أحرقت يا علي كل الفرص وأذهبت كل الحلول التي كان يمكن لها أن تخلق لك مخرجا مأمونا، لكنك كابرت وعاندت، وحالك في ذلك مماثل لكل الطغاة"
بهذه الكلمات وجه كاتب سعودي رسالة الى الرئيس السابق علي صالح قال له فيها أحرقت يا علي كل الفرص وأذهبت كل الحلول التي كان يمكن لها أن تخلق لك مخرجا مأمونا، لكنك كابرت وعاندت، وحالك في ذلك مماثل لكل الطغاة
وقال الكاتب السعودي "ت إدريس الدريس " في مقال له بعنوان " يا ويلك يا علي: مصيرك في الحفرة أو الماصورة " : "شير التباشير والمؤشرات على الأرض في الساحة اليمنية إلى اقتراب ساعة الحسم التي بدأتها عاصفة الحزم فأعادت الأمل بقرب عودة اليمن المختطف إلى حضنه العربي ".
واضاف ان قوات المقاومة الشعبية والجيش مدعومة بقوات التحالف تقترب كثيرا من صنعاء ,وها هم الحوثيون يتساقطون تباعا قتلى وأسرى فيما يتسرب قادتهم لواذا وهربا على نحو متتابع إلى إيران.
واشار الى ان علي عبدالله صالح فيواجه مع حالة اليأس تخليا مترادفا من الذين كانوا يؤيدونه على مضض، وبالمقابل بدأت العشائر تتخلى عن سلاحها وتنضم إلى القوات الشرعية.
وقال لقد بات واضحا أن المعركة قد شارفت على الحسم -بإذن الله- وأن عاصفة الحزم تؤتي أكلها وتحقق أهدافها كما هو مرسوم لها، وأرجو أن تضع الحرب أوزارها -بمشيئة الله- عما قريب.
واضاف : أنني لا أملك تفسيرا لهذا التوقع سوى رصد متتابع وقراءة مستمرة للأحداث الجارية هناك، وربط كثير من الدلالات والتصريحات على نحو قادني لهذه الدرجة من التفاؤل , لكنني أكتب هذا الكلام متفكرا في أحوال الديكتاتوريين، وعلى رأسهم علي عبدالله صالح الذي عرضت عليه خيارات النجاة بأكثر من سيناريو لكنه أبى واستكبر , تخلى عنه الشعب اليمني، لكنه لم يعتبر، وجيء به إلى المملكة وقد فاحت ريحته محترقا بعد أن سبقته رائحة فساده وبطشه، لكنه مع كل ذلك لم يرتدع أو يتأدب، ولم يتخل عن أطماعه وغروره، فعاد مجددا إلى اليمن يحرك أزلامه ويثير الفتن ويلعب على كل الحبال ويحسبها ستنقذه من السقوط.
وقال : "سبحان الله حيث تتكرر سوانح "الديكتاتوريين" وتتطابق ملامحهم وتتشابه مخارج حروفهم، فتجدهم يجترون الكلام من قاموس لفظي يتسم بالفوقية والتعامي عن مشاهدة الواقع، بل وتتمخض عباراتهم عن شتائم وملافظ تعبر عن حالة من التأزم والاختناق واليأس.
وطلب الكاتب في مقاله من علي صالح الاستماع إلى آخر كلمات القذافي ردا على "الفورة" الشعبية ضده، وستجد أنها تخرج من نفس القاع الذي يتهاوى إليه الديكتاتور في كل زمان ومكان.
وقال له على السياق نفسه، يمكنك تتبع كلمات علي عبدالله صالح في لقاءاته وخطبه الأخيرة، وستجد أنه يغرف من نفس المرحاض، لكنه ينسى أو يتناسى أنه قد حان دوره ليمضي إلى نفس المسار الذي يمضي إليه كل الذين تجنوا على بلادهم وأهلهم.
واضاف لقد أحرقت يا علي كل الفرص وأذهبت كل الحلول التي كان يمكن لها أن تخلق لك مخرجا مأمونا، لكنك كابرت وعاندت، وحالك في ذلك مماثل لكل الطغاة، وستعرض عما قريب رغبتك في التنازل عن كل شيء، لكن الفرصة قد فاتت ولم يعد أمامك من خيار إلا أن تنزوي هاربا في إحدى الحفر أو في أحد الكهوف أو في إحدى مواصير المجاري، لكن الشعب اليمني الثائر لن يتركك هاربا إلى الأبد.
واختتم الكاتب مقاله بهذه الاية "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" سورة الشعراء.