز تعد الآن  "مدينة منكوبة" كما أعلنتها لجنة الإغاثة ممثلة برئيسها  الدكتور عبدالرقيب فتح –وزير الإدارة المحلية- قبل شهرين بأنها مدينة منكوبة وطالبنا جميعاً في كافة وسائل الإعلام المنظمات الإغاثية والإنسانية المحلية والدولية بالتدخل السريع لإنقاذ المدينة المنكوبة والتي يتفاقم فيها الوضع ويزداد سوءًا يوماً بعد يوم.
 
اذاً ما هي أبرز الاحتياجات الضرورية للمدينة  الآن؟
كلما تأخر الحسم في المدينة كلما ازدادت الأوضاع سوءًا وتزداد إثر ذلك الاحتياجات. فتعز محاصرة منذ ستة أشهر ولم يصلها أي شيء من الإغاثة الدولية ولا من الجانب الحكومي وكل ما وصل عبر المنافذ التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي والمخلوع تتم مصادرتها من قبل مليشياتهم وتذهب مجهوداً حربياً.
 
وتعز بحاجة إلى وقفة إنسانية جادة من الجميع لإغاثتها وإنقاذها وفك الحصار عنها فقد بلغ عدد الشهداء فيها 1562 أغلبهم من المدنيين وتيتم إثر ذلك أكثر من 10000 طفل وبلغ عدد الجرحى 15641 ومعظم إصاباتهم خطيرة وأكثر من 1000 جريح بحاجة إلى إخلائهم إلى الخارج للعلاج ولم نتمكن من ذلك نظراً للحصار المطبق على المدينة كما تم نزوح 70% من السكان البالغ عددهم 3 ملايين وأربعمائة ألف نسمة وتم تدمير 3276 منزلاً من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع بالصواريخ ومختلف الأسلحة الثقيلة وتم تسريح 90% من موظفي القطاع الخاص نظراً لانعدام المشتقات النفطية وتوقف الحركة التجارية إثر الحرب والحصار كما توقفت 20 منشأة صناعية وتم إغلاق 95% من المستشفيات والمراكز الصحية وتوقفت كافة المنظمات الصحية والإنسانية الدولية.
 
 وتعاني المدينة من غياب كافة الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء التي تم استهدافها منذ بداية الحرب وتكدس النفايات الأمر الذي تسببّ في الأوبئة حيث انتشرت حمى الضنك وبلغ عدد المصابين اليوم 28000 مصاب منهم 3400 من الأطفال وتوفي إثر هذا المرض الوبائي أكثر من 200 شخص ويزداد انتشار الأوبئة يوماً بعد يوم، كما توقف مركز غسيل الكلى ومركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية بعد انعدام المشتقات النفطية حيث يحتاج المركز لـ 5000 لتر للتشغيل.
 
وهناك 830 طفلاً سقطوا بين قتيل وجريح في تعز وفق التقارير الإحصائية لمنظمات المجتمع المدني، وهناك عشرات الأطفال يعانون من إعاقات دائمة.
 
 ما هي أبرز الانتهاكات التي مورست من الانقلابيين بحق التعليم بمحافظة تعز؟
 سجلت التقارير الميدانية (156) مؤسسة تعليمية انتُهكت منها (59) مدرسة تأثرت بالحرب وتعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي ومنها (15) مدرسة أهلية و (62) مدرسة استُخدمت كمراكز لإيواء النازحين و(35) مدرسة ومؤسسة استُخدمت كمراكز عسكرية، وتم تشريد ونزوح أكثر من 300000 طالب وطالبة من التعليم العام وحُرِم أكثر من 50000 طالب وطالبة من امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية، وهناك قرابة 2700 طفل مولود لم يجدوا الحق في الرعاية الأولية والتحصين من الأمراض الخطيرة التي قد تنهش أجسادهم الطرية وأكثر من 45 طفلاً من الخُدج منعوا من الحضانات العلاجية ووسائل التنفس ولم يعرف مصيرهم بعد إغلاق أقسام أطفال الخدج في المستشفى السويدي وفي المستشفى اليمني الدولي والجمهوري والثورة، وقد تحول قسم التغذية بمستشفى الأمومة والطفولة إلى ثكنة عسكرية لمليشيات الحوثي والمخلوع، وعن الأطفال المصابين بالسرطان بتعز عددهم يقدر بـ 13 % من عدد المرضى الذين كانوا يرتادون مركز الأمل للأورام السرطانية وعددهم 5500 مريض بحسب حديث مدير مركز الأورام لفريق الرصد، والكثير الكثير من الكوارث والمآسي التي يندي لها الجبين.
 
هناك  نداء وجهه ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز يوم الجمعة الماضي  أطلق فيه مناشدة عاجلة للأمم المتحدة وأمينها العام والمجتمع الدولي طالبه فيها باستخدام سلطاته لفك الحصار عن المدينة ما مدى خطورة الوضع بتعز لاسيما عقب عودتك منها   منذ ٣ أيام.
 
الوضع في تعز خطير للغاية وبحاجة لتدخل عاجل ونحن نناشد الجميع بالتدخل العاجل لفك الحصار عن المدينة وإنقاذ المدنيين ونطالب الحكومة بسرعة إيصال الإغاثة، إذ لا يزال المنفذ الجنوبي مفتوحاً عبر مدينة التربة التي تقع جنوب تعز على حدود عدن ولحج المحافظات الجنوبية المحررة وهناك مساحة تتجاوز 60 كيلو متراً في المدينة محررة، كما نناشد قوات التحالف والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لفك الحصار عن إخواننا فكل ساعة تمضي يسقط فيها جريح أو شهيد ومن لم تحصده الحرب حصدته الأوبئة ومن نجا منهما وقع في جحيم المعاناة والمأساة.
 
ماذا عن ظروف الحصار الذي تقوم به المليشيات الحوثية والمخلوع للمدينة؟
المدينة تواجه حصاراً لم تشهده على مر التاريخ حتى في المياه يتم منع وصولها بل وصل الأمر إلى التبول على الخزانات لكي لا يتم استخدامها للشرب وأصبحت المياه تباع في السوق السوداء بأسعار خيالية.
 
لقد عقد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز المؤتمر الصحفي بمدينة تعز وهو ما يعني أن الأمر بالغ الخطورة وأن القضية لا تحتمل التأجيل أو التأخير – وقرأ فيه رئيس الائتلاف رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية جاء فيها:" لا شك بأنكم تتابعون وتدركون جيداً حقيقة الحرب الهمجية والمدمرة التي تشنها جماعة الحوثي والرئيس المخلوع على عبدالله صالح على محافظة تعز وما نجم عن ذلك من تداعيات وآثار مأسوية طالت الأرض والإنسان وكل كائن حي في هذه المدينة المعروفة بسلميتها، وكذا تدمير كل مشاريع البنى التحتية الخدمية وفرض حصار خانق على المدينة من مختلف الجهات الأمر الذي حال دون وصول أية إمدادات غذائية ودوائية للسكان.
 
 وأضاف الائتلاف في بلاغه الصحفي أن المدينة تشهد حصارًا خانقًا من المسلحين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع على صالح من مختلف المداخل إلى جانب منع دخول كافة الاحتياجات الغذائية الأساسية المتمثلة في (الماء والغذاء والخضروات وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية) وغيرها.
 
كما أشار إلى أن الحوثيين وعلي صالح قاموا بنهب ومصادرة كافة المعونات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية والتي كان آخرها المعونة المقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي للنازحين بتاريخ (4-10-2015م)