محمد بن سلمان امير لا محدود" واستعراض للتحديات.. العالم يقرأ رؤية السعودية 2030
2016/04/30
الساعة 11:07 صباحاً
(هنا عدن -متابعات-سبق)
أ
محمد عطيف
الرياض
يتواصل الاهتمام العالمي بإعلان الرؤية السعودية 2030 بعدما كشف عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الاثنين الماضي.
الأصداء العالمية التي نقلتها تقارير صحفية مختلفة اتفقت على الإشادة بالرؤية المختلفة ووصفتها بالمنتظرة والتي كانت السعودية في أمس الحاجة لها في ظل المستجدات الاقتصادية العالمية فيما كانت أبرز الأسئلة بخلاف ذلك عن الآليات المنتظر الكشف عنها. فيما شرعت العديد من الوسائل العالمية في استعراض أبرز التحديات التي ستواجهها الرؤية.
تلك الرؤى جاءت من جهات عالمية لها مكانتها الاقتصادية الموثوقة ومن مؤسسات إعلامية أيضاً لها حضورها الرصين في هذا المجال.
15 عاما نحو الحُلم
الـ 15 سنة القادمة التي تمثل جسور عبور السعودية إلى مستقبلها الذي خطّه مهندسها الأمير محمد بن سلمان وكما أقر هو أن هناك تحديات ولكنه يثق بالفرص أكثر من التفكير بالمعوقات.
المانشيتات الأبرز التي تنوقلت صُدّرت بعضها بالدعوة لمساندة الأمير محمد بن سلمان بصفته (الإصلاحي القادم والأجرأ) أو كما قالت “الفاينانشيال تايمز” وهي تصف الأمير محمد بـ" الأمير غير المحدود"؛ سعياً لمستقبل أفضل لبلاده مما سينعكس أيضاً على العالم خصوصاً أن العديد من خطوط الرؤية ستؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي.
وفي حين وصفت الرؤية بأنها الأقوى منذ اكتشاف النفط جاء الحديث عن الحدث الاقتصادي العالمي المنتظر من خلالها حيث سيتم طرح "أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية" ممثلاً في 5% من شركة أرامكو التي تقدر قيمتها بين 2000 و2500 مليار. كما تقول “الفاينانشيال تايمز” أنه بالرغم من العقبات الكبيرة التي يمكن أن تواجهها الرؤية إلا أنها "تناولت ملفات يُعتبر مجرد مناقشتها تحولاً تاريخياً في السعودية".
- مجتمع نابض بالحياة:
البرنامج الإصلاحي الكبير كان واضحاً في إبراز ثلاثة محاور مهمة كما تقول شبكة “سي إن بس سي”: أنه يهدف إلى بناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام للمملكة. حيث ستتبنى "السلطات السعودية ثلاثة موضوعات، هي مجتمع نابض بالحياة واقتصاد مزدهر وأمة طموحة".
التركيز على الجانب الاقتصادي للرؤية هو السمة المشتركة للحديث العالمي عن الرؤية السعودية .2030 فمراسلة شبكة “سي إن إن” إيافانا كوتاسوفا تؤكد ضمن تقرير أن المملكة ماضية في كسر “إدمانها” على النفط، وستشق طريق لتصبح واحدة من أكبر خمسة عشر اقتصاداً في العالم".
محمد بن سلمان كان أيضاً ضمن أبرز التقارير الدولية حول الحدث فـ “يو إس إيه توداي” تصف جهود الأمير محمد بن سلمان بأنها “الأجرأ” وستحدث نقلة في الصناعات التحويلية تحديداً. وقريباً من ذلك تقول الـ“فاينانشيال بوست” أن ثمانية عقود من الاعتماد على النفط تعتبر كافية جداً لتأتي الخطة لتؤكد أن أهمية الدفع نحو النمو الاقتصادي وتنويع الاقتصاد وتنمية البنية التحتية وخلق مزيد من فرص العمل
- الصندوق السيادي:
الصندوق السيادي الأضخم عالمياً كان من أبرز ما تم التعرض له في تحليل الرؤية السعودية، حيث وُصف بأنه الأكبر من الصندوق النرويجي ويمكنك شراء أقوى وأكبر الشركات العالمية.
تقول الـ “الأكونوميست” حول ذلك إن: "الصندوق السيادي سيحدث ثورة في الاستثمارات العالمية وسيزيح النفط عن عرشه في السعودية ليكون مصدر الإيرادات الحكومية".
وهو أمر أكده موقع “كابتال” الإخباري، وصحيفة “لو فيغارو” التي تطرقت بإعجاب لحزمة الإصلاحات وما ظهر به الأمير محمد من شفافية خصوصاً بشأن "أرامكو".
