عدن/خاص:
قال مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام انه لا توجد اية معوقات امام الرئاسة والحكومة اليمنية لتطبيع الاوضاع في عدن، وايجاد حلول سريعة للملف الامني باعتباره من اهم الملفات التي تعيق عودة الاستقرار والهدوء للمدينة منذ تحررت من مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع قبل زهاء اربعة اشهر ونيف.
وأوضح مسارات في تقرير جديد له ان كل الامور مهيئة امام الرئاسة والحكومة اليمنية للاستقرار في عدن بصورة كاملة، وافتتاح الوزارات والمؤسسات وبدء الحياة الطبيعية، لاسيما في ظل الدعم الكبير المقدم من قبل دول التحالف، وفي ظل استقرار الاوضاع السياسية في المدينة التي باتت توفر حاضنا اجتماعيا وسياسيا لتحركات الرئيس والحكومة.
ويقول مسارات وهو مركز دراسات استراتيجية وإعلامية ومقره مدينة عدن انه من خلال الرصد المستمر لتطور الاوضاع في مدينة عدن منذ تحريرها وحتى اليوم، تبين ان الانفلات الامني الذي تشهده المدينة ليس ناتجا عن نقص الامكانيات والافراد كما يتحجج البعض، وانما عملية متعمدة ومقصودة لها اهداف قريبة وبعيدة، وان المستفيدون منها معروفون ..مشيرا الى ان استمرار هذا الوضع يجعل القوى المدنية والاجتماعية في المدينة مطالبة بايجاد بدائل سريعة وحقيقية لانقاذ عدن من الانزلاق صوب الفوضى.
وذكر مسارات عدة اهداف تقف خلف الانفلات الامني المتعمد، ابرزها افشال المقاومة الجنوبية والقوى الاخرى المرتبطة بها، ومنع عودة النشاط السياسي، واطالة امد الازمة، واعاقة عمل السلطة المحلية في المدينة، ومحاولة اعادة انتاج واستنساخ مشروعات قديمة بصورة ذكية ومخادعة، واستمرار مسلسل الاغتيالات لتصفية من يقف ضد مشروع الانفلات والفوضى.
وقال مسارات ان الحديث عن القوى الدينية والإرهابية المتشددة وخطرها اصبح حديثا ممجوجا لا ينطلي الا على المخدوعين، خصوصا وان المعلومات تؤكد ان جماعات داعش والقاعدة واخواتها في عدن لا تعدو كونها صناعة محلية وتحت الطلب تتحكم بها قوى سياسية مختلفة لتحقيق اهدافها ومواجهة خصومها وإثارة الفوضى وإعاقة اية نشاط حكومي او عمل مدني وانساني يتعارض مع اهدافها ويهدد مصالحها.
وأشار مسارات الى ضرورة التركيز على الاسباب الحقيقية التي انتجت كل المظاهر الارهابية والفوضوية في حياتنا، والعمل على مكافحتها ومنعها من تصدير الفوضى للمجتمع، عوضا عن بذل الجهود لملاحقة النتائج التي ستزول فور انتهاء المسبب الرئيسي.
وكشف مسارات ان مشروع تفكيك واختراق المقاومة الجنوبية نجح بصورة ملحوظة، لافتا الى ان ابرز القوى التي تقف خلف هذا المشروع هو نظام المخلوع عبر ادواته في الجنوب داخل السلطة والحراك وخارجهما، وان ابرز شواهد هذه العملية الخطيرة هي اغلاق مؤسسات الدولة، واعاقتها عن العمل، كالموانئ ومطار عدن والبنك المركزي والسلطة المحلية وإعاقة عمل المحافظ والاعتداء عليه كما حدث بالأمس في مدينة الشيخ عثمان، ومهما كانت المطالب التي يطالب بها من يسمون انفسهم مقاومون حقيقية أو واقعية الا ان مثل هذه الاعمال التخريبية لا تخدم الا المخلوع وعصابته وحلفاؤهم من اعداء الاستقرار والتطور في عدن.
ويؤكد مسارات ان الحل الانسب لمنع اختراق المقاومة ومنع الاضرار بنشاط السلطة الشرعية في عدن هو الاسراع في دمج كل فصائل المقاومة في الجيش والبدء بتأسيس مؤسسة عسكرية وطنية ومؤهلة تاهيلا عاليا قادرة على حماية البلاد ولا تنحاز الا للشعب ومكتسباته وتقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية.
وانتقد مسارات مواقف قيادات الحراك السلمي الجنوبي مما يحدث في عدن قائلا: ان قيادات الحراك ما تزال في موقف المتفرج، وتكتفي بالبيانات والتصريحات التي تجير في كثير من الاوقات لمصلحة قوى الصراع على السلطة، ولا تفيد عدن والقضية الجنوبية في شيء بقدر ما تثير الغبار في وجه القوى الحية التي تعمل من اجل تطبيع الحياة في عدن.
ويدعو مسارات إلى اهمية تشجيع ودعم كل الفعاليات والانشطة والمبادرات المجتمعية والوقفات الاحتجاجية الهادفة الى تطبيع الاوضاع في عدن، ومنع الفوضى، والاضرار بالسلم الاهلي، والامن المجتمعي، والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، ووقف مسلسل الاغتيالات، والمطالبة باستعادة هيبة الدولة.. مشيدا بالانتفاضة الشعبية التي شهدتها مديرية صيرة والتي حققت نجاحا ملحوظا في اعادة الحياة للمدينة داعيا الى نقل هذه التجربة لمديريات اخرى والعمل على تطويرها وتعزيز العلاقة بين فئات الشعب والجهات المسئولة لتحقيق التغيير المطلوب والمنشود في المجتمع.
وفي حال استمرت الاوضاع في عدن على ما هي عليه من انفلات وفوضى فان مسارات يقترح على القوى المدنية والمجتمعية الحية في المدينة المسارعة لتشكيل تحالف مدني الهدف منه انقاذ عدن من الانزلاق صوب الفوضى والحفاظ عليها من العبث والتدمير.