"ما تعبناش ما تعبناش .. الحرية مش ببﻻش".. 11فبراير.. محطات ثورية مستمرة..
2016/02/10
الساعة 10:06 مساءً
*مصطفى المساري
في الحادي عشر من فبراير من العام 2011 ومن تعز العزة والثورة، انطلقت شرارة ثورة شعبية عارمة ملأت ساحات محافظات الجمهورية بحشود ثورية مليونية ترجمت تطلعات شعب نحو تغيير سلمي منشود لنيل حياة كريمة تليق به كشعب عريق عاصر أجداده السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.
*جنون المستبدين
وأمام مشهد الحشود المليونية الهادرة لم يتمالك نظام المخلوع صالح المستبد نفسه وهو يرى شعب تسلح بالعزيمة واحتزم بالإرادة يهتف في وجهه بالرحيل، فأخذ المخلوع صالح بتحشيد قواه العسكرية والقبلية والإعﻻمية لقمع شعب ولكسر إرادة ثورة شبابية صلبة ، وقد سحبه جنونه لإزهاق الأرواح وسفك الدماء وإفشال كل محاوﻻت حقن دماء الشعب ،
لتخرج ألويته العسكرية وبلاطجته إلى الشوارع وإلى طرقات الثورة ومنافذ الساحات في محافظات الجمهورية..
*توحد الثوار يهزم جنون المستبد
وما إن سالت أول قطرة دم ثائرة في ساحة الثورة في عدن الحرة حتى ازداد تﻻحم الثوار وأقبلت الوفود الشعبية تباعا للانضمام إلى ساحات الشعب معلنة وقوفها الكامل في وجه المخلوع صالح ونظامه المستبد وترددت هتافات الحرية والكرامة في أرجاء الجمهورية ليرتفع سقف الثوار مطالبين بمحاكمة المخلوع ومعاونيه القتلة وهو ما أفقد المخلوع أعصابه وراح يقتل في الشعب كمهووس يغلي صدره لهبا خوفا على فقدان مطامعه ، حيث ولم يزداد الشعب تجاه جنون المخلوع إﻻ ثباتا وصمودا وإيمانا بتحقيق حلمه المنشود وانتزاع حقه المسلوب..
*محطات فاصلة قصمت ظهر النظام
في الثامن عشر من مارس من العام 2011 كشر المخلوع ونظامه عن أنياب الحقد البغيض واعتلى الشرر عينيه واستحوذ الإجرام على كل مفصل في جسده المهترئ فأرسل بﻻطجته بلثام العار في جمعة أسموها ثوار العاصمة والتي كانت تصادف جمعة الكرامة في ساحات الثورة أرسل المخلوع بلاطجته بقناصتهم ونارهم لارتكاب مجزرة بشعة في ساحة التغيير بصنعاء أزهقت أرواح أكثر من 52 شابا من خيرة شباب اليمن فيهم المهندس والطبيب والتربوي والخطيب والإعﻻمي والأديب، فيهم حفظة القرآن وبناة الأوطان ، ومن يومها تهاوى النظام القائم وتساقطت أركانه وانضم العديد من القادة العسكريين والسياسيين والمثقفين والإعﻻميين والوزراء والسفراء ورجال المال والأعمال ومشائخ القبائل والوجاهات الاجتماعية إلى ساحات الثورة بعموم محافظات الجمهورية وهو ما قصم ظهر النظام فأضحى المخلوع يضرب وجهه وسط زمرة من عباد المال والسلطة تدور أعينهم الحمراء باحثة عن مخرج فأغواهم كبيرهم على الاستمرار في قمع الشعب وحرف مسار ثورته.
*السلمية تهزم وحشية النظام
توالت المجازر تباعا بحق الشعب الثائر لردعه عن ثورته وحرفه عن مساره السلمي وشهدت ساحات الجمهورية مجازر بشعة بحق الثوار كان أكثرها بشاعة محرقة ساحة الحرية بتعز في 29 مايو من العام 2011 والتي راح ضحيها العشرات من الشهداء ، غير أن الشعب بعزيمته وحلمه النبيل أثبت أن سلميته أقوى من رصاص النظام وسﻻحه واستمرت ثورة الشعب سلمية عصية على وحشية النظام.
*الثورة والسياسة
ووسط خذﻻن إقليمي ودولي لثورة الشعب اضطر السياسيون لولوج منفذ سياسي عبر القبول بمبادرة الأشقاء في دول الخليج حقنا للدماء وسعيا لتحقيق التغيير بأقل كلفة ممكنة واستمرت الثورة تصارع بجنبها السياسي أطماع المخلوع والتفافات المتآمرين حتى تمخض الصراع عن حكومة وفاق وحوار وطني شامل ارتضته وعملت الثورة على إنجاحه لتحقيق أهدافها في بناء دولة النظام والقانون العادلة..
