الرئيسية - تقارير - «مأرب» حاضنة الشرعية ومددها.. اقصاء رسمي وتغييب ممنهج، متى ستُنصف؟

«مأرب» حاضنة الشرعية ومددها.. اقصاء رسمي وتغييب ممنهج، متى ستُنصف؟

الساعة 06:23 مساءً (هنا عدن -متابعات)
مأرب برس - تقرير - نايف الجرباني   عمق اليمن التاريخي والحضاري ، حاضنة « الشرعية » ومددها، سطرت أروع الامثال في الصمود، وظلت حارسا امينا للجمهورية، ووقفت بكل حزم وجلادة في وجه « الانقلابيين » ، بقت الملاذ الآمن لكل اليمنيين اللذين ضاق بهم الحوثيين ذرعا، وأوت كل من دعم «ا لشرعية » ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي. « مأرب » الاباء والصمود، هي الضمانة الحقيقية ليذهب الجميع نحو الدولة والنظام والقانون، شريان مغذي للاقتصاد اليمني، قدمت الكثير في سبيل الوطن على مر العصور، لكنها في المقابل قوبلت بالتهميش والاقصاء من كل الحقب السياسية، مرورا بحقبة المخلوع صالح وانتهاء بحقبة الرئيس هادي. بقت صمام أمان « الشرعية » ومقرا لقيادة العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي وصالح، عصية على كل المتآمرين، عاهدت بالدفاع عن حكومة شرعية، فوفت، وقدمت في سبيل ذلك العهد المئات من خيرة أبناءها، وكان لها المواقف المشرفة بالوقوف حيث تقتضي المصلحة الوطنية والحفاظ على مكتسبات وثروات الوطن. الناشط السياسي الدكتور صالح السقاف قال في حديث لـ«مأرب برس»، : «أتت ثورة ١١ فبراير فكانت مأرب وشبابها سباقين في ميادين التغيير السلمي وضربوا نموذجاً في المدنية والسلم، وعندما تم الانقلاب في ٢١ سبتمبر على الثورة السلمية واجتاحت ميليشيا الحوثي والحرس العائلي اليمن من أقصاه الى أقصاه ، وقفت مأرب صخرة صلبة في وجه التتار الجدد فتحطمت عليها أحلامهم وطموحهم ودافع رجالها عن الجمهورية والشرعية بآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى في جميع جبهات القتال وتم تطهيرها لتكون النواة الأولى للجيش الوطني الذي تشكل ليعيد للشرعية مكانها». واستدرك السقاف وهو من أبناء مأرب بالقول: «ولكن.. وآه ثم آه من لكن»، في تساؤل يشير مكافأة «الحكومة الشرعية» لمأرب وأبناءها بالتهميش والاقصاء. شريان حياة «مأرب»، هي ليست العرش والمعبد وارض الجنتين ذلك التاريخ الذي يكفي لبناء دولة وينهض بوطن كثروة سياحية فحسب ، ولكنها أول مصدر للنفط في الجمهورية اليمنية ، وفيها اكبر احتياطي للغاز الطبيعي المسال ، كما أنها تمتلك مقومات الثروة الزراعية والحيوانية. وتشير وثائق الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال إلى أن مأرب تمتلك مخزوناً كبيراً من الغاز الطبيعي المسال في منطقة «صافر»، إذ تبلغ كمية احتياطي الغاز في مأرب (9.15 ترليون قدم مكعب)، يخصص منها ترليون قدم مكعب لتلبية احتياجات السوق المحلية، فيما يوجد احتياطي محتمل آخر يقدر بنحو ( 0.7 ترليوم قدم مكعب) من الغاز الطبيعي المسال. فالمحافظة التي لطالما وصمها إعلام النظام السابق بأنها بؤرة التخريب وحاضنة المخربين، هشمت القالب الذي اُريد لها أن تبقى فيه، أو هكذا أراد ناهبو الثروات ومصاصي الدماء في دولة المركز، وسجلت اروع الانتصارات ، في المعارك التي دارت فيها بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق «علي عبدالله صالح». السقاف أكد لـ«مأرب برس»، ان «مأرب عانت وأهلها وشبابها في ظل النظام السابق حالة إقصاء وتهميش بل وتشويه كبير، وتم تصويرهم بأنهم زاوية مثلث شر مظلم في اليمن، فيما كانت مأرب تنير الجمهورية وماكينة الحكومة تعمل بميزانية النفط القادم منها». حسب قوله حقب من التهميش فبعد ثورة كان المأربيون في طليعتها ضد الإقصاء والتهميش ، وكأن شئياً لم يكن ، حكومات متعاقبة وأكثر من لجنة بقرارات جمهورية، لم يكن لمأرب اي نصيب فيها، فمأرب هي المحافظة النفطية الوحيدة في العالم والتي لا يوجد حتى في عاصمتها مشروع مياه او مشروع صرف صحي او مصنع او جامعة او حتى حديقة او .. او. هذا المحافظة التي عانت التهميش والاقصاء عقودا من الزمن، متى سيتم انصافها وأبناءها، ومتى ستلقى نصيبها من التعيينات والقرارات الجمهورية، ومتى ستعطيها الحكومة حقها، خصوصا ان لها ثقلها الاقتصادي والحضاري والعسكري، لتؤكد مصادر سياسية لـ «مأرب برس» ، انه ولأكثر من خمسين عام منذ الثورة الأولى لم يحظى احد أبناء مأرب بصفة وزير . ال مصادر ذاتها اشارت الى ان « رئيس الحكومة المُقال المهندس خالد محفوظ بحاح هو من كان يقف حاجزا أمام تعيين أبناء مأرب المؤهلين في اي منصب حكومي او وزاري او دبلوماسي » ، منوهة الى انه « لا يوجد من أبناء المحافظة سوى ثلاثة شخصيات في مناصب حكومية وهم: سيف الشريف وزير النفط، والشيخ حسين الشريف وكيل وزارة الشباب والرياضة، ومنصور بجاش وكيل وزارة الخارجية » . بدوره ايضا قال صالح السقاف: «نلاحظ أن هناك إقصاء وتهميش متعمد وممنهج من قبل قيادة الشرعية للأسف وقد صبرنا الكثير لكننا لن نصبر الى الآخير وليعلم القاصي والداني بأن عهد التهميش والتشويه والإقصاء قد ولى ولن تذهب دماء شباب مأرب ورجالها وكل أحرار اليمن ليتسلق عليها مجموعة من اللصوص