�اخلاص الكسادي :
الدور المتعاظم للمرأة العدنية في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن ، يؤشر إلى أن المدينة تستعيد دورها التنويري الحداثي ، لان المقياس الحقيقي لمعرفة مدى تطور المجتمع هو مكانة المرأة ومدى مساهمتها في الحياة العامة .
المرأة العدنية التي سبقت نظيراتها في الجزيرة والخليج ، حيث انتزعت الكثير من حقوقها منذ ثلاثينات القرن العشرين ، هاهي اليوم تنفض عن نفسها غبار الوهن ، وتخوض بقوة معركة البناء والتعمير .. لقد ادركت المرأة العدنية ، انه لا إعادة تعمير ولا تنمية بدون ترسيخ الأمن والاستقرار ، لذا قررت ركوب الخطر والإلتحاق بالمؤسسة الأمنية جنبا الى جنب اخيها الرجل ، لحماية العاصمة عدن .
_ امل محمد جندي مقاومة تعمل حارسة تفتيش بمبنى المحافظة بعدن فهي نموذج للمرأة العدنية الجنوبية ، التي تعبر عن امتدادا لذلك الألق الحضاري للمرأة العدنية منذ عقود .. أمل لها نصيب من مسماها ، فهي تعيد لنا الثقة في أن حلقات الوصل الحضاري لمدينة عدن لم تنقطع ، أمل نموذج وعنوان دال على حالة إيجابية عامة تسود المدينة .. حالة تحدي لأعداء السلام والتنمية ، حيث انخرط السكان في جهد عفوي لمساعدة الأجهزة الأمنية .. ولكن امل ذهبت ابعد من ذلك ، فقد قررت الانخراط في سلك المؤسسة الأمنية ، معرضة حياتها للخطر .
فالزائر لمبنى محافظة عدن يرى أمل شامخة معتدة بنفسها فخورة بانتمائها للمؤسسة الأمنية ، ضمن القوة المكلفة بتأمين مبنى المحافظة الذي يعد أهم الاماكن بين المرافق السيادية بعد القصر الرئاسي .
أقتربنا من أمل لنعرف المزيد ، فاذا بنا نرى النموذج الحقيقي للمرأة العدنية ( بساطة وعمق معا ، تواضع وكبرياء ، حب للحياة واستعداد للموت في سبيل الوطن ) .
قالت : أن دور المرأة الجنوبية عامة والمرأة العدنية خاصة وانخراطها في السلك العسكري ليس بجديد فما هو إلا امتداد لمسيرتها النضالية عندما كانت تقف الى جانب اخيها الرجل وشاركته في الدور النضالي والفدائي بطرد جحافل الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .
ومضت قائلة : التضحية للوطن أصبحت شرف يتسابق اليه الصغير والكبير .. والخدمة الوطنية في جبهات محافظاتنا الجنوبية المحررة باتت راسخة في اذهاننا حتى لنثبت لكل العالم أن المرأة العدنية هي نبراس ينير المسيرات الثورية النضالية لنساء الوطن العربي .
وتضيف امل : بعد التحولات العصيبة التي واجهتها عدن وباقي محافظات الجنوب في الحرب الظالمة التي شنتها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على مدينة عدن في مارس 2015 فلم يقتصر الدور النضالي للمرأة على جانب واحد لكنها شاركت في الجهاد على كافة الاصعدة منها النضال الخدماتي والطبي والإعلامي والسياسي والعسكري .
امل تتفاءل وتقول : " نحن اليوم وبعد تحرير عاصمتنا عدن وباقي محافظات الجنوب توجهنا بإرادة وعزيمة واصرار للانخراط بالعمل العسكري والأمني لنساعد إخوتنا أبطال المقاومة والجيش في استتباب الأمن وتعزيز الاستقرار من خلال النقاط الأمنية وإقامة غرفة عمليات عسكرية تفتيشية للمرافق الحيوية رغم وجود تلك التهديدات الإرهابية والمخاطر الكارثية التي قد نتعرض لها لكنها لن تثنينا عن مواصلة العمل العسكري والأمني لفرض الأمن حتى نرسخه معا.