شبكة “بلومبيرغ” التي حضرت في المشهد الإعلامي السعودية بسلسلة لقاءات مع الأمير محمد بن سلمان تطرقت للمتوقع من تطورات اقتصادية واجتماعية مهمة، مبرزة أن الجوانب الاقتصادية ستتخطى مشكلة تسيد النفط نحو اقتصاد متنوع.
- السياحة الدينية:
شخصية عالمية اقتصادية أخرى تم تناقل آرائها على نطاق واسع وهو ستيفن هيرتوغ المتخصص في الاقتصاد السعودي بجامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، حيث قال للزميلة “الشرق الأوسط”، إن "أهم قطاعات التي ينبغي استهدافها لتنويع اقتصاد المملكة بشكل ناجح هي السياحة الدينية". وهو جانب لافت حيث لم يكن سمة مشتركة أو غالبة لدى أهم النقاشات العالمية حول الرؤية السعودية برغم أهميته.
مصطلح "عصر النفط الرخيص" كان لافتا في مانشيت “وول ستريت” التي ركزت على جانب الرؤية في تحرير السعودية من مأزق أسعار النفط المنخفضة في غضون السنوات القليلة القادمة حيث ستضع المملكة مسارات اقتصادية جديدة وجاذبة.
- محمد بن سلمان وستيف جوبز:
وما بين الـ”التلغراف” و الـ “ديلي ميل” وصفت الرؤية السعودية بأكبر حدث في تاريخ المملكة اقتصادياً واجتماعياً الذي سيتجه بشكل مباشر في أحد خطوطه نحو تعزيز دور المرأة السعودية في سوق العمل.
هذا فيما لم تتوان صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية عن وصف طريقة تفكير ولي ولي العهد بأنه يحاكي أسلوب عبقري الحاسوب ومؤسس شركة آبل العملاقة ستيف جوبز الذي لم يشغل نفسه بتأمل المشاكل وكيفية حلها فقط بل بالتطلع إلى الفرص المتاحة أمامه".
- ماذا عن التحديات؟
على خط استعراض التحديات قال النسخة العربية لصحيفة "هافينغتون بوست" أن هناك تحديدات عديدة ستعترض الرؤية السعودية.
واستعرضت الصحيفة أبرز عناوين التحديات المتمثلة في خلق 6 ملايين وظيفة، وعقبات سياسات تنويع الموارد حيث يصطدم بكونه "يتغذى بطريق مباشر أو غير مباشر على الإنفاق الحكومي".
واستشهدت الصحيفة بآراء الخبير الدولي ستيفات هيرتوغ الذي ينظر للموقف على أنه سيكون "تقشفيا" ويستلزم هيكلة غير القائمة حاليا.
من أبرز التحديات أيضا حجم العمالة الأجنبية حيث لم تكشف بعد الرؤية عن سياسات محددة لحل مشكلة الفجوة بين القطاعين العام والخاص بحسب ما ذكره هيرتوغ.
- تفكير جمعي:
من جهته ينتقد ريتشارد تيثرينغتون، مدير الاستثمار لأسهم الأسواق الناشئة التفكير الجمعي في كون السعودية "دولة نفط"، مؤكداً أن تجربة “جيه بي مورغان” لإدارة الأصول أكدت أهمية السوق السعودي وأن البنوك والشركات فيه مثيرة للإعجاب.
عقبة التحول عن النفط وبحسب قناة "بلومبيرغ" كان حديثاً في أوقات ماضية في عهد مسؤولين سابقين غير أنه لم يتحرك كما يجب. لكن البروفيسور غريغوري غوز الأستاذ في جامعة Texas A&M الأميركية يقول إن الرؤية تحمل تفاؤلاً كبيراً.
على خط التحديات أيضاً تبدو هيكلة الدعم الحكومي بحاجة لجهد كبير في ظل اتخاذ تدابير منها فرض ضريبة قيمة مضافة على أسعار لمنتجات "رفاهية".
ختاماً فإن المطالبة من صحف غربية عريقة للغرب بدعم خطة "الأمير غير المحدود" هو دعم للسعودية الجديدة كلها. حيث من المشجع للانطلاق أن صندوق النقد الدولي أكد أن الحراك للأمير وفريقه خلال فترة قصرة انجلى عنه أن الاقتصاد السعودي حقق خلال أقل من عام تعديلات كبيرة، لم تكن تخطر ببال أكثر المراقبين. الصندوق في دراسة له قال أيضاً إن التحول السعودي لن يكون سهلاً لكن هناك قصة نجاح منتظرة له.