الرئيسية - تقارير - "التمباكي" لحن شعبي يغزو الخليج .. تفاصيل تنشر لاول مرة

"التمباكي" لحن شعبي يغزو الخليج .. تفاصيل تنشر لاول مرة

الساعة 03:43 صباحاً (هنا عدن - متابعات - عاد نعمان )

رغم الأخبار التي تداولتها العديد من المواقع المحلية، وأتضح مؤخراً أنها مجرد شائعات، حول مغادرة الرئيس السابق "صالح" إلى خارج اليمن ومغادرة الرئيس الحالي "هادي" من مدينة عدن؛ إلا أن رواجها في الشارع المحلي واهتمام العامة بالتحقق من مدى مصداقيتها لم يكن بحجم توارد الإشاعة التي دارت حول مغادرة الشاب "مجاهد صغير" من عدن، إلى إمارة دبي لإحياء حفلات رأس السنة الجديدة؛ ليظهر الأخير في مقطع مصور، نافياً إياها، ومؤكداً توجيه الدعوة له، ونيته ذلك، ولكنه لا يمتلك جواز سفر.

"مجاهد".. المعروف شعبياً بـِ "التمباكي"، من أبناء مدينة الحديدة، يتنقل في شوارع عدن، بلا عمل - سوى الغناء، حيث يكتب كلمات أغانيه من وحي خياله بما يتكيف ويتماشى مع موقف يمر به أو حدث بارز تشهده البلاد، يجمعها أسلوب ولحن واحد، وتتقارب حركاته حد التطابق بأدائه لها، حظيت ولا تزال بإعجاب وإقبال كبيرين، يرددها الصغار والكبار، ويتداول الكثيرون مقاطعها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتتسع رقعة شهرته، وتسافر به إلى دولٍ عربية، وخاصةً الخليجية؛ بل صار مطلوباً من الجاليات اليمنية والعربية للغناء "لايف" في الولايات المتحدة الأمريكية.



ربما البساطة والعفوية، يعوز الشاعر/وضاح اليمن الحريري سبب شهرته، وقال: "التمباكي حالة فريدة، يستخدم الإشارات الصوتية والحركية ليعبر عن ذاته المضطهدة، كونه أحد المهمشين؛ ليعكس من خلالها معاناة عميقة؛ فشخصيته بذاتها مثلت جزءاً لا بأس به من شهرته، وليس أغنياته فقط، وبذلك استطاع أن يمد جسراً ليتخطى الفجوة بينه والمجتمع المحيط به، كان قريباً من قضايا كثيرة، تعني المواطن والشارع، تبناها بتوظيف كلمات ساخرة تعبر عنها، وانتصر لها غناءً، حملت في طياتها معانٍ ومقاصد وأبعاد السياسية والاجتماعية مختلفة، مثل أغنيته – أنتم كساكم جديد وأنا كساي بالي"، مضيفاً: "حتى أولادي يغنون أغنيته الأشهر – آني أني آ تمباكي –، أعمار مختلفة صارت تتقبله وأغانيه، التي يتم تداولها على نطاق واسع، وهنا كانت اللحظة الفارقة في حياته، التي نقلته إلى بقاع شتى في العالم".

وعن ذهاب البعض للمقاربة بين ما يقدمه "التمباكي" وعدد من مؤديي الغناء الشعبي مثل المصري: شعبان عبدالرحيم، يرى أحمد شكيله – أحد أفراد المقاومة أنه مزج بين الفكاهة والغناء الشعبي، وبحاجة للاهتمام والرعاية؛ لمساعدته في الاستفادة من إمكاناته الخاصة، التي استطاع من خلالها أن يؤثر على الناس، بحركاته وكلمات أغانيه الغريبة، مشيراً بإطار حديثه: "كانت أغاني التمباكي بمثابة استراحة محارب بالنسبة لأفراد المقاومة في جبهات القتال، تبعدنا قليلاً من أجواء الحرب وآثارها السلبية على أرواحنا القتالية، فهي تسليتنا الوحيدة، وما تبدد جزء من خوفنا، وتنسينا تعبنا؛ فكنا حين نفرغ من جولة اشتد فيها القتال نعود لنسمعه ونضحك، ويتجدد معه حماسنا ويحفزنا، حتى أن الواحد منا كان يطلق الرصاص مردداً كلمات أغانيه؛ ولذلك أجده دعماً نفسياً كبيراً لكل جماعة يتوسطها".

من وجهة نظر المخرج/عمرو جمال يعتبر "التمباكي" ظاهرة طريفة أو خفيفة الظل، لكن لا يمكن تحت أي شكل من الأشكال اعتبار ما يقدمه فناً؛ فهو يدندن جملة واحدة مغناة، ويكررها مع تغيير الكلام في كل مرة؛ ليقوم بتسلية الناس حوله، ويعود بسبب شهرته إلى استخدامه تلك الدندنة لتمرير سخرية سياسية أو مديح معين لأي جهة حسب الوضع والجو والطلب، وليس لتوجه سياسي حقيقي يتبعه.. فتارةً يدندن لصالح طرف سياسي وتارةً يدندن لصالح طرف آخر مناقض"، وواصل: "يبدو أن الدندنة القصيرة لغرابتها وتفردها جذبت العديد من المشاهير والناس حول العالم لترديدها، ولكن بغرض المزاح أو السخرية أو الإضحاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الحفلات أو غيرها"، واصفاً إياه بالطفرة في عالم التواصل اليومي وصناعة الترفيه وثقافة السخرية، ولا يمكن اعتباره فنا بالمطلق، متعجباً من محاولة إلصاق ما يقدمه بالتراث اليمني، أو اعتبار ما يقدمه شكل من أشكال الفن اليمني، وأنه ليس أكثر من ظاهرة طريفة في أحسن الأحوال.

لعل الصدفة التي سمحت بانتشار مقاطع "التمباكي" المصورة، على نطاقٍ واسع، وأدت لتفاعل مغنيين ومغنيات عرب وأشخاص من مختلف دول العالم، وتقليد صاحبها غناءً وحركةً، هي الصدفة ذاتها التي قد تسمح لأي شخص عابر في أحد شوارع عدن إضافة مقاطع فيديو، تحظى بنفس الانتشار أو أكثر بصرف النظر عن مستوى ومضمون ما يقدمه