الرئيسية - تقارير - هادي يرعب الحوثيين ب«الأحمر».. ويعين صديق ونائب «المخلوع» رئيساً للوزراء

هادي يرعب الحوثيين ب«الأحمر».. ويعين صديق ونائب «المخلوع» رئيساً للوزراء

الساعة 12:51 مساءً (هنا عدن -متابعات)



�اءت خطوة الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر النائب السابق للمخلوع في حزب مؤتمر الشعب العام رئيسا للوزراء، والفريق ركن علي محسن الأحمر الذراع الأيمن سابقا لصالح والمحرك السياسي والعسكري للجمهورية اليمنية على مدى ثلاثة عقود، متزامنة مع اقتراب موعد تحرير العاصمة اليمنية صنعاء؛ لتكون بمثابة الصفعة القوية للمخلوع وأعوانه. وتأتي هذه الخطوة أيضا تزامنا مع اقتراب محادثات السلام في الكويت المقرر انعقادها في 18 أبريل الجاري؛ حيث استبق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تلك المحادثات بتغييرات حكومية جذرية تناسب المرحلة الحربية والعسكرية التي تعيشها الجمهورية اليمنية، من خلال تعيين الفريق ركن علي محسن الأحمر نائبا له خلفا لخالد بحاح، وكما هو معروف عن الجنرال العسكري أنه يمتلك خبرات طويلة وعلاقة جيدة مع المملكة والدول العربية المساندة للشعب اليمني، كما يتمتع بخبرة عسكرية واسعة استقاها طوال 6 حروب خاضها الجيش اليمني ضد الحوثيين. ست حروب خاضها الأحمر ضد الحوثي.. وصنعاء تدين له بالولاء الأمر الذي جعل الجمهورية بيد جنرالات، سواء من قبل الرئيس هادي الذي يعد رجلا عسكريا أو نائبه الفريق ركن علي محسن الأحمر. ففضل الرئيس الشرعي اللعب على الوتر النفسي وزعزعة تماسك المخلوع وأعوانه بتعيين أقرب الناس لعلي عبدالله صالح، كمساندين ومعاضدين للحكومة الشرعية. فبعد أن قاد خالد بحاح الحكومة كرئيس للوزراء منذ بدايات الحرب اليمنية، وبعد انتقال الحكومة الشرعية للمملكة وتحديدا في العاصمة الرياض، وأنهى مهامه لهذه الفترة، خاصة وأن له قبولا كبيرا لدى الانقلابيين، مما كان لوجوده أهمية في عملية المشاورات السياسية والخروج من الأزمة بحل سلمي. ولكن مع اقتراب تحرير العاصمة اليمنية عسكريا، وأصبحت الحرب وشيكة الانتهاء أصبح لابد من اللعب على الوتر النفسي، وكان الأنسب لهذه الفترة الذراع الأيمن لصالح ونائبه في حزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور أحمد بن عبيد بن دغر الذي عين كرئيس لمجلس الوزراء خلفا لرجل المرحلة السابقة خالد بحاح. ابن دغر رجل المرحلة.. باستغلال الفرص والتحركات السريعة حيث يوصف رئيس مجلس الوزراء»ابن دغر» بأنه سياسي محنك، عابر للأحزاب والحكومات، ويجيد اقتناص الفرص واختيار الوقت المناسب لمغادرة السفينة الغارقة. فبعد أن كان «ابن دغر» ضمن قائمة ال16 الذين حكم عليهم غيابياً لقيادتهم مشروع انفصال الجنوب عن الشمال في 1994م، عاد بعدها ضمن إعفاء عام أصدره «صالح» بعد ذلك بعدة أعوام، ليصبح واحداً من أهم رجالات «صالح»، في العام 2005، رئيساً لدائرة المنظمات الجماهيرية، فأميناً عاماً مساعداً لقطاع الثقافة والإعلام. وقبلها تقلد مناصب عدة في الحزب الاشتراكي اليمني كان آخرها رئيس دائرة الإعلام والثقافة. وعند اندلاع الثورة الشبابية السلمية في العام 2011، ظل «ابن دغر» متمسكاً ب»صالح»، وهاجم شباب الثورة والربيع العربي، إلى أن انتخب الرئيس «عبدربه منصور هادي» في 2012، حينها قرر أن يقفز مرةً أخرى إلى جوار الرئيس الجديد، الذي عينه فيما بعد نائباً لرئيس الوزراء في 2014 إلى جانب تمسكه بحقيبة الاتصالات. وبعد انطلاق «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» بقيادة المملكة ضد قوات الحوثيين و»صالح»، غادر «ابن دغر» صنعاء برفقة عائلته إلى حضرموت، ومنها توجه إلى المملكة، ليعلن من هناك تأييده لشرعية هادي ولعاصفة الحزم، وبدأ في مهاجمة صالح