ضاحي خلفان: الرسوم تشبه موقف من ابتلع عظمة ولا يستطيع أن يتكلم لكنك تسمع حشرجته وأنينه
في تصرف إيراني جديد يعكس الحقد الدفين على الخليجيين والعرب، نشرت وكالة »فارس« للأنباء الإيرانية، رسماً كاريكاتورياً ساخراً تعمدت فيه الإساءة والشماتة بشهداء الإمارات في اليمن، ما أثار موجة غضب في دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة الإمارات.
وتطاول الرسم، الذي يحمل عنوان »أجساد الجنود الاماراتيين القتلى في اليمن«، على مراسم وصول شهداء الإمارات إلى وطنهم، حيث ظهرت فيه طائرة إماراتية وكأنها تهبط في مطار إمارتي، وهي محملة بجثامين الشهداء، وفي انتظارها مجموعة من النسور لتلتهمها.
وأكدت مواقع إلكترونية إمارتية أن الوكالة الإيرانية تجاوزت كل منطق وحياء، في تجنٍ وتعدٍ على حرمة الموت، وحرمة الدين، ووصل بها الحقد الأعمى إلى الاستخفاف بهذه الطريقة الدنيئة بمشاعر الإماراتيين.
وأشارت إلى أن المشهد الصادم وهذه الجريمة الجديدة لن يغيرا في الواقع شيئاً، ولا يتفوق على نفسه إلا قلب الحاقد ليفاجئ العالم كل يوم بالنزول درجة جديدة في سلم الانحدار الطويل.
وأكدت أن مثل هذه التعبيرات الإيرانية الحاقدة، إن نمت عن شيء إضافة إلى الحقد والانحطاط الأخلاقي، فتنم عن درجة التوتر والغليان الإيراني جراء الهزائم التي تلقاها عملاء طهران في اليمن، وإدراكها أن ما قبل »عاصفة الحزم« ليس كما بعدها، وأن يدها الطويلة التي كانت ممتدة داخل اليمن، قطعت، مثلما قطعت وتقطع في ميادين وساحات عربية أخرى.
وفي رد فعل عنيف على الإساءة الإيرانية، أكد نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان تميم ، أمس، أن مثل هذه الرسوم والمواقف الإيرانية »تعبّر عن شدّة الألم وحشرجة الهزيمة التي يشعر بها أصحاب العمائم في طهران«.
وقال خلفان »ربما أرادوا أن يرسموا غرباناً، لكنهم رسموا نسوراً وهم لا يعرفون أن النسور مكانها دائماً في أعالي السماء«، مضيفاً »تعرض المشروع الإيراني في المنطقة العربية إلى ضربة قاصمة للظهر في اليمن، وكانت آخر الضربات المؤلمة الزوارق الإيرانية التي دمّرت بمن وبما فيها، وإيران لم تعلق بشيء على هذه الحادثة ولم تنطق بكلمة، وكانت تحاول عبثاً ابتلاع هذه الضربة لسفنها وبوارجها التي كانت محملة بالأسلحة والذخيرة للحوثيين والمخلوع صالح«.
وأكد أن »هذه الرسوم المسيئة تشبه موقف من ابتلع عظمة ولا يستطيع أن يتكلم، لكنك تسمع حشرجته وأنينه«.
واعتبر خلفان أن مثل هذه الإساءات تخفي وراءها شعوراً إيرانياً مريراً بالهزيمة جراء انتصارات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وفشل مشروعها التوسعي، داعياً طهران إلى »أن تتواضع وتضع في حساباتها أن الخليج وأهله ما عادوا يتغاضون كما في الماضي عن أفعالها، فقد أصبح جار السوء مكشوفاً ومفضوحاً، وبالتالي عليه أن يعرف أن الأجيال كلها، الراهنة والمقبلة، ستظلّ تتصدى لمشاريعه بكل قوة … انتهى زمن المداراة، وعلى الإيرانيين أن يستعدوا لنفس خليجي طويل في مواجهتهم مهما كان الثمن«.
ورأى أن »أمام إيران خياران، إما أن تستمر في نهجها العدواني هذا، وإما أن تحترم المنطقة وشعوبها وتتوقف عن محاولات إيذائها«.
وتوقع ألا يصمد النظام الإيراني طويلاً، قائلاً »حدّه الأقصى عشر سنوات، فنحن نرى إيرانيات يبعن أطفالهن كي يحصلن على لقمة العيش، وهكذا تحول أحد أغنى بلدان المنطقة، إلى بلد فقير معدم، لأن ملالي إيران ساروا في تحدي المشروع النووي الذي أوصلهم إلى الإفلاس، وفي النهاية رضخوا وسلموا كلّ شيء، في حين دفع الشعب الإيراني ثمن هذه المغامرة المجنونة«.
وختم خلفان بالقول »ألم يكن الأفضل لأصحاب العمائم المتهورين أن يوفروا العيش الكريم لشعبهم كي يعيش مثل الشعوب العربية الخليجية، بدلاً من حصير الفقر الذي أوصلوا شعبهم إليهم؟«.
في موازاة ذلك، تفاعل آلاف المغردين الخليجيين مع وسم »#فارس تشمت في شهداء الامارات«، الذي تحول إلى أحد أكثر الموضوعات النشطة تفاعلاً في الخليج.
وكتبت مريم الكعبي »شهداؤنا عنوان فخر وعزة أوطانهم بطولاتهم وأرواحهم التي دفعوها ثمنا لكي يذودوا عن قضايا أمتهم (تشكل) درسا قويا لإيران«.
وقال جبل أبو زيد »فرق بين موتى الحميّة والشرف والعز والرفعه وموتى مرتزقة زنادقة صكوك الجنة يأخذونها من أهل الضلال والعمائم كذباً«.
وكتبت نورا المرزوقي »انهزموا في اليمن وأغرقت سفنهم وتوقفت امداداتهم فما لهم الا خربشات على الورق وما لنا الا عاصفة الحزم«، فيما تساءل أحمد حوري »ماذا تتوقعون منهم غير هذا؟، أهدافهم طائفية وتوجهاتهم عقائدية وتطلعاتهم قومية فارسية مجوسية«.