(تصوير: بندر الجلعود): رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مساء اليوم بالرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016م.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين إلى قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية كان في استقباله - أيده الله - صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل، وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد نائب الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، وعدد من أصحاب السمو الأمراء. بعد ذلك عُزف السلام الملكي.
وفور وصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التقى الفائزين في فروع جائزة الملك فيصل العالمية مرحبًا بالجميع في المملكة العربية السعودية، ومقدمًا لهم التهنئة بنيلهم جوائز الملك فيصل العالمية في مختلف فروعها.
ثم التُقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مع الفائزين.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة بُدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمةً، قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أصحاب السمو والمعالي والسعادة، الإخوة والأخوات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التهنئة للفائزين، والشكر للحاضرين، وبعد:
لله في خلقه شؤون؛ فلقد فضل الذين يعلمون على الذين لا يعلمون، وجعل الذي عنده علم من الكتاب أقدر من عفريت من الجن عند سليمان المهاب، وجعلنا في بلاد أشرق منها نور الإسلام، وبُعث فيها رسول المحبة والسلام. ولعل أول ما قام به عبدالعزيز الملك الحكيم المدهش العزيز هو توطين البادية، ثم أرسل لكل هجرة وقرية معلمًا وداعية، يعلمان الناس؛ ليضعا بالعلم حجر الأساس في بناء هذا الكيان العظيم؛ ليكون السباق الكريم في كل سماء وأديم.. فهنيئًا يا ملك الحزم والعزم بهذا الوطن الأشم، وأبلغ به رأس القمم. والسلام عليكم.
عقب ذلك قدّم الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيل الفائزين في فروع الجائزة.
وشاهد خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - والحضور تباعًا عروضًا مرئية لكل فائز بالجائزة، تحكي أبرز جهودهم وإنجازاتهم.
ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتسليم الفائزين جوائزهم على النحو الآتي:
أولاً - جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام: منحت لمعالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد؛ وذلك نظير دوره في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يمثل المرجعية الفقهية للأمة في القضايا الحادثة والمستجدة، وجهوده التعليمية والدعوية، وتأليفه العديد من الكتب الإسلامية التي تبرز سماحة الإسلام وقيمه وتاريخه.
ثانيًا - جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية، وموضوعها (التراث الجغرافي عند المسلمين)، منحت لمعالي رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم نظير مجموعة أعماله في الجغرافيا عند المسلمين تأليفًا وتحقيقًا، وتميُّزه في إحياء مصطلحات عربية قديمة لأشكال سطح الأرض، وإعادة توظيفها في الجغرافية المعاصرة.
ثالثًا - جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب، وموضوعها (الجهود التي بُذلت في تحليل النص الشعري العربي)، ومُنحت بالاشتراك لكل من: الأستاذ الدكتور محمد عبدالمطلب (المصري الجنسية) والأستاذ الدكتور محمد مفتاح (المغربي الجنسية).
وقد منحت اللجنة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمطلب الجائزة تقديرًا لإنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية؛ إذ درس النصوص بكفاءة واقتدار موائمًا بين معرفة عميقة بالتراث والنظريات الأدبية الحديثة. أما الأستاذ الدكتور محمد مفتاح فقد منحته اللجنة الجائزة تقديرًا لجهوده العلمية المتميزة في هذا المجال؛ إذ وظف معارفه العلمية الحديثة في تحليل النصوص الشعرية بعمق وأصالة، مع قدرة فذة في الوصف والتحليل، ووعي بقيمة التراث وانفتاح على الثقافة الإنسانية.
رابعًا - جائزة الملك فيصل العالمية للطب، وموضوعها (التطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات)، ومُنحت بالاشتراك لكل من: الأستاذ الدكتور هنري جريت برونر (الهولندي الجنسية) أستاذ الوراثة الطبية ورئيس قسم الوراثة البشرية في المركز الطبي لجامعة راتبوات في نايميغان ورئيس قسم الوراثة الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة ماسترخت، وكذلك الأستاذ الدكتور يورس فلتمان (الهولندي الجنسية) أستاذ تطبيقات الجينوم في مركز نايميغان الطبي لجامعة راتبوات والمركز الطبي لجامعة ماسترخت.
وقد تم اختيار الأستاذ الدكتور برونر والأستاذ الدكتور يورس فلتمان لنيل الجائزة لهذا العام؛ إذ تميزا بدورهما في الارتقاء بالتطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات إلى التشخيص الإكلينيكي؛ إذ إنهما طوَّرا طرقًا عملية لتحليل عينات للمرضى المشتبه في أن لديهم أمراضًا وراثية. وقد حفز ذلك إلى إدخال هذه التقنيات إلى العيادة الطبية.
خامسًا - جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم، وموضوعها في هذا العام "علم الحياة" (البيولوجيا)، ومُنحت لكل من الأستاذ الدكتور ستيفن فيليب جاكسون (المملكة المتحدة) أستاذ ورئيس معامل أبحاث الأورام بمعهد جوردن، والأستاذ الدكتور فامسي كريشنا موثا (الولايات المتحدة) أستاذ النظام البيولوجي بكلية هارفرد الطبية.
وكان الأستاذ الدكتور فاسمي موثا قد قام باستخدام الميتاكوندريون (المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلية) كنموذج جديد يربط بين الجينومكس والبروتيومكس والاستقلاب وعلم الحاسوب الحيوي. وباستخدام هذه الاستراتيجية التكاملية استطاع الدكتور موثا أن يتعرف على حلقة الوصل بين الاختلال الوظيفي في الميتاكوندريون على مستوى الجزيئات والأمراض المستعصية، مثل مرض السكري. ويُعتبر ذلك إسهامًا في إيجاد تطبيقات جديدة في التشخيص والعلاج.
أما الأستاذ الدكتور ستيفن جاكسون فقد فاز بالجائزة لإسهاماته المتميزة في التعرف على الصلة بين آليات اضطراب الجينوم، وعلاقة ذلك بمرض السرطان، وبصفة خاصة استطاع أن يكتشف العوامل الجزيئية لإصلاح الحمض النووي، وابتكاره أسلوبًا جديدًا لتحويل نتائج أبحاثه إلى أدوات لمعالجة السرطان.
وفي كلمات متتالية تطرق الفائزون إلى جهودهم العلمية وأبحاثهم في فروع الجائزة معبرين عن سعادتهم بنيل الجوائز، ومنوهين بما تقدمه جائزة الملك فيصل العالمية من تشجيع للباحثين والمختصين في مجالاتهم العلمية.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والحضور فيلمًا عن الأمين السابق لجائزة الملك فيصل العالمية، الدكتور عبدالله العثيمين. بعده سلم الملك المفدى الدكتور صالح بن عبدالله العثيمين درعًا تكريميًّا نيابة عن والده.
عقب ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين حفل العشاء الذي أُقيم بهذه المناسبة.
وفي ختام الحفل عُزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر الحفل مودَّعًا بمثل ما استُقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر الحفل صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعد بن فهد، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير بندر بن عبدالله بن محمد، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن العبدالله بن الفيصل، وأصحاب السمو الأمراء، والمعالي الوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى السعودية وكبار المسؤولين.