الرئيسية - تقارير - تقرير يكشف عن انتهاك الحوثيين حرمات مساجد عدن وجعلها مقايل للقات

تقرير يكشف عن انتهاك الحوثيين حرمات مساجد عدن وجعلها مقايل للقات

الساعة 10:02 مساءً (هنا عدن -خاص)

(خاص): برنامج التواصل مع علماء اليمن عدن حرة رغم درجة حرارتها الملتهبة؛ فقد نضحت بفلذات أكبادها كي تتحرر من اجتياح ميليشيات الحوثي والمخلوع، دفعت دماء رجالها ونسائها، أطفالها وشيوخها، ثمن هو الأعلى والأكثر كلفة، فاحتملوا العيش والقتال في أصعب الظروف الإنسانية والطبيعية من انقطاع التيار الكهربائي والحرارة المرتفعة في قيظ الصيف، إلى انعدام الماء وأساسيات الحياة، كل هذه المعاناة لم تكن عائقاً أمام المطلب الأوحد لأبناء عدن وهو التحرر من الاجتياح الانقلابي الدموي. نحن اليوم نزورها (عدن) بعد أن استقرت الحياة وسيطرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني بمساندة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الأوضاع، وعملت على إعادة الخدمات وتثبيت الأمن وتأمين المحافظة من الخلايا الإرهابية التابعة للمخلوع وميليشيات الحوثي، وإن كان هناك بعض الاختراقات غير المجدية منهم، لكنها لا تمثل رقماً في مسار الإنجازات التي يحققها التحالف العربي والمقاومة. تأتي زيارتنا هذه بهدف كشف جانب مهم للغاية مارسته الميليشيات الانقلابية إثر اجتياحها الغاشم لعدن، جانب يتعلق بانتهاك المقدسات الدينية، حيث لم تكن المساجد وخطباؤها وأئمتها ومصلوها بمنأى عن الجرائم الحوثية، والاستهداف والتدمير إما بالقصف المباشر أو بالقنص، فقد كانت فترة الاجتياح الحوثي الأصعب، عانى فيها الأئمة والمصلون في المساجد والمواطنون أوضاعا خطيرة، يصفها الأستاذ محمد الذبحاني إمام وخطيب مسجد معاذ بن جبل في مديرية (السيلة) محافظة عدن قائلا: "الانتهاكات التي مارستها ميليشيات الحوثي وعفاش بحق الأئمة والخطباء والمصلين في مساجد عدن فاقت في بعض صورها الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارسه اليهود في فلسطين"، ويعدد الأستاذ محمد أساليب الانتهاكات التي مارستها الميليشيات حيث يقول: "أهم هذه الانتهاكات، استهداف الأئمة والخطباء في إعلامهم، واتهامهم بأنهم دواعش وإرهابيون حتى يبرروا قتلهم لأهل السنة، و استهداف المصلين عند دخولهم وخروجهم من المساجد التي تصل إليها رصاصات القناصات وإسقاطهم بين شهيد وجريح، وانتهاك ميليشيات الحوثي للمساجد فجعلوا بعض المساجد التي تقع في المناطق التي استولوا عليها مقايل للقات والدخان دون مراعاة حرمة بيوت الله، وقطع الماء عن البيوت والمساجد فصار الناس لا يجدون ماء للوضوء والطهارة، ومن باب أولى ماء الشرب، كذلك ضرب شبكات الكهرباء في كثير من المناطق بما فيها المساجد، وضرب واستهداف المآذن والمنارات حتى يسكتوا أصوات التكبير". تلك بعض صور الانتهاكات التي مارستها ميليشيات الحوثي، فكان خطباء وأئمة مساجد عدن خير شاهد ومجني عليهم في ذات الوقت، حيث يؤكد الأستاذ محمد أن الميليشيات الحوثية: "حقيقة لم تراع في هذه الحرب القذرة التي أشعلوها الإحكام الشرعية بل والمواثيق الدولية والأعراف القبلية .. فتباً لفئة ضالة لا تلتزم شرعا ولا عرفا ولا نظاما". عندما تقف مباشرةً وجهاً لوجه مقابلة الدمار والخراب الذي خلفته الميليشيات الحوثية يصعب عليك كصحفي وصف فداحة الحرب، صحيح أنك لم تكن حاضراً في خضم المعارك التي دارت في عدن لكن آثار الخراب والقصف الذي طال المساجد والبيوت يدل على أن القتلة في ميليشيات الحوثي قد نُزع الخوف من الله من قلوبهم، فما حدث لمديرية "دار سعد" ومسجد الرحمة والمصلين من قصف وقنص يمثل انتهاكا صارخا لحرمات الله، يصفها الشيخ فهيم أحمد إبراهيم إمام وخطيب جامع الرحمة بـ: " مسجد الرحمة من أول وهلة كان عرضة لنيران الحوثي والمخلوع علي صالح استهدفوه استهدافاً