بن حبتور .. من رفيق لهادي ضد المليشيات الى هاتف بالفداء لـ"صالح" .. حكاية مؤتمري منشق
2016/03/30
الساعة 09:10 مساءً
(هنا عدن -خاص)
ظهر من جديد محافظ عدن الاسبق عبد العزيز بن حبتور نصيرا مؤازرا ، يجوب ميدان السبعين طولا وعرض نصرة لرئيس حزبه الواحد الاوحد الذي لا شريك له في هرم الحزب ، علي عبدالله صالح.
لم تمض سوى ايام قلائل منذ نشر صورة للأكاديمي البارز والرئيس السابق لجامعة عدن ، واحد ابرز قيادات وزارة التربية والتعليم خلال عقود مضت ، مع يحيى الراعي وعارف الزوكا ، القياديين البارزين في حزب المؤتمر ، بعد اختفاء طال امده منذ دخول المليشيات الحوثيه الى عدن ومن ثم تحريرها في شهر يونيو من العام الفائت على يد ابطال المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي.
ظهور بن حبتور هذه المرة من على ارض الميدان بين معشر الانصار " الصادقين للزعيم " يخلط الاوراق ويدفع برجالات السياسة والنقد والتحليل الى مراجعة حساباتهم قبل اطلاق التصريحات حول موقف كل طرف من اطراف الازمة القائمة في اليمن. فالرجل برز نجمة ، بن حبتور ، في اوج الازمة حين كان محافظا لعدن ، التي تمكن الرئيس هادي من الفرار اليها بعد فترة احتجاز قسري في منزلة في ستين صنعاء. لاذ هادي بالفرار واستقر في عدن وبدء باستعادة عافيته خاصة بعد ان لاح في الافق وجود رفيق له وعضد "خير من كل المؤتمريين " الذين خذلوا نائب رئيس الحزب هادي وانحازوا بتعصب مقيت لرئيس الحزب ، صالح.
انذاك ، تسيد الموقف بن حبتور بعد ترأسه حملات التواصل مع المؤتمريين ، الجنوبيين منهم خاصة وأعلن عن انشاء كيان منشق تماما عن مؤتمر " صنعاء اللا منظم " . تدافع الكثيرين من المؤتمريين لإعلان الولاء والمشروعية الوحيدة لمؤتمر نظام شرعية هادي التي سحبت البساط من مؤتمر صنعاء ومن حوله .
الكل اعجب وصفق وهلل وبارك وجود قيادات مؤتمريه كبن حبتور الذي اجمع عليه وتوافق علية الجميع لما يحمله من شخصية " نظيفة ، شريفة ، ناضجة ، اسهمت اكاديميتها في تنقيح مفاهيم الولاء والانتماء للوطن ، بعيدا عن صنميه وشخصنه وحصر كل الوطن في هيكل شخصية الزعيم اللا صالح، صالح " .
تقدمت جحافل المليشيات الحوثية مسنودة بقوات موالية لصالح تتعقب رئيس اليمن اجمع، الذي بالكاد غادر اسوار منزله في الستين والقابع تحت قبضة الحباري وعتاولة السيد الحوثي الى فضاء عدن الرحبة التي فيها "رجال لا يظلم عندهم احد" كبن حبتور . كانت المليشيات تخطو بخطوات ثابتة للوصول الى عدن في مشهد ضبابي شديد التعقيد ممزوج بحالة من الترقب لدى الجميع ، فالكل يتسأل هل سيصلون ، هل سيدخلون ، ام ان عدن بقيادة بن حبتور الاكاديمي وابن رجال شبوه الصناديد ستشمخ كقلاع طروادة التي ستتحطم امامها كل القوات النظامية كانت او الجموع المليشاوية مهما كان بأس عتاولتها وشدتهم.
ومع كل هذا التقدم للحوثيين وحالة الجميع الشاخصة المترقبة ، كان ولا يزال حينها بن حبتور يحذر ، يهدد ، يتوعد ، يطمئن ، و "يخطط" لحماية المدينة باسلوبة وكيفيته ، وكان الابرز على شاشات التلفزة التي لطالما تسابقت للظفر بالوصول الية كقائد قادة الجنوب ومحافظ العاصمة البديلة مؤقتا والاكاديمي الذي تربى بين بحور العلوم ودهاليز التعليم، والفارس الذي اشتد عوده في ملاحم ما روي من تاريخ الاباء والأجداد في شبوة.
كثرت الرهانات وكانت في بادئ الامر قد رجحت كفة المراهنين على صمود عدن واستحالة الوصول اليها وفيها هادي الذي بجانبه " خيرة الرفاق " امثال بن حبتور. اشتدت المعركة بمرور الايام ودنت قوات " العدو " من حوطة لحج وبن حبتور يشدد من الوعيد ويتوعد بالويل والثبور والسقوط المريع لجحافل المليشيا ، خاصة وانه على رأس المنسقين مع دول الجوار ومع الاشقاء والمجتمع الدولي وبجانبه الكثيرين من المخلصين من قادة اللجان الشعبية الذين لن يألوا جهدا في الذود عن عدن الشرعية وعن رئيس اليمن الذي ضاقت به قبائل صنعاء ومن جاورهم من ساكني عمران وصعدة من انصار صالح و حليفة عبد الملك.
ماذا بعد ؟ انتهت فصول الحكاية واختفى الرجل وتلاشى صوته ولم يعد يرقبه احد . سيطرت المليشيا الحوثيه على معظم عدن ومرت اشهر مريرة في عدن وهادي لم يعد هناك بالأصل ، و بن حبتور لم يكن احد يدري هل فتكت به المليشيا الحوثية ام انه قد فر خفية دون ان يرقبه احد ام .. ام ... .
زادت التساؤلات وجاء يونيو المجيد من العام الفائت بموعد النصر والتحرير وتطهير عدن من قوات مليشاوية عابثة ، لفظتها المدينة بفضل سواعد ابناءها وبدعم يستحق الثناء من قوات التحالف العربي.
اختفى بن حبتور وظهر من كان فارس هادي ، لا بجواره هذه المرة ولكن في ميدان السبعين بين جموع انصار صالح . ظهر وعصفت بنا التساؤلات من جديد ، هل يا ترى طاف و سعى وهرول بين حنايا السبعين وزواياه ، وهل رددها بأعلى صوته وصاح في الميدان وصاح معه من حوله وتجاوب معهم كل من في الميدان " بالروح بالدم نفديك ياعلي".
ظهر بن حبتور في الميدان نعم ، ومع ظهوره شردنا من جديد نتأمل في صور البركاني ، وبن دغر ، والعليمي ، ..... وفي القائمة كثر ممن " انفضوا من حول صالح". هل يا ترى هم في خصومة مع صالح ام ان قربهم من الهادئ هادي نفسه فصل من فصول مسرحية لم تعرض فصولها بعد ، كفيله بحمل المفاجآت ان لم تكن الفواجع في قادم الايام.