والحوثيين، رافضاً استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية. وكان الدكتور ابن دغر وزيرا سابقا للاتصالات في حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة التي شكلها هادي في العام 2011. وفي منتصف العام 2014، صدر قرار جمهوري بتعيين ابن دغر نائبا لرئيس الوزراء في حكومة باسندوة بالإضافة إلى منصب وزير الاتصالات. وفي العام 2015 عين عبدربه منصور هادي ابن دغر مستشارا لرئيس الجمهورية. نشط «ابن دغر» في القطاع الزراعي، والحركة التعاونية، وعين رئيسًا لاتحاد الفلاحين عام 1976، بعدها انتخب عضواً في مجلس الشعب الأعلى عن دائرة شبام 1986، في عام 1986 أيضاً انتخب عضوًا في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى إلى جانب قيادته للحركة التعاونية في الشطر الجنوبي من اليمن قبل الوحدة. وبعد تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، أصبح «ابن دغر» عضوا في مجلس النواب ورئيسًا للجنة الزراعة والأسماك. انتخب ابن دغر عضواً في مجلس النواب (البرلمان) ورئيسًا للجنة الزراعة والأسماك، ثم وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة الوفاق الوطني في 7 ديسمبر 2011 م، فنائباً لرئيس الوزراء في حكومة باسندوة، وفي 1 أغسطس 2015 عين مستشاراً للرئيس هادي. الدكتور أحمد عبيد بن دغر ولد في قرية «موشج» بمديرية «شبام»، محافظة حضرموت، وفيها نشأ... تلقى تعليمه الأولي، في القرية ثم انتقل إلى المدرسة الحكومية في وادي «ابن علي». درس الإعدادية في مدينة «حوطة أحمد بن زين»، والثانوية في «سيئون» عام 1976. من جهة أخرى نجد أن حرب التحرير اليمنية أصبحت اليوم في العاصمة صنعاء التي تنحاز بولائها وشعبيتها للفريق ركن علي محسن الأحمر، بحكم مكانته في قوات الجيش الوطني ووجود الكثير من القيادات العسكرية التي كانت تعمل تحت إمرته وقيادته وما زالت تكن له الاحترام والولاء، الذي من شأن وجوده تقوية موقف الشرعية وكسب ولاء أهالي صنعاء ضد المخلوع والحوثي. وبهذه الخطوة سيحظى الرئيس اليمني بتأييد المسؤولين القبليين والقادة العسكريين البارزين في منطقة صنعاء من خلال الحظوة التي يتمتع بها الفريق الأحمر ويستطيع التأثير بها عليهم لدعم الشرعية. أما بالنسبة لشخص علي محسن الأحمر الذي كان الرجل الثاني في الجمهورية اليمنية وقت حكم المخلوع، وكانت توجيهاته وأوامرهُ تنفذ من قبل كل الجهات الرسمية العسكرية والمدنية مع أنه لم يكن يشغل منصبا رفيعا. الأمر الذي أشاع اعتقادا سائدا بأن الأحمر هو الأخ غير الشقيق للمخلوع نتيجة قرب الأخير منه وثقته المطلقة به طيلة ثلاثة عقود. استعان المخلوع بعلي محسن الأحمر للتصدي للكثير من الانتفاضات والتمردات اليمنية في كثير من المناطق اليمنية من ضمنها ملف تمرد الحوثيين في محافظة صعدة منذ بدايته عام 2004. ويعود الخلاف الذي أنهى صداقة دامت ثلاثة عقود بين المخلوع ونائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، إلى كشف الأخير مخطط الخيانة الذي كان يخطط له المخلوع بإبقاء الحوثيين كشوكة وطرف مع اعتقاده أن باستطاعته تطويعهم واستخدامهم كورقة رابحة كعادته في المعادلة السياسية والنزاعات الداخلية بين الأطراف والقبائل. الأمر الذي رفضه الأحمر إدراكا منه لخطر الحوثيين منذ وقت مبكر، وحدسه الذي قاده إلى ارتباط الحوثي وجماعته بأجندة خارجية وتحديدا مع إيران. وكان الأحمر الرجل الثاني في اليمن في عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ثم بدأت الخلافات بين الأحمر والرئيس المخلوع في العام 2011، وخاضت قواته معارك عدة مع الحرس الجمهوري التابع لصالح انتهت بتوقيع المبادرة الخليجية في العام 2012. ثم عين لاحقا مستشارا للرئيس عبدربه منصور هادي. (الرياض)