المعاشيق برمزية تلخّص الحرب
2015/11/19
الساعة 02:43 صباحاً
(هنا عدن -متابعات )
برمزية تلخّص الحرب
عدن ــ فارس الجلال
ارتبطت الأنباء عن عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن بمنطقة المعاشيق، حيث القصر الرئاسي. ومنذ بدء تسريب المعلومات والشائعات عن قرب عودة هادي، ظلّت كل السيناريوهات مرتبطة عضوياً بالمعاشيق، المدينة والقصر، لناحية جهوزيتهما لاستقبال الرئيس أو عدمها. ولم تحصل "العودة النهائية" إلا بعدما اكتملت الإجراءات الأمنية المشددة في المنطقة، ليشرف هادي بنفسه منها على عملية تحرير تعز، التي تبعد عن المعاشيق أقل من ساعتين.
المعاشيق من أهم المناطق في عدن لما لها من رمزية للدولة. فالرئيس اليمني الحالي تسلّم المنطقة الرئاسية من المخلوع علي عبدالله صالح، الذي سبق له أن اتخذها مقراً لإقامته في فصل الشتاء، وعُرفت عدن بـ"العاصمة الشتوية"، لتعود المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الوحدة (التسعينيات)، إذ تميّزت المعاشيق بأهميّتها الأمنية، حيث منازل عدد كبير من قيادات أمنية ورسمية، ومنها منزل الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض.
"
عاد الرئيس اليمني إلى قصر المعاشيق لتسلم إدارة البلاد خلال الفترة المقبلة تحت إجراءات أمنية مشددة
"
تقع المعاشيق في نهاية منطقة حقات الواقعة في مدينة كريتر، وهي المدينة القديمة ومركز محافظة عدن. والطريق إلى معاشيق، يمر بباب حقات، وهي فتحة جبلية أشبه بالباب الكبير مثله مثل باب عدن، ثم من باب حقات المرور بمنطقة حقات حتى سفح أسفل هضبة معاشيق، فالصعود عبر طريق أسفلتي وحيد حتى قمة معاشيق حيث القصر الرئاسي والفيلات ودور الضيافة إلى جانبه.
تمتاز المعاشيق بالجبال المحيطة بها، فضلاً عن أنها منطقة نائية بعيدة عن الأحياء السكنية، ولها مدخل رئيسي واحد من جهة الشمال، كما لا يستطيع أحد المرور منه، باعتبار المنطقة عسكرية وأمنية، في ظلّ انتشار الحرس الجمهوري في عهد الرئيس المخلوع. ومع خروجه من السلطة، ظلّت المنطقة خاضعة للحرس الجمهوري الموالي لصالح، لكن تحولاً حدث بعد الانقلاب، وتمكّن الرئيس هادي من الخروج من صنعاء إلى عدن.
كان القرار الأوّل الذي اتّخذه هادي بعد وصوله إلى عدن، واستقراره في المعاشيق، هو إخراج جميع القوات الموالية للرئيس المخلوع من المعاشيق وتسلم قوات مقربة منه، فضلاً عن اللجان الشعبية التي انتشرت في كامل المنطقة حتى لا يعطي أي فرصة للانقلابيين بالتحرك، خصوصاً بعد تعرضه لخيانات كثيرة من هذه القوات، بما فيها وضعه تحت الإقامة الجبرية.