أكد منسق التحالف اليمني للرصد والتوثيق، مطهر البذيجي خلال جلسة الحوار التي نظمها التحالف أمس في الرياض، حول انتهاكات الحوثيين و"المخلوع" لحقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة من 1 ديسمبر 2014 م وحتى 31 ديسمبر2015 م، أنه تبين أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تورطوا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم، وأنهم مسؤولون مسؤولية جنائية مباشرة وغير مباشرة عن تلك الجرائم والانتهاكات.
وأوصت جلسة الحوار التي ترأسها رئيس لجنة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، الدكتور هادي بن علي اليامي, بمطالبة ميليشيات الحوثيين والموالين لهم بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي بالتوقف فورًا عن الجرائم وأعمال القتل للأبرياء التي تمارسها عصابة الإرهاب والتخريب لهذه الميليشيات في اليمن بحق أبناء الشعب اليمني ومقدراته، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة, والإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن كل المعتقلين اليمنيين وكل المدنيين والعسكريين والإعلاميين المحتجزين لديهم.
كما أوصى بشجب تدخلات جمهورية إيران الإسلامية في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية، من خلال دعم الجماعات والميليشيات المسلحة بالمال والسلاح والتدريب، بهدف التآمر على أمن الجمهورية اليمنية الوطني، وتقويض الأمن والاستقرار، واعتبار ذلك عملاً يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار الإقليميين.
كما حثت الحكومة الشرعية في اليمن على تقديم المتورطين منهم للعدالة بغض النظر عن الدوافع إليها، ووقت ارتكابها ومكان ارتكابها، وأيًا كان من ارتكبها وفقًا لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان, وكذلك مطالبة الميليشيات الحوثية المسلحة بالكف فورًا عن تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال، وتسريح كل الأطفال المجندين لديهم دون قيد أو شرط.
كما دعت الجلسة ميليشيات الحوثيين والموالين لهم إلى الالتزام بالتوقف الكامل للأعمال القتالية، وتجنيب المدنيين كل أشكال الأعمال الحربية أو الإرهابية والمعاناة والتهميش والأضرار, ودعوتهم لرفع الحصار عن المدن اليمنية وبالأخص عن مدينة تعز والسماح بعودة الحياة الطبيعية في هذه المدينة والمدن الأخرى المحاصرة.
وأضاف "البذيجي" أن قرابة 8202 قتيل مدني بينهم 476 امرأة و 508 أطفال قتلوا خلال الفترة من 1 ديسمبر 2014 م حتى 31 ديسمبر2015 م, حيث كان لمدينتي تعز وعدن النصيب الأكبر بسبب أعمال القصف العشوائي، والقنص والاشتباكات والألغام وضحايا التفجيرات والمفخخات التي قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح, التي تقوم بأعمال القصف العشوائي الممنهج، واستهداف المناطق التي يوجد فيها السكان في معظم حروبها منذ حربها في نهاية العام 2013 في منطقة دماج بمحافظة صعدة، واستمرت خلال العام الماضي في قصف المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها المحافظات الأخرى.
وأشار إلى أنه وبحسب المعلومات الأولية المتوفرة حتى 31 ديسمبر 2015 م بلغ عدد الجرحى المدنيين في اليمن نحو 19,882 جريحًا بينهم 1927 امرأة و 2296 طفلاً من جراء العمليات المسلحة من قِبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وبين أن هذه الميليشيا لا تزال تواصل استخدام القصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية والمناطق الآهلة بالسكان في محافظات تعز، والبيضاء، ومأرب، والجوف، ومديرية بيحان بمحافظة شبوة، ومديرية لودر بمحافظة أبين.
وأشار "البذيجي" إلى أن جريمة الاحتجاز التعسفي في الجمهورية اليمنية بلغت ذروتها خلال العام الماضي حيث وصل عدد المختطفين إلى 8458 مختطفًا من كل الأطياف والتنوعات السياسية والثقافية.
وأوضح أن ميليشيا الحوثي وصالح انتهجت جريمة احتجاز المواطنين اليمنيين وإذلالهم سلوكًا يوميًا بحق المناوئين لها فكريًا وسياسيًا وخصوصًا الناشطين والإعلاميين والمثقفين وطلاب الجامعات, كما بلغ عدد المخفين قسريًا 2706 مختفيين, وتم رصد وتوثيق عدة حالات تعذيب للمحتجزين خارج نطاق القانون في بعض المحافظات.
وفيما يخص الانتهاكات بحق المنشآت العامة والخاصة, قال مطهر البذيجي: "إنه بلغ عدد المنشآت الحكومية التي تعرضت لأضرار 2780 منشأة، وتوزعت الانتهاكات بين اقتحام مسلحين، ونهب وتفتيش، وفرض مندوبين تابعين بما يسمى اللجنة الثورية التابعة لميليشيات الحوثي وصالح، ونهب الأختام التابعة للوزارات، وإقصاء موظفين، وتوظيف آخرين، واقتحام مقرات حكومية، ونهب أسلحة مواقع عسكرية، واستخدام المدارس والجامعات والمرافق الحكومية مخازن للسلاح وسجونًا خاصة.
وكشف أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن ميليشيا الحوثي وصالح أقدمت على تفجير ما يزيد على 400 منزل في كل محافظات الجمهورية اليمنية لأفراد يعارضون الميليشيات ووجودها على أراضيهم.
ومن جهة أخرى, أشار عضو التحالف رئيس منظمة وثائق للتوجه المدني اليمني، نجيب السعدي, في ورقته خلال الحوار إلى أنه في 23 مارس 2011 وبعد أن سيطرت جماعة الحوثي على مدينة صعدة قامت بقتل 56 مدنيًا بينهم أسرة كاملة تم تفجير منزلهم على رؤوس السكان وتفجير 43 منزلاً وتهجير أكثر من 186 أسرة والاستيلاء على 76 منزلاً من منازل هذه الأسر.
ومن جهة أخرى, أشارت رئيس شبكة إعلاميون من أجل مناصرة قضايا المرأة في اليمن الصحفية بشرى العامري, خلال ورقة العمل التي قدمتها عن الانتهاكات التي طالت المرأة في الحرب, إلى أن الحوثيين يصفون الناشطات والنساء اليمنيات اللواتي يمارسن العمل الحقوقي والنشاط السياسي بالعهر والانسلاخ من الإسلام، وأصبحت اليوم تتعرض للتوقيف والتفتيش، وتعاني القتل والاختطاف في الشارع أو المنزل, كما لا يتورع الانقلابيون الحوثيون عن مداهمة البيوت واقتحامها وانتهاك حرماته