أولياً لمنع إقامة الصلاة ورفع الأذان الذي يعتبر تحدياً للميليشيات فأول ما بدأوا بضرب المنارة بالقناصة والبوازيك (الار بي جي )". ويضيف الشيخ فهيم أحمد: "ثم انتقل العدوان إلى مدرسة التحفيظ التي بجانب المسجد واستهدفوها بقذائف الهاون كما ترى الدمار أمامك ، انتهت تماما واستهدفوا (ماطور) مولد الكهرباء، ونوافذ المسجد والمكيفات، وحقيقة كان عدوان المخلوع وميليشيات الحوثي كبيرا على مسجد الرحمة، كما تلاحظ من الآثار وقد قمنا بترميم أغلبها". لم يقتصر الاجتياح الحوثي لعدن على قصف بيوتها ومعسكراتها وإطلاق النار على المواطنين بل باتت الميليشيات لا تفرق بين ضحية مدني أو عسكري، كانوا يقصفون الأماكن التي يصلي ويعيش ويمشي ويرقد ويأكل بها الإنسان في عدن لمجرد القتل وترهيب الناس فقط، ويوضح الشيخ فهيم أحمد الدوافع بالقول: "إن الهدف الأول والرئيس لاستهداف مسجد الرحمة من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح أن المسجد هو بوابة دار سعد وكان يقام فيه الأذان والصلاة والذكر فكان هذا مزعجاً لميليشيات الحوثي، إزعاجاً كبيراً أقلقهم بل وأقلقتهم حركة المصلين والدخول للمسجد والخروج منه فأرادوا منع المصلين من الذهاب إلى المسجد، لهذا حاصروا المسجد بالقناصة حتى يمتنع المصلون من الحضور والعمل على دب الرعب في قلوبهم". في عدن نساء وأطفال ورجال مدنيون أبرياء بالآلاف قتلتهم الميليشيات بطرق وأساليب متنوعة، فلا يحتاج أحد فيهم إلى من يوقظ أحزانه ويذكره بفداحة الجرائم الحوثية بحق الأطفال والمصلين والأبرياء, كثيرة هي المصائب التي لا يحب الحديث عنها ومنها صورة الشهيد محمد شعبان التي مازالت عالقة في ذاكرته لا تفارقها، بعد أن يبتلع مرارة الحزن يصف ما حدث للشهيد محمد شعبان : "قتلوه مقابل بوابة المسجد بالقناصة في رأسه حتى أردوه قتيلاً". الشهيد محمد شعبان هو جار المسجد وأحد الملتزمين بالصلاة فيه، منزله على بعد عشرات الأمتار، كان في ريعان شبابه، وهو أب لطفلين، هذا القتل من أكبر الأضرار التي أنتجتها حرب الحوثة على عدن، وتحدث الشيخ حول الدمار الذي أصاب المساجد قائلا: "إن الأضرار المعنوية كانت أبلغ وأقوى من الأضرار المادية، وهي إقلاق السكينة والاعتداء على المواطنين في البيوت فقد قصفوا البيوت المجاورة للمسجد وأرادوا بذلك المسجد إلا ان الله عز وجل سلم المسجد، أما الأضرار المادية فقد قام فاعل خير (جزاه الله كل الخير) واشترى زجاجاً جديدا للمسجد وقام بشراء معظم الاحتياجات اتي نحتاج لها في المسجد بعد أن دمرتها المليشيات، إلا أنه تبقى لنا إصلاحات كثيرة مثل المكيفات وإصلاح منارة المسجد و (الماطور) مولد الكهرباء، وبعض الأشياء التي تحتاج إلى إعادة تأهيل وترميم من جديد". وفي الأخير وجه فضيلة الشيخ أحمد إمام وخطيب مسجد الرحمة في مديرية (دار سعد) كلمة للميليشيات الحوثية والمخلوع، مفادها النصح والتحذير فقال: "نقول لهم عودوا إلى رشدكم إلى الله عز وجل والى اتباع سنة رسوله صلوات الله عليه، راجعوا موقفكم وحساباتهم قيموها مع دينكم, ما أنتم فيه مؤشر خطير في هلاككم ودماركم إن لم تتداركوا أنفسكم". كذلك ختم كلامه الأستاذ محمد الذبحاني خطيب وإمام مسجد معاذ في مديرية (السيلة) بحث الشباب الطائش والمقاتلين الملتحقين بالميليشيات الإجرامية الحوثية بتركها فقال: "يا شباب اليمن عليكم يرتكز الأمل في بناء الوطن والوقوف إلى جانب أمتكم لا تلتحقوا بهذه الميليشيات المجرمة الإرهابية دوليا وإقليميا لأنها تعمل على دمار اليمن وتعمل ضد الامة والدين". ولا أجمل من دعاء الأستاذ محمد نختتم به تقريرنا هذا في انتظار إعداد التقارير القادمة من عدن الحرة خلال الأيام القادمة: "اللهم أنعم علينا في يمننا والعالم الإسلامي بالأمن والإيمان، ووحد بين قلوبنا، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين".