الرئيسية - تقارير - استطلاع عن الغرب والمكايدات السياسية تولد في نفس الشاب اليمني صدمة ..الأسباب وطرق تجاوز الفجوة

استطلاع عن الغرب والمكايدات السياسية تولد في نفس الشاب اليمني صدمة ..الأسباب وطرق تجاوز الفجوة

الساعة 06:38 مساءً (هنا عدن -خاص)
علماء ودعاة: الإسلام قام على أكتاف الشباب والحفاظ على القيم في إطار منهجي شرعي تحفظ الإنسان في كل أوقاته وظروفه لا تتعارض أبدا مع الحداثة والعصرية في الجزء الأول من الاستطلاع حاولنا إيضاح الصورة الحالية للعلاقة بين الشباب والحياة العصرية، وتبين أن الشباب عامة متمسك بقيمه وأخلاقه، وثمة وجود لبعض الانجرار، ولكنه لا يصل إلى كونه ظاهرة. وفي هذا الجزء نحاول الكشف عن الأسباب التي دفعت بهؤلاء، والتي من الممكن أن تدفع بهم إلى الاختلاس من القيم والمبادئ. ـ جزء من المسؤولية في الفجوة يتحملها المجتمع هنا نخوض بعض الجدل والنقاش حول الأسباب المتعددة من وجهة نظر مختلفة مع الدكتور عارف أنور ، دكتوراه في الفقه وأصول الفقه ومحاضر في كلية التربية جامعه عدن وإمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق في المنصورة يشرحها بتفصيل ممنهج لا يخل في سياق المسألة يقول: "الأسباب كثيرة وتختلف من إنسان إلى آخر، ومن شاب إلى آخر، وحسب الاستقراء المبدئي نجد أن ضعف الوازع الديني عند الشاب يجعله يستسلم أمام أبسط شهوة من شهواته التي تضعف قيمه وتجعله خاويا". كما يضيف الدكتور أحد أهم العوامل الموضوعية: "الهزيمة النفسية وكثير من الشباب يعيش تلك الهزيمة على مستوى المجتمع أو بما يدور في خلده وبداخله عندما يصطدم بالواقع، مثلا: قد يكون الشاب تربى على قيم وأخلاق ودين ومبادئ ولكنه يجد من يتعامل معه بعدم المصداقية ويرى الكذب والغش والخداع موجودا في بعض أبناء المجتمع، مع الأسف الشديد، فيصطدم بالواقع ويعيش الهزيمة النفسية وإذا لم تكن لديه القاعدة الصلبة المؤسسة على القيم الإسلامية والرسوخ الأخلاقي والديني فإنه بسبب هذه الأمور يستسلم للهزيمة وبذلك يلجأ إلى ما عليه أولئك الكاذبون المخادعون المتربصون بشبابنا وفتياتنا". ـ ضعف التمسك بالقيم في آخر الزمان الشيخ أحمد بن أنيس عالم شرعي وإمام وخطيب في منطقة إنماء بمسجد سعد ابن أبي وقاص، من المسهمين الفاعلين في ترشيد الخطاب الديني ويعمل أمينا عاما لرابطة أهل الحديث يقول: "الشباب يعاني من ضعف الهوية الإسلامية عند الكثير من تلك المجموعات فيرى في الانفتاح الحاصل سببا للتقدم والرقي ويرى أن هذا الانحلال الموجود عند الغرب هو سبب تقدمهم ويعتقد أن التمسك بالدين هو سبب التخلف الذي نعيشه وهي رؤية خاطئة ومغلوطة عند كثير من شبابنا". فيما الشيخ والأستاذ عبد الحق قائد سعيد الشجاع مدرس تفسير القرآن الكريم وعلومه في جامعة الإيمان، وهو موجه مادة القرآن الكريم في إدارة التربية والتعليم محافظة عدن وخطيب مسجد الأنصار يرى أن:"الأسباب التي أودت بالشباب إلى الفجوة المصطنعة كثيرة، وأهمها الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (بادروا بالأعمال الصالحة فتن كقطع الليل المظلم يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل)، ومعنى ذلك أن القيم في آخر الزمان وعند جيل من الأجيال ستكون خاضعة للبيع والشراء". ـ العولمة أيضا اخترقت الحصون رسل العولمة أيضا اخترقوا واقعنا، وسعوا إلى توسيع الفجوة بين الشباب ومجتمعاتهم، ولا سيما مع أدوات التكنولوجيا والعوالم المفتوحة. يضع الشيخ عارف أهم الأدوات والطرق التي يعمل من خلالها الغرب على خلق الفجوات في حياة الشباب فيوضح :"أن الدعوة إلى العولمة والإعجاب بها وبما جاءت به جعلت الناس في أي محافظة يمنية وفي القرى البعيدة تعيش كأنها في وسط أوروبا أو أمريكا ذلك بما تمليه عليهم من توجهات مختلفة سياسيا أو اقتصاديا وحتى على مستوى الملبس والمطعم والمعيشة كل هذا من أجل إفساد الناس وإبعادهم عن الواقع الذي يعيشونه خصوصا إذا كان واقعهم مؤلما وتعيسا فيحاول أن يخرج من مأزقه وقمقمه لكي يعيش حرية وانطلاقة كما يريدونها سعيدة". كذلك يرى الدكتور عارف من ضمن الأدوات ما يتصل بالشباب فيجد أن: "الإعجاب المفرط بالغرب وبدعواته الباطلة في ما يسمى بالحرية المطلقة وإباحة الجنس وعدم التعلق والتمسك بالدين بل واعتباره حاجزاً، والغزو الأخلاقي من قبل الغرب على شبابنا وفتياتنا، يأتي بالنقيض من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها في أحاديث كثيرة عندما أراد للشاب أن يحصن نفسه فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، اليوم هذا الإفساد الأخلاقي من قبل الغرب جعل شبابنا يعيش هوة وفجوة بين مبادئه وأخلاقه وبين ما يجد أمامه من أخلاق فاسدة غربية". يؤكد ذلك ما قاله الشيخ أحمد بن أنيس في: "السبب الرئيسي اليوم لضعفنا هو عدم تمسك شبابنا بالقيم الإسلامية والانفتاح على الثقافة الغربية ولو على حساب قيم الإسلام". ـ المكايدات السياسية تولد في نفس الشاب اليمني صدمة الأسباب الأخرى في نظر الشيخ عارف إذا عرفنا:" المكايدات السياسية والخناق الكبير على المسلمين والحروب لماذا لا يعيش المسلمون حياة الرفاهية كما يعيشها الغرب وهذه تولد في نفسه صدمة وفجوة فيكره الواقع الإسلامي". الشيخ الشجاع يختتم الأسباب بذكر:"البيئة المجتمعية التي تعمل على زعزعة القيم من خلال المناهج التعليمية والمؤسسات السياسية والإعلامية والتوجيه العام ونشر ثقافة تتعرض للقيم وتهدمها وتجعل الجيل كله متخبط ما بين الثبات على القيم الإسلامية أو ارتدائه حياة الغرب". ـ الإسلام قام على أكتاف الشباب ولا إشكال في التعايش مع الحياة العصرية بشروط يقال إذا عرف السبب بطل العجب، وفي المقابل هل يمكن للشباب الاندماج في الحياة العصرية دون الاستسلام لأنماط الوعي الغربي والخروج من فجوة العصر، ما هي السبل والحلول في نظر العلماء، الشيخ عبدالحق الشجاع يرى أنه:" لا إشكال في المحافظة على القيم والانخراط في الحياة العصرية والتكنولوجيا رغم وجود مؤسسات كبيرة عالمية تعمل على هدم المجتمعات الإسلامية وتفكيكها وإيجاد التباغض والتفرقة على مستوى المجتمع الواحد وبين الدول الإسلامية بشكل عام ونزع ثقافة السلم والتعايش وإبدالها بالكراهية والعنصرية". كما يشير الشجاع إلى أن: "هذا الدين شامل لكل زمان ومكان فالله تعالى يعلم أن ما يصلح الإنسان قديما وحديثا هو الدين الإسلامي بالقيم المتكاملة في إطار منهجي شرعي تحفظ الإنسان في كل أوقاته وظروفه، لا تعارض أبدا بين الحداثة والعصرية وبين ممارسة القيم والحفاظ عليها بل يمكننا الاستفادة من كل الوسائل العصرية ونعزز قيمنا بين المجتمعات ونشر الثقافة والقيم الإسلامية عبر الوسائل ونظل محافظين على ثوابتنا هويتنا الإسلامية ونتعرف على كل ما هو جديد في العالم لتعزيز قيم الإسلام". كذلك يؤكد الشيخ أحمد بن أنيس أن: "الإسلام لا يمنع من التعايش مع الغرب ولكن بشرط أن لا نتنازل عن ديننا وقيمنا وأخلاقنا، وعلاقة النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة لم تجعله يتنازل عن قيمة أو مبدأ من دين الإسلام قيد أنملة". لماذا نفترض التناقض؟ أما الباحث عمر دوكم فيرى المسألة بتمعن حيث يقول: "لا أدري لماذا نحمل كلمة ( الحياة العصرية ) مضامين سلبية، ولماذا بالضرورة نحتاج أن نتخلى عن هويتنا أو نخاف عليها إذا أردنا الحياة العصرية لماذا نفترض تناقضاً بين الحياة العصرية وهويتنا". كما يضيف: "على الشباب أن يعيشوا عصرهم، لا عصراً غير عصرهم، أما التحلل الأخلاقي والسلوكي والقيَمي فهذا كان موجودا وسيظل في كل العصور؛ حتى في المجتمعات الإسلامية والحرفية والمحافظة؛ وليس الحل بالانعزال عن العالم والعصر وثقافته؛ بل بالعيش فيه والمشاركة الفاعلة فيه بثقة بقيمنا وأخلاقنا". وحتى نصل إلى الجزء الثالث والأخير من هذه السلسلة ونضع الحلول والأدوار القادمة للشباب والعلماء ونحدد من خلال صوت العلماء أنفسهم واجبات العلماء في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية والشعب اليمني نترك للشباب نصيحة غالية وضعها لهم الشيخ أحمد أنيس بقلب الأب المهتم بمستقبل الأبناء: "اعلموا يا شباب الإسلام أن هذا الدين قام على أكتاف الشباب، اتكأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين، فأنتم أيها الشباب الأمل فاستقيموا على هذا الدين واحملوا همه وتعاليمه يرفع الله قدركم".