*الثورة والانقﻻب
وبعد فشل المخلوع وزمرته في قتل الثورة؛ لجؤوا إلى اللعب على وتر مليشيا طائفية تحمل مشروعا ظﻻميا ماضويا تسربت من غابر الزمان ليس لها ثقافة سوى العنف وإشعال الحروب والمتاجرة بالدماء والأرواح ومكنها المخلوع من مقدرات الدولة التي كانت بيديه وفتح لها الباب على مصراعيه لنهب مقدرات دولة ووطن وشعب وليس ذلك إﻻ حقدا على شعب ثار عليه وثورة انتصبت بشموخها ضد كبرياءه..
فشنت المليشيا حربها على دماج وشردت أهلها وطلابها وقتلت عشرات النساء والأطفال والشيوخ والشباب ، ودخلت عمران لتهلك الحرث والنسل ممسكة بيافطة محاربة الفساد ولم يكن هناك أكثر فسادا منها ومن حليفها الجديد وعدوها القديم صالح..
تتالت المليشيا في شن الحروب تحقيقا لمشروع انقﻻبي أسود تقف وراءه دوﻻ خارجية على رأسها إيران التي تعمل على إثارة الخلافات الطائفية والمذهبية في الوطن العربي والإسلامي ..
فكان للثورة الفبرايرية أصوات وهدير في شوارع اليمن وعلى شاشات الإعﻻم تحذر من مساعي المليشيا الانقﻻبية وتدعو إلى الحفاظ على الدولة والنسيج الاجتماعي غير أن المجتمع الإقليمي والدولي كان منشغﻻ بحسابات ضيقة فمورست الضغوط تلو الضغوط على السلطة في صنعاء لتسهيل دخول المليشيا إلى العاصمة فدخلت المليشيا وأسقطت العاصمة ليقع الفأس بالرأس..!
*شرارة المقاومة الأولى
بعد استﻻم المليشيات الانقﻻبية مقاليد السلطة في صنعاء واحتجازها للرئيس هادي وحكومته خرج شباب الثورة كعادتهم متعالين على جراحهم ورافضين للانقﻻب الطائفي على الدولة وعلى مكتسبات الشعب الوطنية وكان خروج المسيرات الحاشدة في العاصمة صنعاء يعد بمثابة الشرارة الأولة لمقاومة الانقﻻب ورفضه..
*الثورة والعاصفة
لم تكتفي المليشيا الانقﻻبية بالإمساك بمقاليد الأمور في العاصمة صنعاء بل اندفعت للزج بمسلحيها في المحافظات الأخرى ومارست المليشيا أعمالا إجرامية بحق ثوار فبراير تنوعت ما بين قتل واختطاف وتشريد وتنكيل وتفجير للمنازل وسلب ونهب للممتلكات على مستوى المحافظات والمديريات التي احتلتها المليشيا.. وبعد وصولها عدن واحتفالها بقرب اكتمال مشروعها الطائفي في البسط على محافظات الجمهورية، تدخل الأشقاء بعد إفﻻت الرئيس هادي من قبضة المليشيا بعمليات عسكرية ضخمة أسموها "عاصفة الحزم" في تحالف عربي عشري يهدف إلى استعادة الشرعية وإفشال المشروع الانقﻻبي المدعوم إيرانيا، فانبرت المليشيا لمطاردة الثوار واختطاف الآلاف منهم من منازلهم وارتكبت بحقهم الأفاعيل الإجرامية بدعوى تأييدهم لما أسمته بالعدوان..
*الثورة والمقاومة
لم يكن هناك أي خيار أمام الثوار في محافظات الجمهورية إلا الانخراط في صفوف المقاومة الشعبية للدفاع عن أنفسهم ومحافظاتهم واستعادة شرعيتهم وانتزاع حقوقهم ، لتتمكن المقاومة بفضل الله وبدعم من دول التحالف العربي من تحقيق انتصارات ميدانية عظيمة تم على إثرها طرد المليشيا من عدة محافظات ومديريات ابتداء من عدن ومرورا بالجوف ومأرب ووصوﻻ إلى نهم شرقي العاصمة صنعاء..
*الثورة مستمرة
ما تزال الثورة والثوار يخوضون معركة الحرية في عدة محافظات على ميادين القتال وفي جبهات النزال منذ أشهر مؤكدين على الاستمرار حتى تحقيق أهداف ثورتهم الفبرايرية في الحرية والكرامة والدولة العادلة مترجمين ذلك بتضحياتهم الجسيمة في ساحات المقاومة ومن شباك الزنازين ومﻻجئ التشريد ومن خلف حدود المنفى ولسان حالهم في الذكرى الخامسة لثورتهم يهتف: "ما تعبناش ما تعبناش .. الحرية مش ببﻻش" .